حقائقزد معلوماتك

اول مخالفة مرورية في العالم

اول مخالفة مرورية في العالم

هناك دائما شخص ينسب إليه العمل الجديد، وفيما يتعلق بتجاوز السرعة المحددة والحصول على مخالفات المرور، تأتي القصة الشهيرة في الصدارة دائما

القصة الأولى

تعود أحداث هذه القصة إلى عام 1896م في قرية بادو وود في بريطانيا، حيث يتمثل أبطالها في الشرطي الذي قام بتحرير المخلفة، والمدعو والتر أرنولد الذي تجاوز الحد الأقصى للسرعة المسموح بها.

كان وولتر يقود سيارته في ذاك اليوم التي تعمل بمحرك البخار ماراً من قرية بادوك وود، لكنه كان مسرعاً واخترق الحد الأقصى للسرعة التي يسمح بالقيادة بها على هذا الطريق، وكانت وقتها ميلين في الساعة فيما كان وولتر يقود بسرعة ثمانية أميال في الساعة، أي أنه تخطى السرعة المحدد بأربعة أضعافها.

قد يبدو لكم أن هذه السرعة بطيئة جدا لكي يتم تغريم السائق بمخالفة مرورية، ولكن في ذلك الوقت كانت العربات الشائعة هي تلك التي يجرها الخيل، وبالنسبة لهذه العربات، فإن سرعتها تعتبر بطيئة جدا مقارنة بالسيارات التي تعمل بالبخار. بالإضافة إلى ذلك، فإنها لا تحتوي على أي وسائل حماية مثل وسائد الهواء أو أحزمة الأمان، وبالتالي، إذا تعرضت للاصطدام بسيارة حديثة قادرة على الحركة بدون خيول، فإن ذلك سيؤدي إلى كارثة.

– يجب الإشارة إلى أن المدن والقرى في نهاية القرن التاسع عشر كانت تملك بعض القوانين التي يجب على سائقي السيارات الالتزام بها، لذا لم يخالف والتر قانونا واحدا فحسب، بل أن القوانين في ذلك الوقت تنص على ضرورة وجود رجل يحمل راية حمراء للتحذير من السيارة القادمة، ولم يكن هناك رجل بهذه المهمة، وتم معرفة المخالفات المرورية بعد عدة أيام.

وفقًا لموسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية، قام والتر بكسر أربع قوانين، وهي:

  • تضمنت أولى التهم القيادة بسيارة على الطريق دون عدد كافٍ من الخيول.
  • كانت التهمة الثانية هي قيادة سيارة بدون أحصنة على الطريق دون وجود ثلاثة أشخاص على الأقل لتشغيلها.
  • وكانت المخالفة الثالثة بسبب تجاوزه الحد الأقصى للسرعة المسموح بها على هذا الطريق.
  • لم يكتب الاسم والعنوان على السيارة، وهذا كان الانتهاك الرابع والأخير.

من أمور اللافتة في هذه القصة هو استخدام الشرطي دراجة هوائية لمطاردة ولتر، وتمكنه بالفعل من القبض عليه وتحريره لأول مخالفة مرورية في العالم، على الرغم من فارق السرعة الكبير بينهما.

تم الحكم على أرنولد في ذلك الوقت بدفع غرامة تقدر بخمسة شلن للقيادة على الطريق العام، بالإضافة لدفع إحدى عشر جنيه استرليني مقابل التكاليف العامة لما حدث، لكنه في النهاية لم يدفع سوى شلن واحد مقابل القيادة على الطريق العام وتسع شلن غرامة التكاليف، وتساوي هذه الأموال اليوم حوالي ثلاث مائة جنيه استرليني.

تغيير مستقبل القيادة

لم تنتهِ القصة بمجرد أن تلقى أرنولد مخالفة مرورية لتجاوز السرعة المحددة في الطريق. ففي الواقع، كان أرنولد وكيلاً لبيع سيارات بنز الألمانية، وأشار إلى أن شركته كانت تصنع سيارة خاصة باسم “أرنولد.

تسببت الضجة التي أثيرت في الصحافة حول تهور السائق وخطورة ما فعله في نشر الوعي بإمكانية استخدام وسائل النقل الجديدة التي تعمل بدون أحصنة وتسير بسرعات أعلى، بينما كانت النتيجة العكسية متوقعة.

– بعد وقوع هذا الحادث قبل عدة أشهر، تم تعديل القانون الخاص بالسرعة القصوى المسموح بها لتصبح 14 ميل في الساعة، كما تم الاستغناء عن الحاجة إلى الرجل ذو الراية الحمراء.

من الجدير بالذكر أيضا أن سائقي السيارات قد تجمعوا للاحتفال بصدور هذا القرار عن طريق القيادة من لندن إلى برايتون والعودة مرة أخرى، في سباق أطلق عليه حينها `سباق التحرر`. لذا فإن طريق لندن برايتون لها مكانة تاريخية مميزة حتى يومنا هذا.

القصة الثانية

تعود أحداث القصة الثانية لسائق يرتكب مخالفة مرورية للمرة الأولى، ولكن هذه المخالفة ليست على مستوى العالم بل على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية فقط.

تدور أحداث القصة في العشرين من مايو عام 1899 في مدينة نيويورك، حيث يتلقى السائق الألماني للتاكسي يُدعى جايكوب مخالفة مرورية بسبب تجاوز السرعة المسموح بها.

كان السائق يقود بسرعة 12 ميلا في الساعة في شارع ليكسينغتون بمنطقة مانهاتن، وكانت الحد الأقصى للسرعة المسموح بها في ذلك الوقت هي 8 ميل في الساعة عند القيادة على الطرق المستقيمة، و4 ميل في الساعة عند الانعطاف من أي منعطف.

في الولايات المتحدة الأمريكية، استخدم ضابط الشرطة دراجة هوائية كما حدث في بريطانيا، وقام الشرطي جايكوب البالغ من العمر ستة وعشرين عامًا بإلقاء القبض عليه وسجنه.

الجدل المثار في هذه القصة يثير الشك في أنها أول مخالفة مرورية في الولايات المتحدة، هو ما إذا كان قد تلقى مذكرة مخالفة ورقية أم لا؟، ويبدو أن الشرطي لم يصدر له مخالفة فعليا، بالإضافة إلى مخالفات السرعة الزائدة، هناك أيضا مخالفة لعدم احترام إشارة المرور.

القصة الثالثة

تدور أحداث القصة في ولاية أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يُزعم أن هذه القصة ترتبط بأول مخالفة مرورية يتم تسجيلها في الولايات المتحدة الأمريكية.

تدور أحداث القصة في عام 1904 م لشخص تجاوز الحد الأقصى للسرعة المسموح به آنذاك، حيث كانت السرعة المقررة 12 ميل في الساعة، وتم توجيه مخالفة رسمية له لارتكابه هذه المخالفة، بينما لم يتم توجيه مخالفة رسمية لجايكوب في القصة السابقة على الرغم من أنه تم القبض عليه وسجنه كعقوبة.

تتضمن المخالفات المرورية المخالفات الزائدة عن السرعة والتجاوز عندما يكون هناك إشارة ممنوعة، وتشمل أيضا المخالفات التي تؤدي إلى توقف السيارة والمخالفات المخفية.

شكل إشارة المرور قديماً

تعتمد جميع الدول من كافة أنحاء العالم على إشارات المرور اليوم لتنظيم المرور حفاظا على أرواح السائقين والمارة، ومنعا للمخالفات التي تحدث، ومنها المخالفات المرورية بالإمارات، ومن الجدير بالذكر أن إشارات المرور هذه الآونة تعمل بشكل آلي فليست بحاجة لمن يتحكم بها.

كانَتِ الإشاراتُ المرورِيَّةُ في الماضي مختلفةً تمامًا، ولكن ظهرتْ إشاراتُ المرورِ للمرةِ الأولى في العالمِ في التاسعِ من شهرِ ديسمبر لعامِ 1868، تحديدًا في الركنِ الشمالي الشرقيِّ لساحةِ البرلمانِ البريطانيِّ في لندن، وكانتْ وقتَها أشبهَ بالإنسانِ الآليّ.

كان هذا التقاطع فوضوياً للغاية، حيث لقي شرطي المرور حتفه وأصيب نائبان في البرلمان بجروح خطيرة، وبعد تركيب إشارة المرور به بقرابة شهرين، أصبحت الحاجة إليه ملحة.

كان طول إشارة المرور حوالي عشرين قدما تقريبا، وكانت مشابهة جدا لتلك المستخدمة في السكك الحديدية. كانت تتألف من لونين، الأخضر والأحمر، وكانت تحتوي على ذراع في كل جانب. عند خفض الذراعين لزاوية خمسة وأربعين درجة، تعني أن السيارات مسموح لها بالتحرك، وعند رفعهما إلى الأعلى، تعني أن السيارات يجب أن تتوقف للسماح للمشاة بعبور الطريق. لم تكن إشارة المرور تعمل بشكل تلقائي مثلما هو الحال الآن. كانت تحتاج إلى شرطي مرور للإشراف على تشغيلها.

كانت الإشارة تعاني من عدة مشاكل، بما في ذلك اعتماد الأضواء على قوة الغاز مما جعل رؤيتها من قبل السائقين صعبة خلال النهار، وكانت تتعطل كثيرًا. وكان الأمر الغريب أنها كانت تثير الرعب في نفوس السائقين خلال الضباب، وكانت تظهر بشكل مخيف.

لذلك، تم إزالة إشارات المرور هذه بحلول نهاية العام، ولم يتم إعادة تركيبها حتى عام 1926 م، وعادت بعد ذلك ولكن تم استخدام المصابيح الكهربائية لتشغيلها بدلاً من استخدام الغاز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى