كان غور الأردن المحتل دائما مصدرا للخلاف الكبير، ويمتد غور الأردن من سوريا إلى البحر الأحمر، ويشمل جزءا كبيرا من شرق أفريقيا. يضم غور الأردن مجتمعات عديدة مثل الفلسطينيين والإسرائيليين والأردنيين، وفي الجانب الجنوبي من غور الأردن، يرتبط الوادي بمصر والمملكة العربية السعودية. وعلى مر العصور، كان غور الأردن يعتبر ممرا للنقل بين الشمال والجنوب، ويحتوي على طرق برية هامة يتم عبورها .
ما هو غور الاردن
يشغل غور الأردن ثلث الضفة الغربية ويسكنه حوالي 9000 شخص من إسرائيليين، ويتمتع بالسيطرة الكاملة من قبل إسرائيل على 60٪ من مساحة الضفة الغربية، ويعتبر غور الأردن مهما من الناحية الاستراتيجية، ومهما للمصالح التجارية والزراعية الإسرائيلية، ولذلك تم تضمينه كجزء من صفقة القرن، وتحتوي خريطة صفقة القرن على مشاريع في هذا الوادي .
غور الأردن هو حوض جيولوجي يمتد من بحر الجليل في الشمال إلى البحر الميت في الجنوب، ويقع بين سلاسل الجبال في الغرب حيث إسرائيل وفي الشرق حيث الأردن، ويبلغ طوله حوالي 200 كيلومتر ويتراوح عرضه بين 10 كيلومترات في المتوسط .
غور الأردن وبداية الصراع بين فلسطين وإسرائيل
تم في عام 1947 تقسيم المنطقة إلى دولة عربية ودولة يهودية، وتقع الأراضي المعروفة الآن باسم الضفة الغربية، التي تحتوي على غور الأردن، تحت السيطرة الفلسطينية، ولكن بعد إعلان الأمم المتحدة عن إنشاء الدولة الإسرائيلية، اندلعت الحرب بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفي ذلك الوقت قامت العديد من الدول العربية المجاورة بدعم الفلسطينيين، ولكن جميع الجهود الفلسطينية باءت بالفشل وتلاشت كل الآمال التي كان يتمناها الفلسطينيون لإقامة دولة قومية مستقلة. وفي عام 1950، تم ضم هذه الأراضي رسميا من قبل الأردن، وتم تقسيمها بحيث بقي السكان الأردنيون على الضفة الشرقية والسكان الفلسطينيون على الضفة الغربية .
بعد حرب الأيام الستة في عام 1967، استولت إسرائيل على الضفة الغربية بأكملها وقطاع غزة والجولان. لم يعترف الفلسطينيون بهذا الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، وبدأ السكان الإسرائيليون بالفعل في الاستيطان. كانت هناك مستوطنات قليلة في البداية، ولكن بحلول أوائل الألفية الجديدة، ارتفعت أعداد المستوطنات إلى أكثر من 100 مستوطنة، وانتشرت في جميع أنحاء الضفة الغربية .
اهمية غور الاردن
لدى غور الأردن أهمية كبيرة حيث يشكل الخط الأمامي لإسرائيل في الحروب التقليدية، ويحميهم من أي هجمات شرقية. يساعد ارتفاع غور الأردن بشكل كبير في ذلك، حيث يعمل التضاريس الجغرافية كحاجز طبوغرافي بارتفاع يصل إلى 4000 قدم، مما يجعل من الصعب على أي جيش هجوم من الشرق حتى بالدبابات .
قيمة غور الاردن الاستراتيجية
وادي الأردن بالنسبة للإسرائيليين هو عمق استراتيجي، وعلى الرغم من قلة المخاوف من أي هجوم قادم من الشرق، إلا أن التهديد الاستراتيجي الحقيقي يأتي من الصواريخ ذات المدى القصير، حيث تسيطر حركة حماس على قطاع غزة الذي تنطلق منه الصواريخ. وفي خطة انتخابية واضحة لبنيامين نتنياهو قبل انتخابات سبتمبر 2019، صرح أنه يرغب في ضم أجزاء من وادي الأردن، ولكنه لم يحظ بموافقة كبيرة على هذا الأمر .
التعاون الإقليمي والتطوير المتكامل لغور الاردن
تهدف المنطقة الفرعية للتطوير التعاوني إلى تعزيز التكامل الاقتصادي من خلال توفير البنية التحتية والخدمات اللازمة لتعزيز استثمارات القطاع الخاص. يتم إدارة عمليات التطوير المنسقة في غور الأردن حاليا من قبل لجنة توجيهية مشتركة تترأسها ممثلو الحكومة الأمريكية .
رؤية واستراتيجية تطوير غور الأردن
غور الأردن يمتلك العديد من المزايا التي ساعدت في تطوير الأنشطة الاقتصادية، وهو منطقة تربط بين الأردن وإسرائيل وفلسطين، ويشكل ممرا هاما لتعزيز التنمية الاقتصادية، وتمتلك استراتيجيات تطوير غور الأردن ثلاثة اتجاهات رئيسية
تطوير الممر الخاص بغور الأردن
يتم اعتبار غور الأردن مفترق طرق في عملية التطوير، وخاصة في الحقبة السابقة لاتفاقية السلام، وبعد ذلك تم إقامة علاقات سلمية تفتح الفرصة لتجديد أي استمرارية إقليمية، وتم إنشاء روابط النقل البري وغيرها من المرافق التي تعمل على خدمة الأنشطة الإقليمية والدولية .
استغلال الموارد البيئية المشتركة في غور الأردن
في هذا المجال، يتم التركيز على التبادل الإيكولوجي وإدارة الموارد بشكل منسق، والعمل على إنشاء آليات مؤسسية للتعاون عبر الحدود، وتنفيذ أنشطة اقتصادية مرتبطة بالموارد البيئية المشتركة في مجالات مثل الزراعة والصناعة والسياحة .
انشاء واستغلال المؤازرة للتنمية
بالواقع، يتطلب الوصول إلى التنمية المتكاملة العديد من العلاقات الودية المتبادلة، وعلاقة غور الأردن بالأنشطة الاقتصادية تعتبر هامة جدا. وعندما يستغل بشكل جيد، يمكن أن يكون نقل التكنولوجيا والمعرفة المشتركة بين الجانبين شيئا مفيدا للغاية، بما في ذلك الزراعة وتربية الأحياء المائية وإدارة المياه وتوليد الطاقة .
في النهاية، يجب أن يتم التأكيد على أن غالبية المشاريع المتعلقة بالتطوير في غور الأردن تحمل العديد من الفوائد التي يمكنها أن تساهم في تحقيق السلام بين إسرائيل والأردن. هناك العديد من مشاريع التخطيط التنموي في هذه الفترة الخاصة بعام 2020، وقد يكون الهدف الأساسي لهذه المشاريع هو خلق فرص عمل جديدة وتنمية البيئة بشكل أكبر .