انواع الدلالات اللغوية
ما المقصود علم الدلالة اللغوية
الاقتران هو ترابط الفهم بين اللفظ والمعنى، وهو دراسة العلاقة بين الكلمات وكيفية استخلاص المعنى منها. يمكن للناس أن يفسروا الكلمات بطرق مختلفة واستخلاص معاني متنوعة. تشمل دلالات الكلمات تحليل الكلمات والإشارات وبنية الجملة. تؤثر الدلالات على فهمنا للقراءة وفهمنا لكلمات الآخرين في المحادثات اليومية. تلعب الدلالات دورا كبيرا في تواصلنا اليومي وفهمنا وتعلمنا للغة دون أن ندرك ذلك. على الرغم من ظهور هذا العلم وقواعده في أواخر القرن التاسع عشر، إلا أن المفاهيم المذكورة فيه قديمة وتمتد في أعماق التاريخ. كان العلماء مهتمين بالدلالة مما تجلى في المؤلفات النحوية والمعجمية، وتم تقسيم عناصر الدلالة إلى الدلالة والدال والمدلول
- الدلالة : الارتباط بين تصور النطق وتصور المعنى وتحويل الذهن بينهما .
- الدال : اللفظ .
- المدلول : المعني
مثال : تدل كلمة الماء على السائل الخاص بهذا الاسم، ويتمثل الدلالة في الربط بين اللفظ والمعنى، حيث ينتقل الذهن من أحدهما إلى الآخر. وعندما يُقال إن كلمة الماء تدل على السائل الخاص بهذا الاسم، يعني ذلك أن الماء هو تصور ذلك السائل الخاص، ويُطلق على اللفظ اسم “دل” وعلى المعنى اسم “مدلول .
انواع الدلالات اللغوية
بسبب تعقيد المعنى في اللغة، هناك نظريات مختلفة تستخدم في علم الدلالة اللغوية في اللغة العربية
الدلالة الرسمية
تعتمد الدلالات الرسمية على تقنيات من الرياضيات والفلسفة والمنطق لتحليل العلاقة الأوسع بين اللغة والواقع والحقيقة والإمكانية. يتم استخدام سؤال “إذا… ثم” كأداة لكسر حواجز المعرفة لاكتشاف المعاني الأساسية أو النتائج الحقيقية للأحداث.
دلالة المفاهيم
– تتعامل الدلالات المفاهيمية مع المفهوم الأساسي والشكل الأساسي للكلمة قبل إضافة سياقنا وأفكارنا إليها.
الدلالة الصوتية
تعتمد هذه الدلالة على صوت الحرف والمعنى الذي يرمز إليه. في اللغة العربية، هناك العديد من الكلمات التي تنطق بأصوات مختلفة وتحمل معان مختلفة. قد تكون الأصوات المنطوقة لاثنين من الألفاظ متقاربة ولكنها تختلف في صوت واحد، وهذا يؤدي إلى توافق في المعنى العام للكلمتين واختلافهما في الدلالة تبعا للصوت المختلف الذي يحمله كل منهما. تعد قضم وخضم مثالا على ذلك؛ حيث يعنيان كلاهما الأكل، ولكن القضم يشير إلى أكل الصلب بسبب قوة القاف، بينما الخضم يشير إلى أكل الرطب بسبب رخاوة الخاء. وهناك أيضا النضح والنضخ؛ فالنضخ أقوى من النضح بسبب قوة الخاء. والدليل على ذلك هو قوله تعالى “فيهما عينان نضاختان”، حيث وصف الحاء برقتها للماء الضعيف ووصف الخاء بقوتها .
أهتم العلماء بتحليل العلاقة بين اللفظ والمعنى، واكتشفوا خاصية “الألفاظ المزدوجة”، والتي تعني وجود ثلاثة أصول لفظية مشتركة في حرفين يدلان على تقارب المعنى، على سبيل المثال (نفث، نفخ، نفس، نفذ، نفد، نفع)، وتشترك جميع هذه الكلمات في الحروف النون والفاء، وبالتالي يمكننا القول أن لديهم معنى عام مشترك وهو الخروج والانتقال
مثال آخر على ذلك هو الكلمات (قطب، قطع، قطم، قطف)، حيث تشترك في حروف القاف والطاء، وبالتالي توجد تشابه عام في المعنى وهو الفصل، كما في الكلمات (حجب، حجز، حجم)، التي تشترك في حروف الحاء والجيم وتعني الحجز والمنع .
الدلالة الصرفية
تشير تلك الدلالة إلى أن تغيير نطق الكلمة يؤدي إلى تغيير معناها ودلالتها نتيجة لتغير الأوزان والأشكال، مما يؤدي إلى اختلاف في المعنى. على سبيل المثال، (قتل، قاتل، مقتول، قتال، تقاتل)، لكل منها دلالة تضاف إلى المعنى الأساسي للقتل. فـ “قتل” يعبر عن فعل القتل في الماضي، و”قاتل” صفة تصف من قتل، و”مقتول” صفة تصف من تم قتله، و”قتال” صفة تصف تعني القتل بشكل مبالغ فيه، و”تقاتل” صفة تصف مشاركة طرفين أو أكثر في القتال .
والملاحظة هنا تختلف الدلالة اللفظية للكلمة بناء على اختلاف صيغة الكلمة ، وهذا مايتعلق بوظيفة علم الصرف الذي يختص ببناء الكلمة المفردة ، والحروف التي يمكن زيادتها في الكلمة الأصلية وزيادة الصيغ بدلالات مختلفة عددها 10 في مجموعة كلمة ( سألتمونيها ) ، وربما كانت الزيادة بتكرار حرف من حروف الكلمة نحو قطع وقطع بوضع الشدة في أوسطه في الأخير وهذا زيادة في المبنى بتكرار حرف من حروف الكلمة أدت إلى المبالغة في المعنى .
هناك صيغ متعددة لها تأثير في المعنى واللفظ ونذكر منها صيغة المبالغة ولها تأثير على الفاعل والمفعول مثل صبور وشكور وغفور تدل على المكثر في الفعل المذكور ، وستوي في ذلك المذكر والمؤنث على سبيل المثال رجل صبور أو امرأة صبورة ، وكذلك جريح بمعنى مجروح وقتيل بمعنى مقتول أو مقتولة ، وغيرها من الأمثلة .
الدلالة النحوية
الهدف من وضع علم النحو هو تجنب الأخطاء التي تحدث في الإعراب وتسبب تغيرا في المعنى. تشير كتب التاريخ النحوي إلى زيادة الحاجة إلى هذا العلم بعد طغيان اللحن في الكلمات وضياع المعنى المقصود. له أهمية في ترتيب الجملة حسب نظام النحو العربي لدلالة اللفظ ومفهوم الجملة. يمنع النحويون التقديم والتأخير إذا أدى ذلك إلى لبس الدلالة والمعنى. على سبيل المثال: يمكن أن يكون موسى هو الذي أكرم عيسى أو يمكن أن يكون عيسى. في هذه الحالة، يجب تقديم الفاعل وتأخير المفعول، فموسى هنا هو الذي أكرم عيسى .
وفي المقابل منعوا تقدم الفاعل على المفعول في نحو ضرب زيدًا غلامه ، زيدًا مفعول به ، وغلامه : فاعل ، وتأخيره هنا واجب لأن فيه ضمير يعود على المفعول به ، ولا بد أن يعود الضمير على متقدم ، فكان تقديم المفعول واجبًا حتى لايحدث اللبس في المعنى ، وعلى ذلك جاءت الآية ( وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات )
وأوضح علماء النحو أن لكل حرف من حروف الجر له معنى أصلي ، ومعان أخرى فرعية ، على سبيل المثال حرف الجر ( من) لابتداء الغاية الزمنية والمكانية في الآية الكريمة (سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) ويخرج معناها إلى معان أخرى مثل التبعيض مثل ( منهم من كلم الله ) .
ومن وظيفة الجملة النحوية لتوضيح المفعول لأجله هي أحد عناصر الجملة الفعلية، على سبيل المثال، سافر يوسف إلى الرياض رغبة في النجاح .
الدلالة المعجمية
أو الاجتماعية تفكك الدلالات المعجمية الكلمات والعبارات داخل سطر من النص لفهم المعنى من حيث السياق. يمكن أن يشمل ذلك دراسة الأسماء الفردية، أو الأفعال، أو الصفات، أو العبارات الطويلة أو التعابير، ويظهر اختلاف دلالة الكلمات نتيجة اختلاف الثقافات والعادات والأديان، واختلاف دلالة الكلمة من مجتمع لآخر، على سبيل المثال الصلاة عند المسيحيين تعني الدعاء والابتهال، وهي عند المسلمين عبادة الذكر والجسد بصفتها المخصصة .
تهتم الدلالات المعجمية بمعاني الكلمات ومعنى العلاقات بين الكلمات ، بينما تهتم دلالات الجمل الفعلية بمعنى الوحدات النحوية الأكبر من الكلمة ،الخصائص الدلالية هي مكونات معاني الكلمات ، على سبيل المثال ، يمكن العثور على الخاصية الدلالية “الإنسان” في العديد من الكلمات مثل الوالد والطبيب والطفل والأستاذ والأرملة والعمة ، تشمل الخصائص الدلالية الأخرى كائنات متحركة ، وعناصر ذكور وإناث وعناصر قابلة للعد وعناصر غير قابلة للعد.