اهم رواد المدرسة الواقعية في الشعر العربي
المدرسة الواقعية في الأدب العربي
ظهرت في القرن التاسع عشر المدرسة الواقعية في الأدب، وكانت تعتبر تحولا كبيرا عن الشعر الرومانسي السائد في ذلك الوقت. وقدمت المدرسة العديد من الصور التي انتشرت على نطاق واسع وتعكس طريقة جديدة في الأدب يتبعها الأدباء والمؤلفون الجدد. وكان شعرهم مؤثرا بشكل كبير بفضل المدرسة الواقعية، وانتشر هذا النوع من الشعر داخل الأدب الأمريكي والأدب الإنجليزي وما زالت هذه المدرسة قائمة حتى الآن في مختلف المدارس الأدبية حول العالم .
تعد المدرسة الواقعية في الأدب نوعا من الأدب الذي يعكس التجارب اليومية في الحياة الواقعية داخل المجتمع، ويصور الأشخاص والأماكن وجميع جوانب القصة داخل الرواية، ويصور أيضا الطبقات الاجتماعية المختلفة مثل الطبقة الوسطى والطبقة الدنيا، إلى جانب العديد من القصص الصادقة والقصص التي تحمل العناصر الدرامية داخل المجتمع، بالإضافة إلى إضفاء الطابع الرومانسي على جوانب القصة.
تعريف المدرسة الواقعية
المدرسة الواقعية” التي تعبر عن قصص الواقع داخل الحياة اليومية وداخل المجتمع، بدأت في الوطن العربي في القرن التاسع عشر، ومن ثم اتجهت إلى فرنسا في أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين. وكانت “المدرسة الواقعية” رد فعل للشعر الرومانسي الذي كان منتشرا بكثرة في القرن الثامن عشر، وكان يعتبر الشعر الرومانسي من الأشياء الغريبة في تلك الفترة لإعتقادهم بأنها تفصلهم عن العالم الحقيقي. وقام الشعراء في فرنسا الذين انضموا لـ “المدرسة الواقعية” بكتابة الأعمال الواقعية في الروايات على شكل متسلسل داخل الصحف. ومن أهم رواد الشعراء لـ “المدرسة الواقعية” في فرنسا أونوريه دي بلزاك الذي استخدم شخصيات معقدة في المجتمع للكتابة عنهم داخل أعماله الأدبية، وأيضا غوستاف فلوبير الذي كان من أحد مؤسسي “الشعر الواقعي” داخل فرنسا.
رواد المدرسة الواقعية في مصر
- الأديب نجيب محفوظ
هو واحد من أبرز رواد المدرسة الواقعية في أعماله الأدبية الرئيسية مثل روايته (القاهرة الجديدة) التي كتبها في عام 1945، ورواية (خان الخليلي) التي صدرت في عام 1946، ورواية (زقاق المدق) التي قدمها في عام 1947، وكذلك رواية (السراب) التي قدمت في عام 1948، ورواية (بداية ونهاية) التي قدمت في عام 1949. وقد كتب أيضا ثلاثية (بين القصرين) و (قصر الشوق) و (السكرية). واختار نجيب محفوظ أسماء هذه الروايات وفقا للواقعية، وكتب هذه الروايات ليصور الطبقات المجتمعية مثل الطبقة العليا والطبقة الوسطى، وهما الطبقتان التي كانت تمثل أعدادا كبيرة في المجتمع. وبعد ثورة عام 1952، قدم نجيب محفوظ العديد من الأعمال الواقعية، وقدم في تلك الأعمال العديد من النقدات حول صور سلبية داخل المجتمع مثل انتشار النفاق والخيانة والانتهازية، مثل رواية (اللص والكلاب) التي تصور المجتمع بعد الثورة.
من بين أبرز شعراء المدرسة الواقعية في مصر هم: أحمد عبد المعطي حجازي وصلاح عبد الصبور وفاروق شوشة وملك عبد العزيز ومحمد عفيفي وأمل دنقل ومحمد إبراهيم أبو سنة وفاروق جويدة.
رواد المدرسة الواقعية في الشعر العربي
تضم مدرسة الواقعية في الشعر العربي العديد من الأدباء، مثل:
- يُعد الأديب عبد الرحمن الشرقاوي مشهورًا بروايته الشهيرة التي تحمل اسم `الأرض`.
- يعد بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي من أبرز شعراء مدرسة الواقعية في العراق.
- يعتبر خليل حاوي وعلي أحمد سعيد من أبرز شعراء المدرسة الواقعية في لبنان.
- من بين أبرز شعراء المدرسة الواقعية في فلسطين: فدوى طوقان وكمال بدوي ومحمد درويش.
- يعتبر نزار قباني ومصطفى بدوي وسليمان العيسى من أبرز رواد شعراء المدرسة الواقعية في سوريا.
- يعدّ محمد الفيتوري واحدًا من أهم شعراء المدرسة الواقعية في السودان.
- يعد محمد الفايز من أبرز شعراء مدرسة الواقعية في الكويت.
شعراء المدرسة الواقعية
- جورج إليوت
جورج إليوت كان اسما مستعارا يستخدمه امرأة تدعى ماري آن إيفانز لنشر أعمالها الروائية، وكانت واحدة من أبرز رواد الشعر الواقعي في إنجلترا خلال العصر الفيكتوري. كانت ماري تشتهر بالواقعية النفسية في أعمالها الأدبية، حيث تستخدم التعابير التفصيلية للحياة في المناطق المختلفة في إنجلترا، وتعبر عن الجوانب الدرامية والأزمات التي يواجهها الأشخاص.
- تشارلز ديكنز
قام تشارلز ديكنز بالانضمام إلى المدرسة الواقعية وقد عكست أعماله التفاصيل الحياتية داخل المجتمع الإنجليزي، ووصف الطبقات المختلفة في المجتمع مثل الطبقة الوسطى والطبقة العاملة، ووصف الأشخاص الفقراء بشدة وكذلك الأغنياء، وخاصة داخل لندن، ومن مميزات أعمال تشارلز ديكنز تقديم نقد خاص بالمجتمع.
أنواع من الواقعية الأدبية
- الواقعية السحرية
هي نوع من المدارس الواقعية التي تصور الخطوط أو الحدود بين الخيال والواقع ولكنها تعكس الواقع بصورة حقيقية، بالإضافة إلى الجانب السحري الذي يصور الأحداث غير الموجودة في الواقع، كما في كتاب غابرييل غارسيا ماركيز (مائة عام من العزلة) الذي ينتمي إلى هذا النوع من المدارس الواقعية، حيث يصور الرجل الذي يكتشف بلدة استنادا إلى تصوراته الخاصة.
- الواقعية الاجتماعية
ينتمي الأدب الواقعي الاجتماعي إلى نوعية المدارس الأدبية التي تعكس الظروف الحياتية والمعيشية للطبقة العاملة والفقيرة، ومثال على ذلك العمل الأدبي (البؤساء) للكاتب فيكتور هوغو الذي نُشر في عام 1862، وهو رواية اجتماعية تصف الطبقات داخل المجتمع وتعكس الواقع السياسي فيه.
- الواقعية
وهذا النوع يعتبر نوع متفرع من الواقعية الاجتماعية التي يصور حياة الأشخاص من داخل الطبقة العاملة والذين يقضون أوقات فراغهم في شتى أمور الحياة مثل ما قدمه الأديبJohn Braine في عام 1957 في رواية Room at the Top والتي قدم الأحداث الواقعية حول شاب وما لديه من طموح وكفاح من أجل تحقيق أحلامه.
- الواقعية الاشتراكية
وهو نوع من أنواع المدرسة الواقعية الذي ابتكره جوزيف ستالين واعتمده الشيوعيون لذلك سمي بإسم الواقعية الاشتراكية مثل رواية Cement الذي قدمت من فيودور جلادكوف في عام 1925 وهي أحد أنواع الروايات التي تعبر عن الواقعية الأشتراكية والتي تعبر عن صراعات إعادة بناء الاتحاد السوفيتي بعد الثورة الروسية.
- الواقعية النفسية
يتم استخدام الشعر الذي يندرج تحت المدرسة الواقعية النفسية لتصوير حركات الشخصيات داخل الرواية، بالإضافة إلى التركيز على الأسباب التي أدت إلى قراراتهم، ويتم استخدام هذه المدرسة أحيانا للتعبير عن شخصيات الأشخاص وتعليقاتهم على القضايا الاجتماعية والسياسية، مثل رواية (الجريمة والعقاب) التي كتبها فيودور دوستويفسكي في عام 1866، والتي تصف جريمة قتل ارتكبها رجل لاستخدام أموال الضحية للهروب من الفقر الذي كان يعاني منه، وشعوره بالندم بعد ارتكاب الجريمة.