اول من استخدم خيوط من احشاء الحيوانات في الجراحه
لقد تم الاعتماد على استخدام خيوط أحشاء الحيوانات من أجل خياطة وعلاج الجروح المختلفة منذ قديم الزمان ، حيث أن هذا الابتكار يُعد واحدًا من أعظم الابتكارات الطبية التي ساعدت على إنقاذ حياة الكثير من الأشخاص ، ويعود هذا الاختراع الطبي إلى أحد أبرع علماء المسلمين وهو أبو بكر محمد الرازي .
أبو بكر محمد الرازي
أبو بكر محمد بن زكريا الرازي، عالم المسلمين، هو واحد من أشهر وأهم علماء الأمة. ولد في مدينة الري في سنة 240 هـ وتوفي في بغداد عام 311 هـ. عاش في القرن الثالث الهجري والتاسع الميلادي، في عصر الخلافة العباسية. أظهر الرازي استثنائية في العديد من المجالات العلمية مثل الطب والفلسفة والرياضيات والفلك والكيمياء. نظرا لبراعته وتفوقه، أطلق عليه اسم `جالينوس العرب`. يذكر أن الرازي كان لديه بعض المواهب الأخرى مثل الشعر واستخدام العود، وتلقى تعليمه من العالم الطبر .
استخدام خيوط من احشاء الحيوانات في الجراحه
استخدم أبو بكر الرازي خيوطا مصنوعة من أحشاء الحيوانات في الجراحة، وقد استمر استخدامها لفترة طويلة بعد وفاته في خياطة الجروح بعد العمليات الجراحية، ولم يتم التوقف عن استخدامها في بعض البلدان إلا في القرن الماضي عندما تم اكتشاف أنواع أخرى من الخيوط أكثر فعالية في علاج الجروح. وأصبحت الخيوط التي ابتكرها أبو بكر الرازي معروفة باسم “خيوط الأمعاء القطط” لأنه استخرجها من أمعاء القط .
إنجازات الرازي في الطب
بجانب ابتكار استخدام خيوط أمعاء القطط في حياكة الجروح، قدم أبو بكر الرازي العديد من المساهمات العلمية الطبية أيضًا، مثل:
نجح أبو بكر الرازي في تأسيس أسس وقواعد الطب التجريبي على حيوانات التجارب، وذلك من خلال إعطاء بعض الأدوية أولاً للقرود لمراقبة أي آثار جانبية لها قبل استخدامها في علاج الإنسان .
تمكن هذا الشخص الرائد من التمييز بين النزيف الشرياني والنزيف الوريدي، حيث اعتمد الضغط بالأصابع لوقف نزيف الوريد، وربط الجرح بقوة لوقف نزيف الشريان. وهذه الطريقة ما زالت المتبعة والمستخدمة حتى يومنا هذا .
تمكن الرازي من استخدام بعض النباتات الطبيعية، مثل الأفيون، في علاج بعض أمراض الجهاز التنفسي مثل السعال والكحة الجافة .
يُعَدُّ الشخص الذي اكتشف أن الحمى هي أحد الأعراض المصاحبة للأمراض المختلفة، وليست مرضًا، هو الأول في ذلك .
كان أول من وضع رؤية لاستخراج المياه من العيون .
تمكن الرازي من صناعة بعض المراهم المعتمدة على استخدام الزئبق، وكان أول من أدخل استخدام الأدوية الملينة في الطب .
-هناك عدد كبير جدًا من المؤلفات التي تركها أبو بكر الرازي أيضًا ، مثل : ( كتاب هيئة العالم ، كتاب كيفيات الإبصار ، كتاب الفصول في الطب ، كتاب الأقباط ، كتاب تقسيم العلل ، كتاب مدخل إلى الطب ، كتاب الأسرار في الطب ، كتاب الأوهام والحركات النفسية ، كتاب البرهان في الطب ، كتاب الأعصاب ، كتاب أثقال الأدوية المركبة ، كتاب الطب الملكي ) .
تم ترجمة العديد من كتب ومؤلفات أبو بكر الرازي العلمية والطبية إلى عدد كبير من اللغات الأخرى، ولاتزال العديد من البلدان الأوروبية تعتمد على ملفاته واكتشافاته في مختلف فروع العلم .