أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، أو ببساطة ابن قتيبة، كان باحثا إسلاميا من أصل فارسي، تولى منصب قاض في الخلافة العباسية، إلا أنه اشتهر بمساهماته في الأدب العربي، حيث كتب في مواضيع متنوعة مثل التفسير القرآني، والحديث، واللاهوت، والفلسفة، والقانون والفقه، وقواعد اللغة، وفقه اللغة، والتاريخ، وعلم الفلك، والزراعة وعلم النبات.
السيرة الذاتية لابن قتيبة الدينوري
– ولد في الكوفة بالعراق وكان من أصل إيراني. كان والده من ميرف. بعد دراسة التقليد وعلم اللغة، أصبح قاضيا في ديناوار في عهد المتوكل، ثم أصبح مدرسا في بغداد حيث توفي. وكان أول ممثل لمدرسة علماء اللغة في بغداد، وقد خلف مدرستي الكوفة والبصرة.
كان يعتبر سيد الحديث بواسطة المسلمين السنة، وكان يتمتع بمكانة رفيعة في فقه اللغة وعلم اللغويات، وكان أيضا متميزا في التأليف وحل المشاكل التفسيرية والتفسير القرآني. قام أيضا بتأليف أعمال في علم الفلك والنظرية القانونية، وكتب كتابا يسمى `عيون صحيفة الاخبار`. كان له أيضا مساهمات في الأدب الرومانسي، مثل مؤلفه محمد بن داود الظاهري وابن أبي طاهر طيفور. ووفقا لمعجمي ابن دريد، يعتبر هذا العمل الثلاثي الأكثر أهمية لأولئك الذين يرغبون في التحدث والكتابة بشكل بلاغي.
أهم مؤلفات ابن قتيبة الدينوري
– تفسير غريب القرآن.
– غريب الحديث.
– عيون الأخبار.
– تأويل مشكل القرآن.
– تأويل مختلف الحديث.
– أدب الكاتب.
الفرق في النطق والرد على المشبهة والجهمية.
– عبارة الرؤيا.
– المعارف.
– الأشربة.
تفاصيل عن أهم مؤلفات ابن قتيبة الدينوري
أدب الكاتب
أدب الكاتب هو عمل كتبه النحوي الأدبي واللغوي والعالمي الشهير: ذكر ابن قتيبة الدينواري (276هـ) في هذا الكتاب مجموعة كاملة من القواعد النظرية والعملية المتعلقة بالأدب العربي، والتي يجب على كل من يرغب في أن يصبح كاتبا أو متخصصا في اللغة العربية ودلالاتها التعرف عليها. يمكن اليوم اعتبار هذا الكتاب الثقافة الأساسية للكاتب، ويرغب مؤلف الكتاب في جعله مرجعا لجميع الكتاب والمؤلفين الذين يرغبون في تحسين لغتهم ومهاراتهم في الكتابة باللغة العربية.
تأويل مختلف الحديث
هو كتاب من أعلام السلف، الإمام ابن قتيبة، الذي جمع الأحاديث التي يعارضها الناس بسبب عدم فهمهم الصحيح للحواس أو المعنى لأسباب مختلفة، وتم تحقيقه وشرحه بالكامل من قبل الباحث المعترف به في علم الحديث، الشيخ سالم أبو أسامة بن عيد آل الهلالي.
تأويل مشكل القرآن
يتناول الكتاب الأشياء التي قد تبدو مشكلة بالنسبة للشخص العادي، ولكن بالطبع يوجد متخصصون قد واجهوا هذه المشاكل من قبل، والمؤلف هو عالم معروف بين السلف، وهو ابن قتيبة، ومؤلف كتاب يحمل عنوانًا مشابهًا ولكن مع تفسيرات مختلفة للحديث.
– في هذا الكتاب بالتالي يتناول القرآن الكريم بأساليب مختلفة: أولا، يتناول الفصول السنوية والعناصر المتناقضة والأخطاء النحوية المزعومة الموجودة في القرآن، ويستجيب لهذه المزاعم، ثم يتناول البلاغة في القرآن الكريم، ثم يتناول آيات مختلفة من السور في القرآن الكريم تثير اللبس وتتباين في الآراء وتحدث الغموض للقارئ.
الأراء النقدية لابن قتيبة في كتاب الشعر والشعراء
تحدث ابن قتيبة عن العملية الإبداعية بشكل شامل كأسلوب فني يعتمده. ويرى أن هذا الأسلوب يتطلب اختيارا واعيا يستند إلى سعة وطاقات اللغة. وهذا يجعل النص الفني يحتل مكانة عالية ومرتبة متقدمة. لذلك، يصر ابن قتيبة في كتابه على المحافظة على مبدأ التناسب والاعتدال من خلال التقسيم الجيد والتوازن المقبول. وفي المقابل، يحذر من الوقوع في الأخطاء وزيادة الضرورات والاستخدام المفرط للكلمات النادرة والغريبة. ويحذر أيضا من استخدام الألفاظ النابية أو التعامل مع مواضيع قد تتعارض مع العرف والعادة. بكل هذا الحرص، يسعى إلى إنتاج نص جميل ومتقن. يدور حديثه في كتابه حول الاهتمام بكيمياء النص وتفاصيله من الناحية الفنية والموضوعية. ويتضمن حديثه أيضا المناقشة حول الإطار بشكل شامل.
مقاييس نقد الشعر عن ابن قتيبة
المقياس الخلقي
يعتقد ابن قتيبة أن المعاني الأخلاقية هي الأكثر دواما، وأن الأدب ليس مجرد فن للترفيه وتسلية النفوس، بل هو تهذيب وتحسين للأخلاق. ولذا، يعتمد على صدق المعنى وانسجامه مع الواقع؛ فمن يعتمد على الخيال والمبالغة والتجاوز وتصوير الأشياء بشكل يخالف الواقع بشكل كبير أو طفيف، فإنه يعتبر ذلك كذبا وتجاوزا.
المقياس الفني
جاءت النظرة الفنية الجمالية عند ابن قتيبة كأحد المقاييس التي تجسد منهجه النقدي وذلك من خلال عرضه لتلك المجالات التي تتصل بها ملكة التصوير الفني في العمل الأدبي فيبدو ملتزماً الصدق الفني في العمل الأدبي بصفة عامة ومتأثراً بما يرويه عن سيدنا عمر بن الخطاب أنه كان يفضل شعر زهير لالتزامه بالصدق.
المقياس اللغوي
يشير ابن قتيبة بمصطلح “صحة الألفاظ” إلى صحة الألفاظ من الناحية اللغوية، سواء كانت صحيحة في الإملاء أو الإعراب أو الصرف، وكذلك صحة قالب الموسيقى الذي يتم وضعها فيه، ويشمل ذلك الجانب العروضي.