تكنولوجيا

ايجابيات وسلبيات الثورة المعلوماتية

ماهي الثورة المعلوماتية

لقد تم إطلاق العديد من التسميات على العصور السابقة مثل عصر الإذاعة والتلفزيون وعصر السينما وعصر الصحافة. ولكن في الوقت الحاضر، بعد التطور التكنولوجي والتقني في جميع المجالات، يُطلق على عصرنا الحالي عصر الثورة المعلوماتية.

الثورة المعلوماتية هي أشبه بالقنبلة التي انفجرت منها المعرفة و المعلومات المختلفة والمستحدثة في جميع مجالات الحياة، مما أدت إلى حدوث تطور في المجتمع في مجالات عديدة مثل تقنيات الاتصال والمعلومات المختلفة، كما أنها تتيح جميع المعلومات وتوفرها للحفظ والتبادل والاسترجاع بسهولة وسرعة وذلك من خلال توفير وسائل الاتصال الحديثة والتكنولوجيا.

نشأة الثورة المعلوماتية

لقد مرت الثورة المعلوماتية بالعديد من المراحل المتطورة. بدأت بظهور جهاز الحاسوب الآلي في الثمانينيات، تحديدا في عام 1822، حيث اخترع تشارلز باباج أول جهاز حاسوب ميكانيكي. وبعد ذلك، بدأت عمليات التطوير والبحث بهدف توفير الكثير من الوقت والجهد. فكان هذا الجهاز عبارة عن آلة تستخدم لإدخال البيانات ومعالجتها للحصول على معلومات ذات قيمة. ومن ثم، بعد تطوير جهاز الحاسوب، أصبح تخزين وإرسال واستقبال البيانات والمعلومات أمرا ممكنا. وبعدما كان حجم هذا الجهاز حجم غرفة كاملة، أصبح الآن أصغر ومن الممكن وضعه في الجيب. ونرى هنا حجم تأثير الثورة المعلوماتية وأثرها في حياتنا من خلال العديد من التطورات .

تأثرت الثورة المعلوماتية بشكل كبير بجهاز الحاسوب، حيث ساهم في تمكين الأفراد من تبادل المعلومات بسهولة من خلال إرسال الصوت والصورة. كما لا يمكننا تجاهل دور الاتصالات عبر الإنترنت في تسهيل التواصل ومشاركة المعلومات، وقد تنافست شركات الاتصال في تطوير سرعة الارسال والاستقبال.

إيجابيات الثورة المعلوماتية

  • لقد فتحت ثورة المعلومات أبوابًا للتميز والإبداع، ولظهور مواهب الكثير من الأفراد في مختلف المجالات.
  • تسهم توفير المواقع التعليمية المليئة بالمعلومات في مختلف المجالات في تسهيل دراسة الطلاب.
  • تعمل على تسهيل وتسريع انتشار وتبادل المعلومات بسهولة ويسر لجميع الأشخاص حول العالم.
  • تم توفير الكثير من الجهد والوقت للعديد من الباحثين للوصول إلى المعلومات التي يحتاجونها.
  • توفر العديد من المعلومات من مصادر مختلفة.
  • تم تمكين حرية التعبير عن الرأي بشكل خاص عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.

سلبيات الثورة المعلوماتية

  • نتيجة للتطور الهائل الذي حدث في نقل وتداول المعلومات، انتشرت العديد من الأفكار الشاذة والقيم الغير محمودة والمنحلة، وذلك لعدم توفر الرقابة اللازمة.
  • سمحت وسائل التواصل الاجتماعي باختراق خصوصية العديد من الأشخاص، والسماح بالحديث عن الآخرين وانتهاك خصوصيتهم الشخصية، كما أدت إلى تضييع الوقت والكسل.
  • يشير هذا إلى سيطرة العولمة والدول المتقدمة بثقافتهم على الدول الفقيرة أو دول العالم الثالث.
  • أدت هذه الظاهرة إلى ظهور العديد من السلبيات في المجتمع، بما في ذلك قطع الصلة بين الأفراد وعائلاتهم والابتعاد والتفرق.
  • انتشرت العديد من المعلومات الخاطئة عن طريق الدعاية والإعلان، وتم استغلال الأطفال في نشر وترويج الإعلانات الخاطئة.
  • الابتعاد عن القراءة والاطلاع على الأبحاث.

مظاهر الثورة المعلوماتية

تتمثل مظاهر الثورة المعلوماتية في عصرنا الحالي في الآتي:

  • المساهمة في نشر الكتب والأبحاث العلمية في مختلف المجالات.
  • توسع استخدام الإنترنت في التعلم واكتساب المهارات في مختلف مجالات الحياة.
  • بفضل انتشار العديد من المواقع الإلكترونية مثل فيسبوك وتويتر وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشار القنوات التلفزيونية الفضائية والصحف والمجلات الإلكترونية، أصبحت جميع المعلومات متاحة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
  • توفر القنوات التعليمية والأساليب الجديدة والمبتكرة ساعدت المعلمين على تبسيط المعلومات للطلاب.

تعتبر التطور التكنولوجي والمعلوماتي أمرا بالغ الأهمية للبشرية جمعاء، وذلك بسبب اضطرار الإنسان لمواجهة التحديات والتكيف مع التغيرات في العصور المختلفة، وعلى الرغم من أن الثورة المعلوماتية جعلت العالم يشبه قرية صغيرة وسهلت تبادل المعلومات وتواصل الأشخاص حول العالم، إلا أنه ينبغي على كل فرد أن يبقى يقظا وواعيا، وأن يتجنب أي سلبيات تنشأ عن هذه الثورة، وأن يكون مسؤولا عن أفعاله وأعماله، وأن يحافظ على قيمه في هذا العصر مع كل هذه التطورات، وبالتالي يجب على كل فرد التمسك بمبادئه وأخلاقه، وأن يستغل كل الوسائل المتاحة له لتحقيق أهدافه، طالما أن هذه الوسائل لا تتعارض مع قناعاته ولا تدفعه لارتكاب جرائم أو فساد أو إلحاق الضرر أو حتى القول بألفاظ سيئة.

الثورة المعلوماتية وتأثيرها في اللغة العربية

لقد أحدثت الثورة المعلوماتية تأثيرا إيجابيا على اللغة العربية، وسنتعرف فيما يلي على كيفية استفادة اللغة العربية من الثورة المعلوماتية من خلال النقاط التالية التي توضح دور الثورة المعلوماتية في تطوير اللغة العربية:

  1. ساعدت العديد من الباحثين في مجال علوم اللغة على الوصول إلى أكبر قدر من المراجع والأبحاث العلمية في مجال اللغة العربية، مما أدى إلى إنتاج كم هائل من الأبحاث في اللغة العربية في وقت قصير.
  2. ساهمت المواقع التي تقدم شرحًا لقواعد اللغة العربية في انتشارها، مما ساعد العديد من الطلاب في تعلم اللغة العربية بكل سهولة ويسر، وفهمها بشكل أفضل.
  3. ساعدت أيضًا في الحفاظ على اللغة العربية وهويتها، وخصوصًا في العديد من البلدان العربية التي تعرضت للاستعمار، وتأثرت بذلك سلامة اللغة العربية لدى أبنائها.
  4. تقدم بعض المنصات والمواقع خدمات التدقيق اللغوي وتصحيح الأخطاء الإملائية، وتساعد على تطوير مهارات التعلم.

سلبيات الثورة المعلوماتية على اللغة العربية

  • انتشرت الكتابة باللهجة العامية عبر الدردشة بسبب انتشار العديد من وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى اندثار العديد من مفردات اللغة العربية الفصحى، واستبدال بعض هذه المفردات بكلمات عامية.
  • انتشرت طريقة جديدة للتحدث عن طريق إضافة بعض الكلمات الإنجليزية المعربة إلى الجمل، وهذا يعني كتابة الكلمات العربية باستخدام الأحرف الإنجليزية (الفرانكو). ولجأ العديد من الأشخاص إلى استخدام هذه الطريقة وهذه اللغة بسبب عدم توفر الأحرف العربية على لوحة المفاتيح الخاصة بهم، مما أثر سلبا على ثروة المفردات في اللغة العربية.
  • يظهر العديد من الأخطاء اللغوية والإملائية في قواعد اللغة العربية بسبب عدم وجود أي رقابة أو تدقيق لغوي على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة التي تعرض محتوى مكتوب باللغة العربية.
  • شجعت الثورة المعلوماتية الكثير من الشباب على تعلم لغات مختلفة غير اللغة العربية، مثل تعلم اللغة الإنجليزية، وأثر ذلك على سلامة اللغة واتقانها في الوطن العربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى