اهمية المساجد وعمارتها في الاسلام
تعتبر الأماكن المخصصة للعبادة مهمة جدا في معظم الديانات، وفي الإسلام فإن المسجد هو المكان المخصص للعبادة والذي يعد مركزا للمجتمع، حيث يتم تعليم الأمور الدينية والدنيوية، ويتوجب علينا حفظ المساجد وتطويرها باستمرار .
أهمية المساجد
تعتبر المساجد قلب الحياة الإسلامية، حيث تخصص للصلاة وأحداث الإسلام الخاصة مثل شهر رمضان المبارك، وتستخدم أيضاً للرعاية الاجتماعية وتسوية المنازعات.
المساجد تعتبر من أولى المظاهر في الإسلام. فقد ساعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في بناء أول مسجد في المدينة المنورة، كجزء من رغبته في تحديد مكان للعبادة للمسلمين. وتعتبر المنطقة المحيطة بالكعبة في مكة أقدم مكان عبادة للمسلمين، وقد تم تبجيلها منذ القرن السابع. تقع كلتا المدينتين في المملكة اليوم وتعتبران أقدس المدن في الإسلام.
ومع توسع الإسلام ، بدأت المساجد في بناء مناطق جديدة. بين القرنين التاسع والخامس عشر ، وصل الإسلام إلى أجزاء من أفريقيا ، ومناطق في الهند ، وأراضي بعيدة مثل إندونيسيا والصين، وفي العصر الحديث ، أدت عمليات الهجرة إلى تطور المجتمعات الإسلامية في العديد من البلدان ، لذلك تم بناء المساجد في جميع أنحاء العالم.
فالمسجد هو مركز لجميع الأنشطة الإسلامية، تماما كما كان في مسجد الرسول في المدينة المنورة. ففي المسجد، لم تتم الصلوات فقط، بل كانت أيضا مدرسة للمعرفة حيث استخدمه الصحابة لدراسة القرآن الكريم وطرح الأسئلة. كان أيضا مكانا لاستقبال الحكومة لوفود من دول أجنبية. وكان يعتبر خزانة تم من خلالها العمل الخيري، وكانت غرفة حرب حيث تم اتخاذ القرارات والتخطيط للحروب التي تم فرضها على المسلمين. في الواقع، تمتد رعاية المسجد للمحتاجين والأيتام والمرضى، وهو أيضا مكان لدعوة غير المسلمين الذين يهتمون بالإسلام. وبالتالي، فإننا بحاجة إلى مساجدنا ليست فقط مكانا للصلاة، بل مكانا للسعي والبحث عن المعرفة الإسلامية للمسلمين.
كما تزداد قيمة المساجد بشكل خاص في يوم الجمعة ، وذلك لما فيه من حدث خاص للغاية في الإسلام ، ألا وهو صلاة الجمعة ، فيقول رسول الله صل الله عليه وسلم في فضل ذلك اليوم : (من توضَّأ فأحسن الوضوءَ، ثمَّ أتَى الجمعةَ فاستمع وأنصت، غُفر له ما بينه وبين الجمعةِ، وزيادةُ ثلاثةِ أيَّامٍ) .
أهمية عمارة المساجد
عمارة المساجد ليست مقصودة لبنائها وتجديدها فحسب، بل مقصودة لإقامة الصلوات والتذكير الدائم بالله عز وجل. وأكد الله سبحانه وتعالى أن منع المساجد من أداء دورها يعتبر تخريبا، وأنه سيعاقب بعذاب عظيم كل من يقوم بذلك. فقد قال تعالى في الآية 114 من سورة البقرة: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها، أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين، لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم).
فالمساجد أعظم المباني على الأرض ، وفيها تُستجاب الدعوات إلى الله سبحانه وتعالى ، حيث قال تعالى من سورة النور : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)