اسلاميات

اين وقعت غزوة احد ؟ .. خرائط للموقع وقصة المعركة

أين كانت غزوة أحد

غزوة أحد هي إحدى غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تم تسميتها باسم جبل أحد الذي دارت حوله المعركة، والذي يقع بالقرب من المدينة المنورة. كانت أحداث تلك الغزوة صعبة حيث استشهد العديد من المسلمين الأشداء، بما في ذلك مصعب بن عمير وحمزة بن عبد المطلب. إلى الآن، يعتبر جبل أحد مزارا للمسلمين، حيث يوجد عبرة لمن يخالف كلام الله ورسوله، ويوجد حزن دفين في قلوب المسلمين بسبب ما حدث في تلك الغزوة.

ويستمد جبل أحد مكانته من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يقول النبي: `أحد جبل يحبنا ونحبه`، وفيما يلي خرائط موقع غزوة أحد

غزوة أحد - ويكيبيديا

خرج النبي للقاء الناس، مستعدا للقتال وبصحبة أصحابه. وفي ذلك الوقت، تم تقسيم الجيش إلى ثلاثة كتائب وتجهيزها للقتال. وكان عدد الجنود آنذاك ألفا. وبعد الخروج، غادر حوالي أحد من المسلمين الجيش العسكري، لكن حدث ما لم يكن متوقعا. فقد انشق عبد الله بن أبي سلول ومعه ثلاثمائة من المنافقين، مما جعل عدد جيش المسلمين يصبح سبعمائة رجل فقط. وكان ما يرغب فيه بن سلول هو أن يحدث الفرقة ويضعف عزيمة المجاهدين ويسبب الاحباط في قلوبهم. فقد قال الله تعالى في سورة آل عمران الآية 167: `تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا`. فقالوا: `لو نعلم القتال لاتبعناكم`. فهم أقرب إلى الكفر في ذلك اليوم من أن يكونوا أقرب إلى الإيمان. يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون.

لولا دعم الله تعالى للمجاهدين المسلمين ومساندة إخوانهم من بني الحارث وابن سلمه، فإن بعضهم كان سينشق عنهم، وذلك كما جاء في سورة آل عمران آية 122: `إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ`.

لم يهم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يعلم أن كل شيء مقدر، وركز على إكمال مهمته بإعادة تجهيز ما تبقى من الجيش وتأهيلهم للقتال، واختار خمسين منهم، يعرفون بالرماة، بقيادة عبد الله بن جبير، وثبتهم في مواقعهم وكلفهم النبي صلى الله عليه وسلم بحماية ظهور المسلمين وعدم التحرك من أماكنهم لأي سبب. قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: “احموا ظهورنا، فإذا رأيتمنا قتلنا فلا تنصرونا، وإذا رأيتمنا نحن غنمنا فلا تشاركونا، وإذا رأيتمنا هزمنا الأعداء وداسنا عليهم فلا تتركوا مواقعكم حتى أرسل إليكم.” وتعتبر هذه واحدة من أعظم الخطط التي تم تنفيذها في حروب التاريخ، فقد قال الله عز وجل في سورة التوبة: “ما كان لأهل المدينة والأعراب من حولهم أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يفضوا أنفسهم عن نفسه، ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا تعب ولا تعرض عليهم مشقة في سبيل الله، ولا يخيفون الكفار بمواقفهم الحازمة، ولا يحققون أي انتصار على أعدائهم إلا ويكتب لهم بذلك عمل صالح، إن الله لا يضيع أجر المحسنين.

بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم التحضير للقتال من خلال تعيين المنذر بن عمرو على الجانب الأيمن، والزبير بن العوام على الجانب الأيسر. وفي تلك اللحظة، حاول المشركون بكل شر ومكر أن يثيرا الفتنة بين المسلمين، وتوجهوا إلى أهل المدينة في محاولة لجعلهم ينشقون عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن أهل المدينة الشجعان ذوو القلوب السليمة لم يستجيبوا لهم، بل أعلموهم وأبدوا لهم ما لم يكونوا يستحقونه. وبدأت المعركة بدخول طلحة العبدري، الفارس الشجاع من قريش، يدعو أي رجل للتحدي، ولم يجب أحد سوى الزبير بن العوام. قفز عليه وأسقطه من فوق الجملة وقتله. فرفع النبي والمسلمون الهتافات والتهاني، وقال النبي إن لكل نبي أصحاب، وأصحاب الزبير. وبعد ذلك، دخل عثمان العبدري وقتله سعد بن أبي وقاص، ثم دخل الجلاس العبدري وقتله طلحة بن عبد الله. وعندما قتل الأشقاء الثلاثة، اندلعت المعركة.

نتائج غزوة أحد

كان القتال حينها على أشده، فظهرت الخسة حين كان هناك أتفاق على قتل حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، فكان هناك رجل يدعى وحشي بن حرب، وكان مملوك لجبير بن مطهم ، فأخبره الجبير إن قتل حمزة عم النبي عتق رقبته، وبالفعل رمى وحشي حمزة بسهم خبيث واستشهد حمزة، وبرغم ذلك كان المسلون هم أصحاب الهيمنة والسيطرة على الحرب وهم أصحاب الراية المرفوعة، وإلى الآن فالمسلمين هم أصحاب النصر، الذي لا يقل عظمة عن انتصار بدر.

حدث شيء غير مرضٍ للأسف، حيث رأى الرماة الذين أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بحماية الجبهة الإسلامية، يجمعون الغنائم، فاقترح أحدهم الذهاب وجمعها، لكن الجبير تذكرهم بما قاله الرسول وحثهم على عدم الحركة، ولكنهم ظنوا أنهم لن يأخذوا شيئًا من الغنائم.

حينها قام خالد بن الوليد قائد جيش الكفار آنذاك، باستغلال الموقف وعاد للقتال من جديد بقتال الرماة حيث دار من خلف الجبل وأحاط بالمسلمين من كل الجهات، فحينها قام الرسول بالنداء في معشر المسلمين مخاطر بنفسه برغم أن الكفار ستعرف مكانه، وحينها رمي وجهه الكريم بالحجارة من أحد الكفار وأصيبت رباعيته المباركة وجرحت شفتاه جرح عميق، ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان فسيطر الكفار على ساحة القتال وانهزم المسلمون من بعد نصر.

كانت درسًا هامًا لمن يتعارض مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولمن يتبع هواه ويسعى وراء الغنائم، ولا يظلم ربه أحدًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى