الحرب الجوية هي تكتيكات وعمليات عسكرية تقوم بها الطائرات العادية أو الطائرات المروحية أو غيرها من الطائرات، وقد يتم شن حرب جوية ضد طائرات أخرى، أو ضد أهداف على الأرض، أو ضد أهداف على الماء أو تحتها، وبدأت فكرة الحرب الجوية بالكامل تقريبا في القرن العشرين، حيث أصبحت الفرع الرئيسي للعمليات العسكرية .
تاريخ اول طيران
أول استخدام للطائرات في الحروب كان من قبل الإيطاليين، حيث استخدمت الطائرات التي تعمل بالطاقة لأول مرة في الحرب في عام 1911، وقد قام باستخدامها الإيطاليين ضد الأتراك بالقرب من طرابلس، ولكن لم يكن استخدامها على نطاق واسع حتى الحرب العظمى ” الحرب العالمية الأولى ” بين 1914-1918، في البداية كانت الطائرات غير مسلحة وتستخدم في عمليات الاستطلاع، وكانت بمثابة امتداد لعيون القائد الأرضي، ومع ذلك سرعان ما أدت الحاجة إلى حرمان العدو من هذا الاستطلاع إلى قتال جوي، حيث كان يحاول فيه كل جانب الحصول على الفوز والتفوق في الهواء .
كانت الطائرات المقاتلة مجهزة بأسلحة رشاشة ثابتة في المقدمة، مما سمح للطيار بتوجيهها بالكامل نحو العدو. كان مدى هذه الأسلحة الفعالة لا يتجاوز 200 ياردة، وهذا يعني أن أول قتال جوي حدث عن قرب وعلى مسافة قصيرة جدا. في السنة الثانية من الحرب، ظهرت تكتيكات المقاتلة التي تؤكد المفاهيم الأساسية التي استمرت في الاستخدام خلال عصر الطائرات النفاثة. الخطوة التالية للطائرة العسكرية كانت الهجوم البري، حيث اشتبكت الطائرات باستخدام الرشاشات وأسقطت قنابل بدائية على الأرض، مما ساعد في تراجع العدو أو على الأقل إحراجه .
في نهاية الحرب، ظهرت رؤية جديدة للقوة الجوية، وهي قوة مستقلة قادرة على مهاجمة العدو بعيدا عن الخطوط الأمامية. الهدف من ذلك هو تدمير البنية التحتية الأساسية التي تعطي العدو القدرة على الحرب. قامت هذه الطائرات بقصف المصانع وشبكات النقل ومراكز الحكومة. تم تنفيذ ذلك بنجاح، حيث استخدمت القوات الجوية الألمانية هذه الاستراتيجية في ضرباتها على لندن. في البداية، تم تنفيذ القصف بواسطة طائرات zeppelin، وفيما بعد تم استخدام طائرات مثل قاذفة جوثا، والتي تمكنت من القصف في الليل وتصل إلى ارتفاع يصل إلى 20000 قدم. ولذلك، اضطر الطاقم إلى استخدام أكسجين معبأ في زجاجات للتنفس خلال الرحلة .
تاريخ الطيران
يتفق الجميع عموما على أن ويلبر وأورفيل رايت كانوا أول الأشخاص الذين قاموا برحلة جوية في عام 1903. وعلى الرغم من ذلك، لم يكونوا أول من حاولوا الطيران. لقد حاول العديد من الأشخاص لفترة طويلة الطيران ولم ينجحوا. في النهاية، تحقق النجاح عن طريق تطوير أجنحة قادرة على الرفع ومحركات قادرة على توفير قوة دفع كافية. بدأ الإنسان في السفر عبر الهواء باستخدام البالونات منذ عام 1783، لكنه لم يحقق النجاح في الرحلات الجوية إلا في عام 1903. وقد تم تنفيذ أول رحلة بواسطة الصواريخ في عام 1961. وعلى الرغم من ذلك، فإن مبادئ الطيران كانت معروفة منذ العصور الوسطى .
قد حقق العديد من رواد الطيران في القرن التاسع عشر العديد من الإنجازات، وعلى الرغم من أن معظمهم لم يتمكنوا من إجراء رحلة، إلا أنهم ساهموا في تطور المعرفة والتقنيات اللازمة لرحلات الطيران، وقد تقدمت رحلات الطيران في القرن العشرين بشكل أكبر، ولكن كما ذكرنا، أول رحلة ناجحة كانت في عام 1900 .
مراحل تطور الطائرات
بذل البشر جهودا في التعرف على الجو بالأجسام الطائرة التي صنعها لأكثر من ألفي عام، بدأ تاريخ الطيران مع اختراع الطائرات الورقية والطائرات الشراعية، أصل أول الأجسام الطائرة من صنع الإنسان كانت الطائرات الورقية حوالي 200 قبل الميلاد في الصين، وقد عبر ليوناردو دافنشي عن حلمه في الطيران في العديد من لوحاته في حوالي القرن الخامس عشر، وخلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، أدى اكتشاف الهيدروجين إلى التطور الأول لبالون الهيدروجين، الذي حمل الناس على ارتفاعات عالية وعبر عدة أميال .
في القرن التاسع عشر، تم استخدام البالونات المربوطة لنقل الأشخاص ورصد الحروب من الأعلى بأمان. تم تطوير مجموعة متنوعة من النظريات في الميكانيكا، والتي أصبحت أساس قوانين الحركة، بما في ذلك إسحاق نيوتن وديناميات الموائع وغيرها. هذه التطورات أدت في النهاية إلى تطوير الديناميكا الهوائية الحديثة. في بدايات القرن العشرين، أصبحت الطائرات الشراعية الأساس للطائرات الحديثة التي تم تطويرها لاحقا. في عام 1906، أعلن ألبرتو سانتوس دومون عن أول إقلاع له مع الطائرة التي تحمل اسم “bis 14” في باري .
في عام 1907، قام بول كورنو بتطوير أول طائرة هليكوبتر. وفي عام 1914، قام رولاند جاروس بتركيب بندقية رشاشة على طائرته، وهو أول شخص يقوم بهذا. وفي عام 1915، حقق كورت وينتجينز أول انتصار جوي له باستخدام طائرة مقاتلة مجهزة بمدفع رشاش مدمج. وفي عام 1942، تم إطلاق أول قاذفة تعمل بالطاقة النفاثة في العالم تحت اسم “Arado Ar 234.” شهدت طائرات الهليكوبتر تطورا سريعا خلال الحرب العالمية الثانية. وفي عام 2003، تم بنجاح إتمام أول رحلة مستقلة عبر المحيط الأطلسي باستخدام طائرة نموذجية يتم التحكم فيها عن طريق الكمبيوتر، وساهم ذلك بشكل كبير في الدفاع الوطني ضد هجمات الإرهاب .
اول رحلة طيران مدني في العالم
في الأول من يناير عام 1914، أقلعت أول خدمة مجدولة للخطوط الجوية للركاب في العالم، وكانت تعمل بين سانت بطرسبرغ وتامبا بولاية فلوريدا. كانت خدمة الطيران بين سانت بطرسبرغ وتامبا خدمة قصيرة المدى، ولكنها فتحت الباب أمام رحلات الطيران القارية العابرة لليوم. وكان طيار الرحلة الأولى هو طوني يانوس، وهو طيار محترف. وكان أبرام سي فيل، العمدة السابق لمدينة سان بطرسبرغ، أول راكب في هذه الرحلة. استغرقت الرحلة 21 ميلا (34 كيلومترا) عبر الخليج إلى تامبا واستغرقت 23 دقيقة. تم تصميم الطائرة التي قاموا بالتحليق بها بواسطة توماس بينويست، وهو رائد طيران من سانت لوي .
متى تم اختراع الطائرة ذات المحرك
في عام 1848، قام جون سترينج فيلو بتصميم محرك بخاري قادر على تزويد أي طائرة بالطاقة، لكن كانت حمولته ضئيلة .
في عام 1903، صمم تشارلي تايلور محرك هوائي طولي بقوة 12 حصان، ووضع في طائرات نوع رايت فلاير .
في عام 1908، حصل رينيه لورين على براءة اختراع لتصميم المحرك النفاث .
في عام 1908، قام جنوم أوميجا بتصميم أول محرك دوار في العالم، وتم تركيبه على طائرة من نوع فارمان 3 .
قام سانفورد ألكسندر موس بتصميم أول شاحن توربيني بنجاح في عام 1918 .
في عام 1926، ظهر محرك أرمسترونج سيدلي جاجوار، وهو السلسلة الأولى من محركات الشحن الزائد .
في عام 1930، قدم فرانك ويتل براءة اختراع للمحرك النفاث التوربو .
ظهر صاروخ ميسر شميت مي 163 كوميت عام 1944 .
في عام 1947، ظهر صاروخ بيل أكس ون الذي تجاوز سرعة الصوت .
في عام 1949 ظهرت طائرة ليدوك 010، وهي أول طائرة تعمل بالمحرك النفاث لنقل الركاب .
اول طائرة صنعت في العالم
يعود الفضل في صناعة الطائرة الحديثة إلى الأخوين أورفيل وويلبر رايت الأمريكيين، حيث كانا الأولان الذين صنعوا نموذجًا ثقيلاً للطائرة الحديثة ورفعوها في الهواء، وكان الطيران حلمًا يراودهما منذ الصغر. ولذلك، درس الأخوين علوم الميكانيكا والتطبيقية حتى تمكنوا من الطيران في السماء .