في يومنا هذا، يشغل الجميع أنفسهم بالنظر إلى هواتفهم بشكل دائم، وأصبحت الهواتف عائقا بين الآباء وأبنائهم، حيث يقضي الشباب معظم وقتهم على مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية المنتشرة في ذلك العصر، ويجب على الوالدين توعية أطفالهم بفوائد وأضرار الألعاب الإلكترونية حتى يتمكنوا من استخدامها بطريقة إيجابية، وكانت الألعاب في الماضي تتمثل في الحركة والتفاعل الاجتماعي، مما يؤدي إلى حب الحياة الاجتماعية والتواصل مع الآخرين، ولكن الآن يقتصر التواصل على الأجهزة الإلكترونية لدى غالبية الشباب.
ايجابيات وسلبيات الالعاب الالكترونية
لكل شئ وجهان، أحدهما إيجابي الآخر سلبي، وكذلك الألعاب الإلكترونية إذ أنها تتضمن بعض الفوائد وأيضًا الأضرار، وفي حين أنها تقوم بالتسلية وقضاء الوقت الممتع إلا أنه يوجد جدل كبير حول نتائجها السلبية على الأشخاص والمجتمع، ويمكن أولًا تعريف الالعاب الالكترونية على أنها ألعاب تفاعلية تعمل من خلال الأجهزة الإلكترونية كالحاسوب، شاشات التلفاز، الهاتف المحمول، أي أنها
فوائد الألعاب الإلكترونية
لا يمكن إنكار فوائد وإيجابيات الألعاب الإلكترونية، وخاصة الألعاب التعليمية، التي تعمل على تعليم الأطفال العمليات الحسابية والأرقام والألوان وحروف جميع اللغات وغيرهم، ولهذا من الأفضل عدم منع الآباء أبنائهم من اللعب بها ولكن مع المراقبة والمتابعة الجيدة لتجنب المخاطر الناتجة عنها، ومن إيجابياتها ما يلي
رؤية أفضل
إذ أنها يمكن أن تُكسب لاعبيها عينًا قادرة على التقاط التفاصيل الدقيقة، حيث اكتشف باحثون من جامعة (روتشستر) أن الأفراد الذين قضوا ثلاثين ساعة بالتدريب على ألعاب الحركة لمدة شهر رصدوا أهدافًا على شاشة ممتلئة بالفوضى بنسبة ثمانين في المائة من الوقت المحدد لذلك، بينما أن غير اللاعبين لم يرصدوا إلا ثلاثين في المائة فقط من الوقت المخصص لهم، كما أن شركة (Allstate) وهي عبارة عن شركة تأمين أمريكية تعمل في الوقت الحالي على تجربة ألعاب الفيديو للسائقين ذوي السن الكبير قد وجدت أن برامج الألعاب يمكن أن تُعزز المهارات البصرية الهامة للقيادة الآمنة، وأيضًا قد أثبتت الدراسات التي قامت بها المعاهد الوطنية للصحة أن تلك الألعاب تعمل على تقليل الخطر من الاصطدام بنسبة تبلغ خمسين في المائة.
تقوية الدماغ
لا يمكن اعتبار الألعاب الإلكترونية مجرد تضييع للوقت فحسب، بل يجب أن تعد الآن واحدة من الطرق السريعة لاكتساب عقل أكثر حدة. فقد اكتشف باحثون من جامعة ولاية أيوا أن الأشخاص الذين يلعبون تلك الألعاب لمدة ثلاث ساعات أو أكثر في الأسبوع الواحد كانوا أسرع بنسبة تصل إلى 27٪ وأقل ارتكابا للأخطاء بنسبة 37٪ في دراسة قاموا بها على عدد من الأطباء الجراحين المستخدمين للمنظار. ومن الجدير بالذكر أنه لم تكن تلك الألعاب مصممة خصيصا للجراحين، وهذا ما أشار إليه الدكتور دوجلاس جنتيل، أحد المشرفين على الدراسة، حيث قال: “كانت أي لعبة جاهزة لعبوها في الماضي.
مسكن للآلام
قد تم إثبات أن الألعاب الإلكترونية مسكن قوي لما يشعر به الفرد من آلام جسدية، حيث يؤكد البروفيسور (ديفيد باترسون) من قسم طب إعادة التأهيل بجامعة واشنطن على قوله أن: “الانتباه الواعي مطلوب لتجربة الألم”، كما ذكر فى قوله أن: “ألعاب الواقع الافتراضي تجذب الانتباه بشكل غير عادي ، ولا تترك اهتمامًا بمعالجة إشارات الألم الواردة”، وقد تم انتاج لعبة تُعرف بـ(SnowWorld) لمرضى الحروق، بحيث أشار الذين يلعبونها خلال تغييرهم للضمادات عن عدم شعورهم بالألم بنسبة أقل 40-50٪ عن المرات السابقة.
أضرار الألعاب الإلكترونية
على الرغم من أن الألعاب الإلكترونية لها فوائد وإيجابيات، إلا أنها تسبب العديد من الآثار الجانبية على صحة الأطفال وغيرهم، ولذلك لا يتعين منعهم من اللعب بها، ولكن ينبغي أخذ الحيطة والحذر أثناء استخدامها، ويتضمن بعض سلبياتها ما يلي:
تلف الأوتار
الحركات المتكررة بشكل مفرط تؤدي إلى تلف الأوتار والأعصاب في إبهام اليد. ويشعر أخصائي العلاج الطبيعي بالقلق بشأن تأثير التراخي على الأشواك الصغيرة. وفيما يتعلق بالأطفال، يلاحظ أخصائي العلاج الطبيعي ويندي إمبرسون أنهم غالبا ما يجلسون على الأرض للعب، أو على الأسرة، أو على كراس كبيرة بالنسبة لهم بشكل عام. وقد أشارت إلى أنه إذا كانوا يعملون، لكان لدى موظفي الصحة والسلامة يوما ميدانيا.
الإدمان على اللعب
أشارت بعض الدراسات الجامعية إلى أن واحدًا من كل عشرة لاعبين من الشباب مدمن على اللعب بالألعاب الإلكترونية، وقد تُسبب أساليبهم في اللعب أضرارًا عائلية، اجتماعية، مدرسية، وأيضًا نفسية، ومن أجل ذلك تم وضع برامج علاجية لمحاربة إدمان ألعاب الفيديو في كافة أنحاء العالم، كما في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وهولندا.
زيادة القلق والاكتئاب
توصلت بعض الدراسات إلى أن ألعاب الفيديو قد تساهم في مكافحة القلق والاكتئاب، ولكن هناك دراسات أخرى أشارت إلى أنها قد تزيد من حدوث تلك الحالات وليس علاجها. على سبيل المثال، في دراسة عن علم النفس السيبراني والسلوك والشبكات الاجتماعية، تم ذكر أن طلاب الصف الخامس الذين يلعبون ألعابا إلكترونية لأكثر من ساعتين يوميا هم الأكثر تعرضا لأعراض الاكتئاب بالمقارنة بالذين يلعبون لفترة أقل.
عدم تقدير المهارات
إن الشاب البالغ من العمر الرابعة عشر عامًا، والذي يمارس لعب العزف على البيانو ساعات طويلة في اليوم يُعد موسيقيًا مخلصًا، كما أن الشاب البالغ من العمر الخامسة عشر عامًا والذي يقوم بقضاء كل فترة ما بعد الظهيرة في لعب كرة السلة يُعتبر رياضيًا بارعًا، في حين أن المراهقون الذين يمضون عدة ساعات في إتقان وحل تعقيدات لعبة فيديو صعبة ربما يتم النظر إليهم على أنهم بدون جدوى أو أهمية ولا معنى لهم.
الألعاب الإلكترونية والعنف
قد أثبتت بعض الدراسات التي أُجريت في جامعة ميسوري-كولومبيا أن الألعاب العنيفة قد تُقلل من الاستجابات الناتجة من دماغ اللاعبين لصور العنف الواقعي، كما أنه عند إتاحة الفرصة للاعبين للنزاع مع خصم مزيف فقد كانت استجابتهم أقل دماغية ولكن أكثر وحشية، ولكن هل هذا سوف يرتبط لديهم بالعدوان الواقعي؟ وفي هذا يقول (جوناثان فريدمان) من جامعة تورنتو: (إن الدراسات القليلة في هذا المجال عادة ما تستند في قياسها على الأفكار)، بينما أشارت عدة دراسات أخرى بأنه إذا وُجد عند اللاعب الذي يلعب لعبة عنيفة المزيد من الاقتراحات العدوانية، فهذا يدل على كون الألعاب الإلكترونية العنيفة تؤدي إلى السلوك العدواني.