ما هو البراميسيوم
البراميسيوم هو حيوان هدبي وهو ميكروسكوبي دقيق جداً، وينتمي إلى مملكة الطلائعيات، يعيش في المياه العذبة كالأنهار والبحيرات، ويبدو كالذرات الصغيرة ذو لون أبيض في العين المجردة، والبراميسيوم حركته نشيطة حيث أنه يتراوح طوله بين مائة وسبعون و مئتان وتسعون ميكرون، ويسمى باللغة الإنجليزية slipper shape animalcule.
البراميسيوم مستطيل الشكل ويأخذ أيضاً الشكل المغزلي، فأطراف هذا الحيوان الأمامية تكون مستديرة أما الطرف الخلفي يكون مدبب، ويتميز هذا الحيوان باحتوائه لطبقة خارجية تسمى الاكتوبلازم، وهي غشاء سميك، وهو الذي يكسبه شكله المحدد، ووظيفة الأكتوبازم هو السماح لهذا الحيوان بالالتواء بالإضافة إلى الانزلاق من خلال فتحات صغيرة وضيقة، ويحيط بهذا الغشاء أهداب منتظمة تكون مرصوصة بشكل طولي تساعد هذه التموجات المتواجدة بهذه الأهداب على دفع الغذاء إلى البلعوم، وطول هذه الأهداب تكون في الجانب الخلفي أطول من باقي أهداب الجسم، كل هدب يتكون من حبيبة قاعدية تتواجد في قاعدته.
وظيفة الفجوة الغذائية في البراميسيوم
ويتكون هذا الحيوان من فراغان متقبضان، أحد هذه الفراغات تكون متجهة إلى الأمام والآخر يكون إلى الخلف، ويتواجد عند كل فراغ عدد من الفجوات وتكون شعاعية صغيرة الحجم، ويتألف هذا الحيوان من نواتين واحدة كبيرة على شكل كلية، مختصة بالوظائف الخضرية، والنواة الثانية تكون صغيرة الحجم مستديرة الشكل ومختصة بالوظائف التكاثرية.
تعد تغذية البراميسيوم نوعا من التغذية الحيوانية، حيث يعتمد على البكتيريا كمصدر غذائي، بالإضافة إلى الجسيمات العضوية المعلقة في الماء. عند توفر الطعام، يتم دفعه نحو الفم بواسطة تيارات الأهداب الناتجة عن حركتها. يتم إدخال الطعام إلى الفم بواسطة القوة الامتصاصية الناتجة عن حركة الغشاء المتموج. يتجه الطعام بعد ذلك إلى البلعوم ويتجه إلى الاندوبلازم، حيث يتم تشكيل الجيوب الغذائية. تتكون فجوات غذائية متتابعة عند توفر الطعام، وتكمن وظيفتها في
- تتحرك كل فراغ غذائي باستخدام حركة الاندوبلازم، وخلال هذه الحركة يتم الهضم والامتصاص.
- يفرز الجهاز الهضمي أيضًا الخمائر الهاضمة للغذاء التي تساعد على عملية الهضم .
- تكون الوسط في الفجوات الغذائية حمضيًا، ولكن يتحول إلى وسط قلوي فيما بعد.
- تنخفض حجم الفراغات الغذائية تدريجياً حتى تقترب من فتحة مؤقتة تسمى فتحة الأست، وهي منطقة في القشرة المخاطية تقوم بإخراج المواد والأجزاء المتبقية من عملية الهضم، حيث يتم التخلص من هذه المواد والفضلات عن طريق فتحة الأست.
تعريف عملية الاخصاب الذاتي في البراميسيوم
تعتبر هذه العملية واحدة من طرق التكاثر الجنسي لحيوان البراميسيوم، وتحدث داخل البراميسيوم نفسه حيث يتم اتحاد النواتين الأولية لتكوين نواة مدمجة تحمل الوراثة. يتم التكاثر عن طريق الاقتران والاخصاب وسنوضح كلاهما فيما يلي:
- الاقتران هو عملية يتم فيها لقاء فردين من نفس النوع ولكن من سلالتين مختلفتين. ويتم الالتصاق بينهما في الأخدود الفموي، ويستمر هذا الالتصاق لفترة قصيرة. يؤدي هذا الالتصاق إلى تكوين جسر بروتوبلازمي مؤقت بين الفردين، والغرض منه هو نقل المواد الكروموسومية عبره. ثم تنقسم النواة الصغيرة في الكائنين انقساما اختزاليا، مما يؤدي إلى إنتاج أربعة نوى، كل منها تحتوي على نصف العدد الكامل للكروموسومات. ثم تختفي ثلاثة نوى، وتبقى الرابعة التي تنقسم انقساما غير متساو، مما يؤدي إلى ظهور نواتين أوليتين، كل منهما تحتوي على نصف العدد الكامل للكروموسومات، وتتشابه فيما بينهما بالنسبة للنواة الذكرية الأولية، ولكن تكون النواة الثانية أنثوية.
- تشبه الإخصاب الذاتي الاقتران ولكنه يختلف في عدم حصول عملية تبادل للأنوية، حيث أن هاتين النواتين الأوليتين تعملان على الاتحاد لتشكيل نواة مندمجة متماثلة، أيتتماثل بالعوامل الوراثية، ولا تعد متباينة بالعوامل الوراثية كما يحدث في عملية تكاثر الاقتران.
ما أهمية الاخصاب الذاتي في البراميسيوم
يتجلى أهمية التزاوج الذاتي أو الإخصاب الذاتي في البراميسيوم في سرعة التكاثر، حيث ينتج أكثر من حيوانين في كل عملية انقسام رئيسية تتبعها انقسامات متتالية لتكوين أربعة حيوانات من البراميسيوم، وتتبع هذه العملية في البراميسيوم السلسلة التالية:
- يتكون البراميسيوم من نواة كبيرة ونواتان صغيرتان، وتعمل النواة الصغيرة على الانقسام مرتين متتاليتين وينتج عن انقسامها ثمانية أنوية صغيرة.
- النواة الكبيرة تتلاشى، بالإضافة إلى ستة نوى صغيرة.
- يتبقى نواتان من الأنوية الصغيرة، ويكون النواة الممثلة للذكر مملثة بواسطة إحدى هاتين النواتين، بينما تمثل النواة الأنثوية بالنواة الأخرى.
- تندمج النواتان الأنثوية والذكرية لإنتاج نواة الزيجوت، حيث تنقسم هذه النواة الناتجة مرتين لتكون أربعة أنوية، حيث يكون اثنان منهما كبيرين والاثنان الآخران صغيرين.
- يتم تقسيم كل نواة صغيرة إلى نواتين، وفي نفس الوقت يتم تقسيم الحيوان نفسه إلى حيوانين، حيث تحتوي كل حيوان على نواة كبيرة ونواتين صغيرتين، ويتبع هذا التقسيم تقسيمًا آخر ثنائيًا يؤدي إلى تشكيل أربعة حيوانات من البراميسيوم.
هل البراميسيوم وحيد الخلية
البراميسيوم هو كائن وحيد الخلية وهو العكس تماما للكائنات متعددة النوى مثل البكتيريا والعتائق. يتميز البراميسيوم بوجود خلايا منظمة جيدا. تتميز الخاصية الفريدة للكائن وحيد النوى بوجود آلية خلوية متخصصة ترتبط بالغشاء وتسمى العضيات والنواة. هذه العضيات هي حجرة تحتوي على الحمض النووي. يحتوي البراميسيوم على العديد من العضيات المميزة، مثل الميتوكوندريا التي تولد الطاقة، ويحتوي أيضا على بعض العضيات الفريدة. لديه غلاف خارجي يعرف باسم الحبيبات وتحته طبقة من السيتوبلازم الصلب تسمى اكتوبلازم. تتكون هذه المنطقة من عضيات ذات شكل مغزلي تسمى تريكوسيس.
يمكن للبراميسيوم القيام بأنشطة حياتية تشبه تلك التي يقوم بها البشر والحيوانات الكبيرة، ويمكنه أداء هذه الأنشطة باستخدام خلية واحدة فقط، بينما يتكون جسم الإنسان والحيوانات الكبيرة من مليارات الخلايا التي تعمل معا لتنفيذ المهام المختلفة، وقد يسبب البراميسيوم بعض الأمراض للكائنات الحية بما في ذلك الإنسان. .
وظيفة النواة الصغيرة في البرامييسيوم
نجد أن في البراميسيوم الذي يتكون من خلية واحدة، يكون داخل هذه الخلية نواتان كرويتا الشكل، واحدة كبيرة وأخرى صغيرة حيث أن النواة الصغيرة لها وظيفة مهمة جداً وتتجلى وظيفتها في سيطرتها على التكاثر فهي المسؤولية عن عملية التكاثر كاملةً، أما النواة الكبيرة فتكمن وظيفتها في السيطرة على الفعاليات الأخرى للخلية.
البراميسيوم هو أحد أكثر من 100 ألف نوع من الأحياء المجهرية التي تم اكتشافها ودراستها والبحث عنها من قبل البشر. وتكون هذه الأحياء صغيرة جدًا ولا يمكن مشاهدتها إلا بواسطة عدسة مكبرة أو بشكل مجهري، وتعد الميكروبات هي أول حيوانات ظهرت.
حركة البراميسيوم
يتحرك البراميسيوم بحركة سريعة، وتتم هذه الحركة بواسطة الأهداب التي تصل إلى حوالي 2500 هدب. تعتمد حركة الأهداب على ضرب الماء للأمام ثم الخلف، حيث تتراخى وتضغط على الماء بقوة لدفع الحيوان للأمام. يدور البراميسيوم حول نفسه من خلال ضرب الأهداب المائلة للماء، وتشبه حركة الأهداب حركة الموجات، وتعرف هذه الحركة باسم النظام الدوري. تتم تنسيق الأهداب مع الجسم عن طريق الحبل العصبي الحركي.