اسلامياتشخصيات اسلامية

اول من دون السنة النبوية

الأحاديث النبوية الشريفة، التي نقلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم. كان هناك تخوف من تدوين وجمع الأحاديث النبوية لتجنب الخلط بينها وبين القرآن الكريم ولتجنب التركيز الزائد على دراسة الحديث. فقد اهتم الخلفاء الراشدين بجمع القرآن الكريم منذ عهد سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان أول من جمع القرآن، ثم تم إصدار أول نسخة مطبوعة من المصحف في عهد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد مرور ما يقرب من مائة عام على الهجرة، وبدأ التفكير في جمع وتدوين الحديث .

جدول المحتويات

اول من دون الحديث الشريف

ابتدعت فكرة تدوين السنة النبوية في عهد آخر الخلفاء الراشدين وهو سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه. وذلك بسبب زيادة الوضع في الحديث ووفاة الكثير من الصحابة وعلماء الأمة الذين كانوا يحفظون الأحاديث، إلى جانب تداول الكثير من الأحاديث المزيفة. وبناء على ذلك، قام سيدنا عمر بإرسال رسالة إلى قاضي المدينة حينها، أبي بكر بن حزم، يأمره فيها بتدوين الأحاديث الصحيحة التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

تم تكليف أحد أهل الحديث والسنة، وهو ابن شهاب الزهري، بتدوين جميع الأحاديث التي سمعها من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبعه بعد ذلك العديد من تلاميذه في تدوين الحديث، بمن فيهم مالك بن أنس وغيره .

مراحل تدوين السنة النبوية

في البحث عن تدوين السنة النبوية، لم يتم تدوين الحديث ووصوله إلينا كما هو الحال اليوم في مرحلة واحدة، وإنما احتاج تدوين السنة النبوية وقتا طويلا ومراحل عديدة، وتضمنت ذلك:

في الأصل، تم حفظ الحديث في صدور المسلمين فقط، ولكن نظرًا لتخوف بعض رجال الأمة من ضياع الأحاديث الصحيحة وانتشار الوضع والكذب في الحديث، اتجهوا إلى تدوين الأحاديث النبوية الشريفة، ووضعوا الكثير من الشروط الهامة لقبول تدوين أي حديث .

كان تدوين الحديث غير منظم في السابق، حيث تم الخلط بين أقوال التابعين والصحابة وآراء الأئمة، ولكن ظهر كتاب موطأ مالك الذي قام بتصنيف جميع الأحاديث، بما في ذلك الأحاديث الضعيفة والمرفوعة والموقوفة، بالإضافة إلى آراء العلماء والأئمة في المدينة وغيرهم .

– بعد ذلك، سعى العديد من أئمة الإسلام لتصنيف الأحاديث النبوية الشريفة. قسم البعض الأحاديث وفقا لمجموعة من الفروع الفقهية مثل الإمام البخاري – رحمه الله -، وبعضهم قام بجمع سلاسل الحديث كما جاء في مسند الإمام أحمد، وتم أيضا تقسيم الأحاديث وتصنيفها وفقا لأسماء الرواة. تم تقسيم الأحاديث أيضا في كتب السنن، وأحد أشهر هذه الكتب هو سنن أبي داود .

-وقد تم تقسيم علم الحديث بعد ذلك إلى قسمين أساسيين هما: يتناول (علم الحديث رواية) و(علم الحديث دراية) .

أهمية تدوين السنة النبوية

إن جمع الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قدم للأمة الإسلامية العديد من الفوائد الهامة، مثل

يتم فهم العديد من الأحكام الشرعية وشعائر العبادات التي لم يتم ذكرها صراحة في القرآن الكريم .

-الحفاظ على الدين الإسلامي من التبديل أو التحريف من خلال الرجوع إلى أهم الأسانيد التي قد ساعدت على توضيح الأحاديث الصحيحة من الخاطئة ، ولولا ذلك فقد كان من الممكن أن يكون هناك خلط كبير بين أقوال رسول الله صل الله عليه وسلم وأقوال الصحابة وغيرهم ، ولولا جمع الحديث أيضًا ما تمكن المسلمين أيضًا من فهم الفرق بين الحديث الموضوع والموقوف والصحيح .

– ساهم علم الحديث في حماية العقول البشرية من الخرافات التي تناقلها أعداء الدين مثل الإسرائيليات وإدعاءات المستشرقين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى