تعد الآثار هي الميراث الكبير الذي تركه الأجداد لأحفادهم، فترى العالم كله يتباهى بما لديه من آثار، وكأنها ترمز لعظمة الفكر والإبداع، كما أن الآثار لها سحر مختلف عن المعالم الحديثة، فهي تنقل الأشخاص لحقبة لم يعيشوها بعد، ولكنهم يستنشقوا رائحتها، ويفهموا على أي شيء كانت تلك الفترة، ولا سيما أن الأثر الواحد يعادل ملايين الدولارات، ولكن الدول لا تضحى بإرثها ولو كان مليء البحر مال، فلا يملك أحد أن يبيع ممتلكات أجيال لم تأتي بعد، فالحضارة تورث ولا تملك لأحد.
هناك الكثير من الآثار حول العالم التي اشتُهرت بشهرتها العالمية، وتتميز بالابتكار والتقنية والجودة العالية، وهناك آثار أخرى لم تحظ بنفس الشهرة، ويرجع ذلك لعظمة الإبداع في تلك الآثار، والصبر والتحمل الذي احتاجته لإنشائها، وفيما يلي أهم الآثار في العالم التي يزورها السياحن من جميع أنحاء العالم.
سور الصين العظيم
يعتبر سور الصين العظيم واحدا من عجائب الدنيا السبع، حيث يبلغ طوله حوالي 6700 كيلومتر. أظهرت الدراسات أنه يمكن رؤية السور من القمر. يعد هذا البناء جميلا ومبدعا، وفي الواقع، لم يتم بناء السور ليكون معلما سياحيا أو مزارا، بل تم بناؤه في عهد تركيو تشانغو لحماية الصين من الهجمات المتكررة للأتراك والمغول الذين كانوا يستهدفون الصين. لم يتم الانتهاء من بناء السور بالكامل في عهد تشانغو، بل شارك في بنائه 300 فرد بقيادة هان وسوي، وهما الأسرتان الحاكمتان في عام 204 .
أهرامات الجيزة
تعد مصر واحدة من أهم الدول عالميا التي تحتضن تراثا لا يمكن حصره، كما تعد وجهة سياحية رائعة للزوار من جميع أنحاء العالم، فلا يوجد شخص على وجه الأرض لم يسمع عن الأهرامات ويتعجب منها عند زيارته الأولى، فالأهرامات هي واحدة من أهم وأشهر عجائب الدنيا السبع، وتدعى بأسماء خوفو وخفرع ومنقرع، وتعتبر هذه الأهرامات مقابر فاخرة ورائعة للملوك الذين اسمت باسمائهم، وتعود تاريخ تأسيسها إلى 250 عاما قبل الميلاد.
أثبت علماء الآثار أن المهندس المعماري إيمحوتب، الذي كان وزيرًا للملك زوسر، هو المسؤول عن بناء الأهرامات وتصميمها الهرمي والتدريجي.
وبالنسبة لشكل الهرم، فإنه لم يتم اختياره عبثًا، فقد ارتبط بفلسفة الفراعنة الدينية، حيث كانوا يعتقدون في تلك الحقبة أن روح الإنسان تصعد بشكل هرمي من الأرض إلى السماء لتلتقي بخالقها.
تم اختيار حجارة ضخمة وفخمة لبناء الهرم، وتم أخذها من جبل يسمى طرة ومن محاجر ضمة في أسوان في صعيد مصر.
ولا عجب في أن الهرم الواحد دام بنائه قرابة العشرون عام، حتى أنتهى بالكامل، وذلك لأن لم يوجد آلات لنقل الحجارة، بل كانت السواعد الفرعونية والعقول التي تشبه الياقوت هي من صممت ونفذت كل ذلك، والدليل على ذلك أن مر أكثر من 7000 عام على بناء الأهرام، ولم يستطيع احد نصف هرم مثلما الذي بني في عشرون عام فقط.
حدائق بابل المعلقة
تعد حدائق بابل المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع، حيث يبلغ ارتفاعها 100 مترا فوق سطح الأرض، وتحيط بها جدران سمكها 7 أمتار. تبلغ مساحتها 14870 مترا مربعا، وتروى بمياه نهر الفرات. ويقال إنها كانت تحفة فنية، حيث تزين بالزهور وتسر العين بخضرتها وجمالها. تم تصميمها بمهارة واتقان لا مثيل لهما، ولكن في الواقع لم يبق منها سوى الأثر، بسبب الزلزال الذي دمر حضارة بابل ومعالمها بشكل كامل. ولكن تظل ذكرى هذه الحدائق التي كانت تضم أشجارا فريدة من نوعها وزهورا نادرة التواجد في أي مكان آخر.
برج إيفل
يأتي السياح من جميع أنحاء العالم لالتقاط صورة أمام برج إيفل العظيم، وهو أحد ثروات فرنسا ومصدر كبير للدخل. إنه يدل على عظمة الهندسة المعمارية في فرنسا، وتم بناؤه في عام 1889 على يد المهندس جوستاف إيفل. وهو تذكار للفرنسيين، الذين يقدسونه لأنه دلالة على ثورتهم وحريتهم. تم تصميمه لإحياء ذكرى الثورة ونشر صور الثوار وتمجيد الانتصارات.
الكولوسيوم
الكولوسيوم هو أحد معالم روما، وتعود تاريخ بنائه إلى عام 72 م. يعرفه الكثيرون باسم فلافيان وهو أيضا واحدة من عجائب الدنيا السبع. تم بناؤه بواسطة 60,000 شخص واستغرق البناء حوالي تسع سنوات، ويتسع لحوالي 65,000 شخص، وهو مبني من الخرسانة الصلبة.
البتراء
تُعرف مدينة هاشمية الأردنية بـ”المدينة الوردية” بسبب لون صخورها الوردي الجميل، مما يجعلها مميزة وأنيقة، وتُعتبر البتراء واحدة من أكثر المقاصد السياحية زيارة في الأردن، حيث يأتي السياح لالتقاط صور رائعة، كما يمتلك المدينة أكثر من 600 مبنى تم تصميمها بإتقان وإبداع.
آيا صوفيا
تعتبر آيا صوفيا مسجدا كبيرا لطائفة الأرثوذكس في إسطنبول، الذي بناه الإمبراطور جستنيان الأول. إنها بناء مسيحي عقائدي ضخم، وهي أكبر كاتدرائية في العالم. تحولت إلى مسجد خلال عهد الدولة العثمانية ومن ثم إلى متحف. شهدت آيا صوفيا العديد من المراسم الدينية لمختلف الأديان، ثم عادت قبل يومين تقريبا لتصبح مسجدا مرة أخرى بعد أن وقع الحاكم التركي على تحويلها لمسجد مجددا.
أعمدة بعالبك
تعد تلك الأعمدة من أهم المعالم اللبنانية، إذ قام الرومان ببنائها في بيروت، وتتميز بالضخامة والقوة والإبداع، فارتفاعها يبلغ 70 قدمًا وطول قطرها 7 قدم، ومازالت موجودة الآن في معبد جوبيتر العتيق.
قصر الحمراء
يعتبر القصر واحدًا من أبرز معالم إسبانيا، حيث يقع في مدينة غرناطة التي تحتوي على تاريخ كامل، كما حصل على تصنيف اليونسكو كموقع تراثي عالمي، واللافت في القصر هو تعقيده الهندسي البارز والذي يعتبر أحد الألغاز المعمارية العالمية.
العين في الامارات
تعد مدينة العين واحدة من أهم وأقدم المستوطنات السكانية في جميع أنحاء العالم، وتقع في الإمارات العربية المتحدة، وتتميز بالحصون والقلاع، وتعتبر واحدة من أهم المدن الفنية في العالم، حيث تعرض الصور والرسوم وتقدم الأوبراوالموسيقى والإبداع.
قلعة البحرين
أحد المعالم البارزة في دولة البحرين، وهي وجهة سياحية مهمة، تم بناؤها في القرن الرابع عشر، وهي حصن كبير للجنود في ذلك الوقت. ومن المميزات في هذه القلعة أنها تحتوي على كنوز تعود تاريخها إلى 2000 عام قبل الميلاد. تتألف القلعة من أربعة أبراج كبيرة، وكل برج يحتوي على عدد كبير من الغرف. استمرت أهمية القلعة عبر العصور، حيث تحولت إلى ميناء تجاري عظيم.
تمثال زيوس
تقع تمثال زيوس في مدينة أولمبيا باليونان، ويبلغ ارتفاعه 12 مترًا، ويعد من التماثيل الفارهة حيث صُنع من العاج والذهب، واستغرق بناؤه ثمانية أعوام، ويُعدُّ من التماثيل القديمة حول العالم إذ تم بناؤه في عام 430 قبل الميلاد.
معبد الأقصر
يعبر معبد الأقصر عن تراث الشرق وعظمة إبداع الفراعنة، ويحتوي على العديد من الآثار المميزة، ويعتبر أقدم وأعظم المعابد في العالم، تم بناؤه بأمر من المهندس إيمحوتب الثالث في عام 1390 قبل الميلاد، ولا يزال يعتبر وجهة أثرية عظيمة في العالم، فلا يمكن لأي سائح يزور مصر أن يفوته زيارة هذا المعبد العظيم الذي يحمل حضارة لا مثيل لها.