مفهوم الهندسة المعمارية
الهندسة المعمارية هي فن يتمثل في بناء وتصميم المباني باستخدام بعض المهارات الهندسية، بهدف تلبية المتطلبات العملية والفنية، ولا يمكن فصل الجانب الجمالي عن الجانب الهندسي في الهندسة المعمارية. وتعكس المباني المعمارية الناتجة عن كل مجتمع البيئة التي يعيشون فيها، بما في ذلك المناخ والطقس والحضارة والتاريخ والاحتفالات والحس الفني، بالإضافة إلى العديد من جوانب الحياة اليومية
تتميز المباني المعمارية عن المباني الأخرى ببعض الشروط التي يجب توفرها في التصميم المعماري، وهي كما يلي:
- تقييم مدى ملاءمة التصميم المعماري للاستخدام البشري بشكل عام، بالإضافة إلى تكيفه وصموده مع بعض الأنشطة التي تختلف من ثقافة لأخرى.
- استقرار واستمرارية عمر المبنى.
- يقوم المهندس المعماري بنقل خبراته وأفكاره الفنية والثقافية من خلال شكل المبنى.
ما هي أنواع تأثير البيئة في تشكيل الطراز المعماري
إن تصميم المعمار والهندسة لكل حضارة ليس إلا انعكاسا لذوقها وثقافتها ومهارات أهلها، فالمعمار هو واحد من العناصر القليلة التي تتحمل تأثيرات الحياة والبيئة المحيطة بها على مر الزمن. يستمر في الوقوف بكبره لآلاف السنين، مروجا لأبنائه عن عظمة أجدادهم الماضيين. ومع ذلك، يجب علينا أن ندرك أن هناك عوامل تؤثر في تشكيل هذا التصميم المعماري، فقد يختلف بناء على البيئة التي يوجد فيها. لذلك، سنجيب على هذا التساؤل: ما هي أنواع تأثير البيئة على تصميم المعمار؟ ومن المهم أن نعرف أن كل بيئة تحتاج إلى تصميم معماري مختلف يتناسب معها بشكل أفضل ويظل متينا لأطول فترة ممكنة. وإليك أنواع البيئات المختلفة التي تؤثر على تشكيل التصميم المعماري على مر الزمن كما يلي:
تأثير البيئة في النمط الساحلي
تميز المناطق الساحلية بمناخها المعتدل والمشمس طوال العام، وعادة ما تطل على البحر والمسطحات المائية الواسعة. لذلك، تكون المباني في المناطق الساحلية كبيرة نسبيا، مع وجود نوافذ زجاجية كبيرة تسمح بتدفق الشمس بشكل كاف خلال النهار. وعادة ما تكون هذه النوافذ مزخرفة على الطراز المعماري المميز لكل حضارة، وتظهر بشكل جميل وجذاب بفضل استخدام ألوان فاتحة مثل الأبيض والأصفر والأزرق في زجاج النوافذ وزخارف المباني
تأثير البيئة في النمط الجبلي والصحراوي
تتميز البيئات الصحراوية والجبلية بعوامل خاصة فيما يتعلق بالمناخ والتضاريس والعوامل الأخرى التي يجب أخذها في الاعتبار عند تصميم الطراز المعماري المناسب لها، ولذلك يجب أن تكون المباني في هذه المناطق قوية ومتينة، لأن هذه المناطق أكثر عرضة للتغيرات البيئية من غيرها، كما ينبغي أن تكون المباني واسعة، ولكن يجب أن تكون الغرف الداخلية صغيرة، ويجب استخدام الخرسانة والأسمنت المسلح في أعمال البناء، وعلى الرغم من ذلك، يجب الإشارة إلى أنه مع التقدم الذي يشهده العالم في العديد من المجالات، أصبحت القدرة على التحكم في عوامل البيئة أفضل، وهناك العديد من العوامل التي تساعد على حماية السكان، وأصبحت الجبال مكانا آمنا للعيش، ويمكن تعمير البيئات الصحراوية بسهولة لتصبح صالحة للسكن
تأثير الهندسة المعمارية على البيئة
تغطي دراسة الهندسة المعمارية عدة مجالات، مثل الهندسة والتصميم، ولكن من المهم أيضا دراسة التأثير البيئي الذي يمكن أن يؤثر على المباني التي نعيش فيها، لأن التصميم المعماري يتطلب إلهاما وإبداعا كبيرين. في يومنا الحالي، تزايدت الاحتياجات وتغيرت الأيديولوجيات، مما أدى إلى بناء العديد من المباني الصناعية والتجارية والسكنية والترفيهية، وتسبب ذلك في تأثيرات على النظام البيئي العالمي. لذلك، يجب علينا مراعاة حماية النظام البيئي عند اختيار التصميمات المعمارية المناسبة دون إحداث أي ضرر في النظام
يؤثر الكائن الحي بشكل قوي على البيئة المحلية والعالمية من خلال العديد من الأنشطة والعمليات التي يمكن أن يمارسها في نشاطه اليومي، كما أن استغلاله للموارد البيئية ومعالجتها وإنتاج مواد البناء منها ونقلها يمكن أن يتسبب في أضرار بيئية محلية وعالمية. لا يمكن تجنب مثل هذا الأمر بسهولة، حتى إذا تم إنتاج هذه المواد بأقل استهلاك للطاقة، لأن عملية النقل وحدها ستكون لها تأثير سلبي على البيئة. لذلك، يؤثر مشروع واحد فقط على البيئة من حيث استخدام الطاقة والموارد في إنشاء موقع البناء وتأسيس البنية التحتية، مما يؤدي إلى توليد النفايات والضوضاء والانبعاثات التي تؤثر سلبا على الإنسان أيضا
كما لا يقتصر الأمر على تصنيع ونقل وبناء المواد البنائية فحسب، بل يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يؤثر بشكل سلبي على البيئة بعد الانتهاء من عملية البناء. فعلى سبيل المثال، عند إنشاء أي مبنى، يجب أن يتم إنشاء نظام تصريف للمجاري للتعامل مع الغازات الضارة ومياه الصرف التي تؤثر بشكل سيئ على البيئة.
طريقة حماية البيئة من العوامل الضارة الناتجة عن عملية البناء المعماري
يمكننا أن نجد الحل اللازم لحماية البيئة من الأضرار الناجمة عن عمليات البناء الجديدة التي تحدث يوميا حول العالم، عن طريق اعتماد نظرية التصميم المستدام. يعمل المهندس المعماري في هذا التصميم على إيجاد حل جذري قوي، من خلال توقع المشكلات التي قد تطرأ على المبنى، وإيجاد حلول بيئية واقتصادية واجتماعية مناسبة، وذلك عن طريق التصميم المستدام. فمثل هذا الحل سيساعد في تقليل استهلاك الموارد غير المتجددة، وزيادة استخدام موارد الطاقة المتجددة، مما يساعدنا في تقليل النفايات إلى أدنى مستوى ممكن وإنشاء أماكن صحية ومريحة.
: تعتمد مبادئ التصميم المستدام على استخدام إمكانيات أرض البناء بشكل كامل، واستخدام مواد صديقة للبيئة، وتوفير الطاقة والماء، وتحسين أداء وصيانة المرافق، وتحسين ظروف الإقامة والعمل في المبنى. يجب أيضا أخذ الاعتبار بالبيئة المحيطة بموقع البناء الحالي، لأن التغيرات البيئية قد تتسبب في مشاكل مثل تغير نظام تصريف المياه وتدفق الهواء، وهذه المسائل تكون ذات أهمية كبيرة في الوقت الحالي. كما يجب مراعاة مستوى المياه الجوفية، حيث يمكن أن يتسبب أي عامل خارجي خلال عملية البناء في تلويثها. يوصى أيضا بالاهتمام بالنباتات والحيوانات الموجودة في موقع البناء ومحيطه كجزء من المشروع، لضمان الحفاظ على التوازن البيئي المحلي