ايات واحاديث عن الشخصية المثالية
تناقش الآيات في ديننا الحنيف العديد من معالم ومقومات الشخصية المثالية في الإسلام، بما في ذلك طبيعتها وشكلها، وحددت أيضًا الصفات التي يجب علينا اتباعها لتحقيق تلك الشخصية التي تحبها الله ورسوله .
أسس الشخصية المثالية في الإسلام
الشخصية هي مزيج من المعتقدات والميول والانفعالات للفرد، وتتداخل هذه المكونات معا لتشكل الشخصية التي يعرفها الناس، وتعتمد مكونات الشخصية المثالية في الإسلام على الاهتمام بالعقيدة الإسلامية وتطبيق قواعدها بشكل صحيح، والاهتمام بالجانب العاطفي، ويشمل هذا الجانب حب الشخص لما يحبه المولى جل وعلى وكراهيته لما ينهانا عنه، فنجد أن الروح والجسد في الإسلام هما مزيج لا يمكن فصلهما .
بعض الآيات التي تتحدث عن الشخصية المثالية
– هناك بعض الآيات التي تحدثت عن أصحاب الهمم ، و الذين يبحثون و يثابرون و يجهادون في سبيل الله ، و من هذه الآيات الكريمة لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاَّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (النساء – 59).
تحدثت العديد من الآيات عن أهمية الأخلاق والتحلي بها، ومن بين هذه الآيات تلك التي تتحدث عن خُلق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، كما في قوله تعالى: `وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ` (سورة القلم – 4) .
هناك آيات تحث على نبذ الغضب وفضل التحكم به، منها: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) [آل عمران: 134].
وهناك آيات أخرى تحثنا على استخدام الكلمة الطيبة واللين في الحديث، ومن هذه الآيات: `فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى` [طه: 44] .
توجد آيات أخرى في الإسلام تتحدث عن طرق الحوار وأهميته، ومن ضمن هذه الآداب في الحوار هو تجنب الحوار مع الجاهلين الذي لا داعي له ولا هدف من ورائه، وذلك حسب آية {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} في سورة الأعراف الآية 199 .
– و قد لخص الله جل و على في كتابه العزيز صفات الشخصية المثالية ، بأننا علينا حتى نحصل عليها أن نتتبع خطى النبي صلى الله عليه و سلم حين قال “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً” [الأحزاب:21]
الشخصية المثالية في السنة النبوية
– حين تحدث نبينا الكريم عن مقومات الشخصية المثالية ، قال أننا لا يجدر بنا أن نخاف على مستقبلنا ، و في هذا الصدد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ” اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشىء لم يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ” [أخرجه أحمد (1/ 293)، والترمذي (4/ 667)] .
وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم أيضا على عدم ظلم أنفسنا أو غيرنا، وعلى عدم مجرد المتابعة في قوله `لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا`، وفقا لرواية الترمذي .
وقد حثينا على عدم أن نركز على عبادة المال أو الأشخاص، بل على أن غنانا هو عبادتنا لله وسعينا لإرضائه. وفي هذا الصدد، قال النبي صلى الله عليه وسلم “تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم، وعبد القطيفة، وعبد الخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعطى لم يف” [سنن ابن ماجة] .
– فيما حدثنا النبي الكريم عن ألا نغضب و تحدث في مواضع عدة عن أن الغضب من صفات الشياطين ، و من هذه الأحاديث قول رسولنا الكريم “إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تبرد النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ” رواه الإمام أحمد وأبو داود من حديث عطية بن عروة رضي الله عنه.