ايجابيات وسلبيات الثقة بالنفس
– يجب على الأشخاص الناجحين في الحياة المهنية والاجتماعية أن يكونوا ثقة بأنفسهم. يمكن أن يتبادل البعض مفاهيم الثقة بالنفس واحترام الذات، ولكن الفرق بينهما يكمن في أن الثقة بالنفس تقيس إيمان الفرد بقدراته، بينما يتعلق الاحترام بمدى تقدير الشخص لذاته. إذا زادت الثقة بالنفس عن الحد المسموح به، فقد تتحول إلى شيء سلبي.
ايجابيات الثقة بالنفس
تزيد الثقة بالنفس من قدرتك على الأداء بشكل أفضل، حتى عند العمل تحت الضغط، ويمكن للرياضيين والفنانين والموسيقيين الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من الثقة بالنفس أن يظهروا أداءً مميزًا دائمًا.
يمكن للشخص الواثق من نفسه أن يؤثر على الآخرين بسهولة أكبر، وخاصةً عند بيع فكرة أو منتج أو التفاوض على عمل أو أي شيء آخر.
الثقة بالنفس لها دور هام في القيادة والمناصب التنفيذية، حيث يختلف تصرفك وطريقة تفكيرك تمامًا عندما تتمتع بثقة بالنفس، وحتى طريقة استخدام صوتك تتغير.
عندما يكون لديك الثقة بنفسك، ستشعر بأن وجودك في العالم له معنى وأهمية.
كلما زادت ثقتك بنفسك، زادت فرصك في الترقية في عملك بغض النظر عن طبيعة العمل.
يشعر الشخص الواثق من نفسه بمستوى أقل من الخوف، ويكون أكثر قدرة على المخاطرة والتحرك خارج مناطق الراحة الخاصة به.
الاعتماد على الثقة بالنفس يمكن أن يخفف من مشكلة القلق الاجتماعي، ويسهل عليك التكيف والتفاعل مع الآخرين في المجتمع، كما أنه يقلل من القلق الذي يمكن أن يسببه تصورات الآخرين عنك.
تمنح الثقة بالنفس طاقة إيجابية كبيرة، وتدفع الشخص نحو تحقيق أهدافه الشخصية والمهنية، وكلما زاد حماسه، زادت قدرته على اتخاذ قرارات صائبة وفعالة في نفس الوقت.
الأشخاص الواثقون من أنفسهم يعيشون حياة أكثر سعادة بشكل عام من أولئك الذين يفتقرون إلى الثقة، لذا يجب أن تتعلم كيفية اكتساب الثقة في النفس.
اضرار الثقة المفرطة بالنفس
وكما أشرنا سابقًا، فإن الثقة بالنفس لها فوائد عدة، وأوضح العالم النفسي ألبرت باندورا في كتابه `الكفاءة الذاتية: ممارسة التحكم` أن الثقة في النفس هي أكثر الميزات التي يمكن أن تساعد الإنسان على تحقيق أهدافه وتحفيزه لبذل المزيد من الجهود لتحقيقها.
ومع ذلك، في حالات معينة، يمكن أن تكون زيادة الثقة بالنفس ضارة لأنها تمنع الإنسان من تجربة أشياء جديدة وتجعله غير قادر على الاستماع للآخرين، مما يؤخر نجاحه أو وصوله لأهدافه. ومن أضرار الثقة المفرطة بالنفس
- تضييع الفرص: قد ترفض فرصا ناجحة لأنها تستوجب مجهودا أقل من قدرات الشخص أو تبدو سهلة بالنسبة له، وهذا يفقده فرصة تحقيق هدفه.
- تحملك أكثر من طاقتك: في المقابل، ربما توافقين على أداء مهام ثقيلة بسبب ثقتك الزائدة بنفسك، وقد تكون هذه المشاريع أكبر من قدراتك ومؤهلاتك الفعلية، مما يؤدي إلى الفشل.
- قد يكون لها عواقب اجتماعية كبيرة: فإن الثقة الزائدة بالنفس يمكن أن تؤدي إلى نفور الأصدقاء منك لأنك تبدو كمتكبر متغطرس.
- تواجه صعوبات في مكان عملك: عندما تظهرين بمظهر الثقة أو كمن يعرف كل شيء دون أن تكوني لديك المهارات المطلوبة، فقد يجعل رؤساؤك يكلفونك بمهام صعبة التي في الواقع ليست لك الكفاءة لأدائها.
- تواجه مشاكل في بيتك: عادة، الأشخاص الواثقون من أنفسهم أكثر من اللازم يكونون أزواجا غير ناجحين، حيث يزداد معدل الثقة بالنفس، تزداد تكرار السلوكيات العنيفة لدى الإنسان، مما يجعلهم شركاء غير مريحين، بالإضافة إلى أنهم دائما يلقون اللوم على شركائهم باعتبارهم سبب جميع مشاكلهم.
الثقة الزائدة بالنفس تقود إلى تدمير النفس
لا يعني الحديث عن أضرار الثقة الزائدة بالنفس بالضرورة أن يجب على الإنسان عدم احترام ذاته، حيث إن الأمرين مختلفين تماما، ويمكن أن تؤدي الثقة الزائدة بالنفس والتطوير الذاتي المستمر إلى بعض النجاح، ولكن الأشخاص الذين يتمتعون بالثقة الزائدة بالنفس أكثر من اللازم قد يخدعون أنفسهم ويخدعون الآخرين، حيث يقنعونهم أن شعورهم المتضخم بالذات وراءه قدرات كبيرة كامنة.
قد يكون الثقة الزائدة بالنفس علامة على النرجسية، وهذا يجعل الإنسان غير محبوب وغير مرغوب فيه أيضًا من قبل أصحاب الأعمال. يصيبنا جميعًا بعض الأحيان الثقة الزائدة بالنفس في بعض المواقف، ولكن يجب أن نحذر حتى لا نصل إلى حد المبالغة فيها، ونصحح من أنفسنا قبل فوات الأوان.
اضرار الثقة الزائدة بالنفس على الأطفال
إحدى التأثيرات الخطيرة للثقة الزائدة بالنفس تتجلى في حالة الأطفال، إذ يميل معظم الآباء وكبار السن اليوم إلى مكافأة الأطفال مجرد المشاركة في شيء ما باستخدام ما يسمى “جوائز المشاركة”، وبعبارة أخرى يحصل الأطفال على المديح مجرد المشاركة دون أداء فعلي أو إنجاز حقيقي.
في الواقع، قام خبراء التربية بابتكار أسلوب لتقديم الثناء على الطفل لبناء ثقته بنفسه واحترامه لذاته. يعتبر الثناء والمديح من المفاتيح الأساسية لبناء ثقة الطفل بنفسه. ومع ذلك، إذا تم مبالغة في الثناء، فقد ينشأ لدى الطفل شعور بالاستحقاق غير المستحق. عندما يبلغ الطفل مرحلة البلوغ، يمكن لديه اعتقاد زائف بأن الظهور فقط يكفي لتحقيق النجاح. وعندما لا يحدث النجاح بسهولة في الحياة الحقيقية، قد يتسبب ذلك في صدمات وخيبات أمل.
بينما يروي البعض أنه من الأخطاء التركيز على مدح المجهود لدى الطفل، يرى الباحثون مثل كارول دويك أن أسلوب مدح المجهود يلعب دورًا هامًا في بناء ما يطلق عليه “عقلية النمو.
وفكرة عقلية النمو تتمركز حول الذكاء والقدرة على التعلم، فبعض الناس يعتقدون أن الذكاء سمة فطرية، والبعض الآخر يعتقد أن الذكاء مهارة مكتسبة يمكن أن تنمو مع استمرار المحاولة لدى الطفل، وأن بناء الثقة بالنفس لدى الطفل يمكنه من التغلب على الصعوبات والتحديات التي تواجهه من خلال الممارسة والمحاولة وبالتالي يكتسب مزيد من الذكاء.
كيفية بناء الثقة بالنفس
فالفرق بين الثقة الصحية بالنفس والثقة الزائدة قد يكون ملتبسًا عند بعض الأشخاص. لزيادة الثقة بالنفس وفي الوقت ذاته التأكد من امتلاكك المستوى المناسب من الثقة بالنفس، عليك اتباع النصائح التالية:
ركز على الجهد وليس النتيجة
سواء كنت تقيم نجاحك الشخصي أو تثني على طفلك، فحاول التركيز على العمل الذي تم إنجازه بدلاً من النتيجة التي تم الوصول إليها، لأنه لا يمكنك دائمًا التحكم في النتائج التي تحصل عليها، ولكن يمكنك التحكم في مقدار الجهد الذي تبذله من أجل تحقيق أهدافك.
استمر دائمًا في تعلم أشياء جديدة
حتى لو كنت واثقا تماما من مهاراتك في مجال ما، يجب عليك الاستمرار في البحث عن تحديات جديدة والتساؤل دائما عن كيفية تطوير نفسك، لأنه يسهل بشكل كبير الوصول إلى ثقة زائدة بالنفس إذا اعتقدنا أننا نعرف كل شيء عن شيء ما، وفي الواقع لا يوجد إنسان يعرف كل شيء. وإذا ما واجهنا تحديات وصعوبات جديدة، سيقلل ذلك من الثقة المفرطة بالنفس وفي نفس الوقت سيدفعنا للتعلم والبحث عن المزيد.
استمع لما يقوله الآخرون
الثقة الزائدة تجعلنا دائمًا غير مرنين، ويمكن أن نفترض أن الطريق الذي اخترناه هو الطريق الوحيد الصحيح، ولكن يجب على الإنسان أن يكون منفتحًا على آراء الآخرين حتى لو لو لم تتفق معهم في بعض الأحيان، لأن في بعض الأوقات يمكن للآخرين أن يمتلكوا منظورًا جديدًا ومختلفًا يمكن أن لا يراه الشخص بنفسه.