الزخرفة الكتابية
الزخرفة الكتابية هي نوع من فن الزخرفة، وتستخدم لتزيين الأواني والفخار والملابس، بالإضافة إلى تزيين المباني مثل المساجد والكنائس والمدافن. يعد فن الزخرفة من الفنون الأساسية لأنه يعكس تقاليد وعادات المجتمعات.
يطلق عليها أيضا اسم الزخرفة الخطية” وذلك لأن الفنان يستخدم الخطوط العربية في الزخرفة، وتعد الزخرفة الكتابية واحدة من أهم أنواع الزخارف الإسلامية، حيث تتمثل في رسم وكتابة حروف مزخرفة بشكل مبدع ومتميز، وهي مستخدمة في كتابة آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، كما يمكن العثور عليها مكتوبة على جدران المساجد والمباني التاريخية.
انواع الخطوط في الزخرفة الكتابية
اعتمد الفنانون في كتابة الحروف على عنصر التناسق والرشاقة، بالإضافة إلى تزيين الحرف من الجوانب. واستخدم فنان الزخرفة نوعين من الخطوط العربية في فن الزخرفة الكتابية، وهما كالتالي:
- الخط الكوفي: الخط الكوفي المزدهر يتميز بزوايا حرفية مستقيمة، وكان يستخدم في الكتابة على المباني وفي كتابة آيات القرآن الكريم، وهو خط بسيط تم تطويره من قبل الفنانين، حيث تم استخدام فروع النبات في الزخرفة، ومنذ ذلك الحين أطلق عليه “الخط الكوفي المزده.
- الخط النسخي: ظهر الخط النسخي في القرن السابع الميلادي، حيث استخدمه الفنانون في كتابة المخطوطات، وانتشر في القرن الثاني عشر حيث استخدم في زخرفة المساجد والمباني الدينية والأثرية بديلا عن الخط الكوفي.
يستخدم الفنان الزخرفة الخط الكوفي لكتابة الجمل بأشكال متنوعة مثل كتابتها على شكل مربع، مستطيل، حيوان، أو طائر، ومن أشهر العبارات المكتوبة بالخط الكوفي هي “في القبر وحدني وفي اللحد وحشتي.
كانت الزخرفة الكتابيةفي الأصل شائعة على آيات القرآن الكريم، بالتحديد في الفواصل الموجودة بين آية وأخرى، وكان الفنان يهتم بتزيين سورة البقرة وفاتحة القرآن بشكل خاص.
لا تقتصر الزخرفة الكتابية على الجانب الديني فقط، فهي موجودة في الكتب بعناوين الفصول والأبواب والعنوان الرئيسي للكتاب، وكانت شائعة في بعض الدول مثل إيران وتركيا والهند.
الزخرفة النباتية
تندرج الزخارف النباتية ضمن فنون الزخرفة الإسلامية، حيث يقوم الفنان بتقليد الطبيعة في التصميم، إذ تعتبر الطبيعة مصدر إلهام للفنانين الذين يستخدمون جذوع النبات وأوراقها في كتابة العبارات المزخرفة، ويعد الأرابيسك من أشهر الزخارف النباتية.
انتشرت زخارف الأرابسك في القرن التاسع الميلادي، حيث استخدمت في زخرفة المباني، ويعتبر ابن طولون واحداً من أشهر فناني الزخرفة النباتية، وهو فنان عراقي موهوب يعيش في مدينة سامراء، ونظراً لتميزه في مجال الزخرفة تأثر الفنان المصري بفنه خاصةً في فترة العصر الطولوني.
استخدم الفنان الزخرفة النباتية في نقش التحف المصنوعة من الخشب، حيث يوجد العديد من الزخارف النباتية التي تتألف من جذوع وأوراق النبات، وتتميز جميعها بالدقة والإبداع والجمال الفني التذوقي.
وحدث تطور في مصر خلال العصر الفاطمي، ثم وصلت إلى ذروة الإبداع في القرن الثالث عشر، حيث قام الفنانون المسلمون برسم النقوش النباتية لتحاكي الطبيعة وإبراز عظمة الخالق العظيم. يمكن رؤية النقوش النباتية عند زيارة قبة الصخرة أو جامع القيروان، حيث تعكس هذه المباني وجدرانها موهبة الفنانين في تقليد ومحاكاة الطبيعة.
الزخرفة الهندسية
تعتبر من فنون الزخرفة الإسلامية الدقيقة ، إذ تقوم على أساس استعانة فنان الزخرفة بالأشكال الهندسية من مربع ومستطيل والدائرة والمثلث، بالإضافة إلي الشكل الحلزوني، واستخدام البرجل، والمنقلة، الأمر الذي يساعده على زخرفة الرسومات بشكل دقيق ومبدع، ومن أشهر الزخارف الهندسية النجمة الثمانية، إذ يرجع تسميتها بذلك إلى أنها تحتوي على 8 رؤوس.
مع ظهور الإنترنت، يستخدم فنانو الزخرفة أجهزة الحاسوب لرسم الزخارف الهندسية، ويوفر الإنترنت العديد من المواقع التي تساعد الفنان على تغيير الرسومات أو تكرارها، بالإضافة إلى استخدام أفضل الألوان المتناسقة مع الرسومات.
من بين أنواع الزخارف الهندسية الأكثر شهرة هي زخرفة الخزف وزخرفة الجلود، وسنشرحهما فيما يلي:
- زخرفة الخزف: : “يستخدم فنان الزخرفة مواد كيميائية لإبراز فنه، وهناك أشكال مختلفة لزخرفة الخزف بما في ذلك الزخرفة المنقوشة والزخرفة البارزة والزخرفة المذهبة. ويعد الزخرفة اليونانية من بين الأشكال الهامة للزخارف .
- زخرفة الجلود: تعد فنون الزخرفة الهندسية من أهم أنواع الزخارف، حيث يقوم الفنان بتزيين غلاف الجلد المستخدم في تغليف المصاحف الشريفة.
نبذة عن فن الزخرفة
تُعد الزخرفة واحدة من أهم أنواع الفنون التشكيلية الرئيسية، كما أنها من أشهر الفنون الإسلامية، وتختلف مسميات فن الزخرفة باختلاف الدول، حيث يُطلق عليها اسم “أرابيسك” في قارة أوروبا، بينما يُطلق عليها “فن التوريق” في إسبانيا.
يُعَدُّ الفن المعماري الإسلامي جزءًا من فن الزخرفة، حيث يتم تزيين مباني المساجد والجدران والقباب، بالإضافة إلى تزيين الأواني المصنوعة من الفخار والمعادن.
يستخدم الفنان في فن الزخرفة القواعد الزخرفية والأشكال الهندسية أو النقاط لإبداع زخارف فنية رائعة، سواء كانت رسومًا نباتية أو رسومًا حيوانية.
قواعد فن الزخرفة
تعتمد فن الزخرفة على عدة قواعد أساسية يجب معرفتها والإلمام بها قبل تعلم هذا الفن، وتشمل هذه القواعد الأساسية:
- قاعدة الموازنة: تعتمد هذه القاعدة على توازن شكل الحرف المزخرف بالنسبة للشكل والمساحة ولون الحرف، وهناك عدة أشكال من التوازن مثل التوازن المحوري والتوازن الإشعاعي والتوازن الوهمي، والأخير هو الأصعب لأنه لا يوجد فيه نقطة مركزية ويعتمد على حس الفنان بتوازن الحرف المزخرف، لذا يعتبر التوازن الوهمي موهبة حقيقية للفنان.
- قاعدة التناظر: وتسمى أيضا قاعدة التماثل، حيث يعتبر تنفيذ هذه القاعدة في فن الزخرفة مقياسا ومعيارا يميز بين فنان زخرفي وآخر، حيث تعتمد هذه القاعدة على فكرة تساوي النصف الأول والنصف الثاني للحرف المزخرف، ويستخدم الفنان خطا مستقيما كمعيار لتحقيق قاعدة التماثل، وتنقسم التماثل إلى تماثل نصفي وتماثل كلي.
- قاعدة التكرار: تعتمد هذه القاعدة على مهارة وابتكار الفنان المتخصص في فن الزخرفة، حيث يتميز الشكل المزخرف بتكرار الرسم أو الحروف المميزة في الشكل، ولذلك يجب أن يدرك الفنان المتخصص في الزخرفة مواضع التكرار المناسبة للشكل المزخرف، وتحتوي هذه القاعدة على عدة أنواع للتكرار التي يمكن للفنان استخدامها في فن الزخرفة، بما في ذلك التكرار المتساقط والتكرار المتوالد والتكرار المتعاكس والتكرار العادي.
- قاعدة التناسب: تنفيذ هذه القاعدة يتوقف على قوة ملاحظة فنان الزخرفة، حيث يتم وضع كافة أجزاء الشكل المزخرف بشكل متناسق.
- قاعدة التشعب: تعني هذه العبارة ضرورة تعقيد الزخرفة، حيث يضع فنان الزخرفة نقطة رئيسية في الشكل المزخرف تكون بداية ومركز لتفرع كافة أجزاء الشكل المزخرف، ويستخدم الفنان هذه القاعدة في الزخارف النباتية التي تحاكي الطبيعة.
- قاعدة التشابك: تعتمد هذه القاعدة على العنصر المزخرف للشكل، وتتضمن أنواعا مختلفة مثل الالتفاف العادي والحلزوني والمتعاكس.