اسلامياتالقران الكريم

اول من جمع القران

يطلق مصطلح `جمع القرآن الكريم` على ثلاثة معان مختلفة. الأول يعني حفظ القرآن في الصدور، والثاني يعني كتابته وتدوينه، والثالث يعني تسجيله صوتيا. ولكن لكل من هذه المعاني الثلاثة تاريخها وخصائصها ومزاياها. أما جمع القرآن بمعنى حفظه، فالدليل على ذلك قوله تعالى في سورة القيامة الآية الأولى `إن علينا جمعه وقرآنه`

أي جمعه في الصدور كما قال ابن عباس رضي الله عنهما ، وحفظ القرآن كله واجب على الأمة بحيث يحفظه عدد كثير ويثبت به التواتر وإلا أثمت الأمة كلها ، ولم يترك الرسول صلّ الله عليه وسلم أمرًا فيه حث على حفظ القرآن الكريم إلا وأمر به فكان يفاضل بين أصحابه بحفظ القرآن ويعقد الراية لأكثرهم حفظًا للقرآن .

أول جمع للقرآن الكريم

حفظ الرسول صلّ الله عليه وسلم القرآن الكريم الصحابة رضوان الله عليهم وتنافسوا في حفظه وتلاوته وتدبره ومدارسته وتفسيره والعمل به وكانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ، وكانوا يهجرون لذيذ المنام ودفء الفراش يؤثرون قيام الليل والتهجد القرآني حتى كان يُسمع لهم دوي كدوي النحل لتلاوتهم القرآن الكريم .

فمن المعلوم أن الرسول صلّ الله عليه وسلم قد اتخذ عدد من ستة وأربعين صحابيًا كتاب للوحي ومنهم الخلفاء الأربع وزيد بن ثابت وأبي بن كعب ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ، وعبدالله بن رواحة وخالد بن الوليد فكان إذا نزل عليه شيء من الوحي أمر أحدهم أو جماع منهم بكتابته ، كانوا يكتبون على العسف واللخاف والرقاع والأقتاب والأكتاف .

ورد أن عثمان بن عفان رضي الله عنه روى قوله إن النبي صلى الله عليه وسلم عندما ينزل عليه شيء يدعو بمن يكتبه ويقول: ضعوه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا .

مزايا جمع القرآن الكريم في عهد الرسول

-أنه كتب على الأحرف السبعة .
تم ترتيب الآيات بطريقة مختلفة عن ترتيب السور في القرآن .
لم يكن القرآن مجموعًا في مصحف واحد، بل كان مفرقًا في الرقاع والأكتاف وغيرها، وقال زيد بن ثابت رضي الله عنه إن النبي صلَّ الله عليه وسلم توفي والقرآن مجموع في شيء واحد .

جمع القرآن في عهد الصديق

من المعلوم أن عددًا من الصحابة رضي الله عنهم كانوا يحفظون القرآن الكريم في عهد الرسول صلّ الله عليه وسلم وحين ارتدت بعض قبائل العرب بعد وفاة النبي صلّ الله عليه وسلم شارك الحفاظ مع بقية الصحابة في قتال المرتدين ولم تكن حروب الردة يسيرة بل كانت شديدة على المسلمين قتل فيها عدد كبير القراء الذين يحفظون القرآن الكريم مما جعل بعض الصحابة يخشون أن يذهب القرآن بذهاب حفظته فتشاوروا فيما بينهم واتفقوا على جمع القرآن في مصحف واحد ، كان الجمع بعد معركة اليمانة في السنة الثانية عشر من الهجرة وتم اختيار زيد بن ثابت لهذا الجمع

وكان منهج زيد في جمع القرآن كالتالي :

ما كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
-ما كان محفوظًا في صدور الرجال .
يجب عدم قبول أي شيء مكتوب قبل أن يشهد شاهدان على أنه تم كتابته بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم .
لا ينبغي قبول القرآن إلا مما تلقاه الرجال من فم الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن عمر رضي الله عنه أنه كان ينادي من تلقى شيئًا من القرآن عن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليأتِ به إلينا، ولم يقل من حفظ شيئًا من القرآن فليأتِ به إلينا .

مميزات الجمع في عهد الصديق

تم جمع القرآن الكريم في هذا العصر بأفضل الطرق والتحقق والتمكن، بالطريقة التي أشرنا إليها في الجمع السابق.
تجاهل ما في الجمع مما تم نسخ تلاوته من الآيات .

يُعتقد أن هذا الجمع كان بالأحرف السبعة التي نزلت عليها القرآن الكريم، كما كان في الرقاع التي كُتبت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم .

اتفق العلماء على ترتيب الآيات في هذا الجمع، ولكن اختلفوا حول ما إذا كانت السور مرتبة في هذا الجمع أم أن ترتيبها كان في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه .

اتفق العلماء على أن الصديق، إمام المسلمين، قام بكتابة نسخة واحدة من القرآن في الجمعة الأولى للمسلمين، وحفظها هو وجماعة من الصحابة، وحصل هذا الجمع على إجماع الأمة وتواتر النسخة فيه .

لم يُطلق على القرآن اسم المصحف حتى جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه .

جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان

هو الجمع الثاني في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ، عندما اتسعت الفتوحات الإسلامية انتشر الصحابة رضي الله عنهم في الأقطار والأراضي المفتوحة وعلموا أهلها القرآن وأمور الدين ، وكان كل صحابي يعلم طلابه بالقراءة الصحيحة التي تعلمها من السبعة الأحرف. فكان أهل الشام يقرؤون على بن كعب ، وأهل العراق يقرؤون على بن مسعود ، ولكن وصل الأمر بعدها إلى أن بدأ بعضهم يكفر ببعض ، وعندما ازدادت الاختلافات والنزاعات وجد حذيفة بن اليمان اختلافهم في تلاوة القرآن وتحريفه والضلال فيه ، وبلغ ذلك عثمان بن عفا .

بدأ جمع المصحف في أواخر العام 24 وأوائل العام 25، استشار عثمان بن عفان الصحابيين بشأن ما يجب فعله، واختار أربعة أشخاص لنسخ المصحف، وهم زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وأرسل إلى أم المؤمنين حصة بنت عمر رضي الله عنها لترسل المصاحف ليتم نسخها فيها. فأرسلتها إليه وأخبرهم إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في أي شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، لأنه نزل بلسانه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى