اول من دون الحديث تدوينا عاما
من هو أول من دون الحديث تدويناً صحيحاً
عمر بن عبد العزيز ابن شهاب الزهري هو أول من دون السنة النبوية، وذلك لأنه كان معاصرا لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه. وكان عمر بن عبد العزيز هو أول شخص بدأ في تدوين وجمع الأحاديث، لكنه لم يكمله كما فعل شهاب الزهري. فقد قام شهاب الزهري بجمع كل ما سمعه من الصحابة، وبعد ذلك سار على خطى الزهري في تدوين الأحاديث مثل ابن جريج، وابن إسحاق، وسعيد ابن أبي عروبة، والإمام مالك، والثوري، والأوزاعي. ثم ظهرت كل المسانيد، ثم ظهر صحيح البخاري ومسلم
مراحل تدوين الحديث
– منذ عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، كان المسلمون والصحابة والتابعون يهتمون بحفظ الأحاديث في صدورهم، مثلما يحفظون آيات القرآن الكريم، وكانوا يعلمون أبناءهم الأحاديث بشكل جيد. وقال علي بن الحسين رضي الله عنه: “كنا نعلم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم كما نعلم السورة من القرآن”، وقال إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: “كان أبي يعلمنا المغازي ويعدها علينا”. ولم يتم تدوين الحديث في البداية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن كتابة الحديث، وكان ذلك لعدم اختلاط القرآن مع الأحاديث. ثم سمح الرسول صلى الله عليه وسلم بكتابة الأحاديث، وبدأ كل من عبد الله بن عمرو، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك في تدوين بعض الأحاديث، وكان هدفهم حفظ الأحاديث من الضياع أو النسيان. وهذا ما جعل الأحاديث النبوية صحيحة، وهو من خصائص السنة النبوية، وتم تدوين الحديث على أربع مراحل
جمع الحديث في أواخر القرن الأول الهجري
حاول العديد من الصحابة جمع الحديث، ومن بين هذه المحاولات:
- قام الصحابي عبد العزيز بن مروان بمحاولة جمع الأحاديث، ولكن كانت هناك بعض الأقاويل التي تشير إلى أن هناك بعض الأحاديث التي تم تدوينها قبل هذه المرحلة. وذكر في كتاب “الطبقات الكبرى” أنه تم تدوين ما سمعه من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم من أحاديثهم، باستثناء حديث أبي هريرة، لأنه موجود لديهم
- وقد سلك عمر بن عبد العزيز طريقين لتدوين الحديث ، الأول كما ذكر في صحيح البخاري (كَتَبَ عُمَرُ بن عبد الْعَزِيزِ إلى أبي بَكْرِ بن حَزْمٍ: انْظُرْ ما كان من حديثِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاكْتُبْهُ ، فَإِنِّي خِفْتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ ، وَذَهَابَ الْعُلَمَاءِ ، وَلاَ تَقْبَلْ إلاَّ حَدِيثَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم) أما الطريق الثاني أمر عمر بن عبد العزيز شهاب الزهري بجمع الأحاديث كما ذكرنا ذلك من قبل ، واتضح ذلك في كلام الزهري (أمَرَنَا عمرُ بنُ عبد العزيز بجمع السُّنن ، فكتبناها دفتراً دفتراً ، فبعث إلى كلِّ أرضٍ له عليها سلطان دفتراً)
تدوين الحديث في منتصف القرن الثاني الهجري
كان القرن الثاني ذروة لتدوين الأحاديث، وكان هناك مجموعة كبيرة من العلماء في جميع أنحاء الدولة يقومون بذلك، مثل:
- عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج البصري، ولد في مكة المكرمة.
- ابن أبي ذئب في المدينة المنورة.
- زكريا بن أبي زائدة في الكوفة.
- حماد بن سلمة في البصرة.
- عبد الله بن وهب في مصر.
- عبد الرحمن بن عمرو في الشام.
- خالد بن جميل في اليمن.
تصنيف الحديث في القرن الثالث الهجري
في هذه المرحلة، تم تصنيف الأحاديث عن طريق التفريق بين الأحاديث الصحيحة والغير صحيحة، وتم أيضًا تصنيف الأحاديث الأكثر أهمية، وكان هناك مجموعة من التصنيفات وهي:
- تصنيف المُصنَّفات: مصنف عبد الرزاق ومصنف ابن أبي شيبة.
- تصنيف المسانيد: مسند الحميدي، مسند أحمد، ومسند الدارمي.
- تصنيف الجوامع: جامع البخاري وجامع مسلم وجامع الترمذي.
- تصنيف السُّنن: سنن أبي داود، سنن ابن ماجه، وسنن النسائي.
حيث قال الترمذي رحمه الله في العلل: لم نجد سوى بعض الأئمة الذين تكلفوا بتصنيف الكتب دون أن يسبقوا إليها، ومن بينهم هشام بن حسان وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وسعيد بن أبي عروبة ومالك بن أنس وحماد بن سلمة وعبد الله بن
تدوين الحديث في القرن الرابع الهجري
لم يتم الانتهاء من تدوين الحديث في القرن الثالث، لذلك تم الانتهاء من تدوينه بشكل جيد في القرن الرابع مع الحفاظ على جميع خصائص السيرة النبوية، حيث بدأ أئمة القرن الرابع في استكمال ما انتهت عنده الأئمة في القرون السابقة. وقد كان القرن الرابع حافلا بأشهر علماء الحديث والأئمة، ومن بينهم: (أسماء العلماء والأئمة المذكورة في النص
تصلنا الأحاديث النبوية من خلال كتب الحديث الصحيحة البخاري ومسلم، والفرق بين صحيح البخاري وصحيح مسلم هو أن البخاري يكرر الأحاديث أكثر من مرة، بينما لا يكرر مسلم الأحاديث تماما، ولكن الصحيحين يتوفران على أعلى شروط صحة الأحاديث النبوية
اول كتاب كتب في الحديث
كان كتاب الجامعة أو الصحيفة أول كتاب حديث يتم كتابته من قبل على بن طالب رضي الله عنه. وكان هذا الكتاب مصدرا أساسيا لكثير من الأئمة وعلماء الحديث لأنه تم كتابته في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم تم بعد ذلك كتابة العديد من كتب الحديث، من بينها كتاب أبو رافع تحت عنوان السنن والأحكام والقضايا، وكتاب حضرة سلمان الفارسي أو كتاب الجاثلي.
الفرق بين كتابة الحديث وتدوينه
الكِتابة: الكتابة هي المرحلة الأولى في كتابة الشيء بالخط، وقد قال ابن سيده رحمه الله: (يكتب الشيء كتابة وكتبا ويخطه خطاً)
التَّدوين: يعني التدوين جمع الأوراق والصحف التي كتبت بالفعل في كتاب واحد، وفقًا للفيروزآبادي رحمه الله: (الدِّيوان: مُجتمع الصُّحُف، وجَمْعُه: دَوَاوِين، ودَيَاوِين)
وهذا يعني أن الأحاديث النبوية والسيرة النبوية كانت مكتوبة بالفعل قبل بدء تدوينها في القرن الأول الهجري، ولكنها لم تجمع في كتاب واحد بشكل منظم