انواع التلاوات والقراءات في القرآن الكريم

أنزل الله عز وجل القرآن الكريم كهداية للعالمين، وهو آخر ما أنزله الله عز وجل، ولم يتغير أو يتحرف كما حدث مع الكتب السماوية الأخرى. قراءة القرآن عبادة أمرنا الله عز وجل بها، ونستمع إليه ونتدبر آياته. القرآن الكريم مهم في كل زمان ومكان، لأنه دستور الأمة الإسلامية. نزل القرآن الكريم باللغة العربية، مكونا 114 سورة، وهناك اختلاف طفيف في النطق في البلاد، وهنا يكمن اختلاف القراءات في القرآن الكريم.

ما هي القراءات العشر

القراءات العشر هي عشر روايات لقراءة القرآن، وقد أقرها العلماء في البحوث المتخصصة في القراءات المتواترة التي رواها النبي صلى الله عليه وسلم. وكانت القراءات في البداية سبع قراءات، ثم أضيفت ثلاث قراءات أخرى بعد ذلك على يد الإمام ابن الجزري، فأصبحت القراءات العشر.

تاريخ القراءات العشر

يتضمن نزول القرآن الكريم على سبعة حروف متشابهة ولكن غير متماثلة في النطق والمعنى والتشكيل والاختصار وكذلك علامات التوقف.

يعتبر الاختلاف في النطق بين العرب نتيجة لوجود فروق في القراءات، وتم جمع القرآن على يد سيدنا عثمان بن عفان بتشكيل واحد. وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم القراءات العشر، وتم نقلها بين الصحابة ثم التابعين بعدهم.

على الرغم من نزول القرآن باللغة العربية، إلا أن النطق لم يكن موحدًا بين جميع العرب، وذلك لأن كل قبيلة كانت تمتلك ظواهر لفظية خاصة بها. قال النبي صلى الله عليه وسلم: `إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شاف وكاف، فأقرءوا كماعلمتم`.

يتم قراءة القرآن برواية حفص عن عاصم في معظم الأماكن، وفي المغرب يتم قراءته برواية الإمام نافع، وهو إمام أهل المدينة، وفي اليمن والسودان وحضرموت يتم قراءته برواية الإمام حفص الدوري الذي يروي عن الإمام أبي عمرو البصري، ولكن يعرف معظم العلماء كل هذه القراءات ويعتبرونها موثوقة في العالم الإسلامي.

اقسام القراءات العشر

قام العلماء بتقسيم القراءات القرآنية إلى قراءات صحيحة وقراءات شاذة، وتتطلب القراءات الصحيحة توفر ثلاثة شروط:

ـ الشرط الاول:

يجب أن تكون القراءة متوافقة مع أحد جوانب اللغة العربية، ويجب أن تكون صحيحة من الناحية اللغوية.

ـ الشرط الثاني:

يجب أن تتوافق نسخة المصحف التي جمعها عثمان بن عفان مع النسخة التي تستخدمها للتأكد من صحة النسخة.

ـ الشرط الثالث:

يجب أن يتم إرسالها إلينا بصورة صحيحة ومثبتة أو بشكل دائم .

لتكون القراءة صحيحة ، يجب أن تتوافر فيها جميع الشروط التي وضعها العلماء والتي تنص على أنه يجب أن توافق اللغة العربية حتى لو بوجه ، وأن توافق رسم أحد المصاحف حتى لو كان ذلك محتملاً ، وأن يكون لها سند متواتر ، فإن ذلك يعني صحة القراءة.

تشير القراءات الشاذة والتي لا تستوفي أحد الشروط السابقة إلى عدم الصحة، ولذلك نجد بعض القراءات التفسيرية التي تخالف رسم المصحف العثماني، على الرغم من توافر شرطين.

اتفق العلماء على أن ما وراء القراءات العشرة هو شاذ غير متواتر، ولا يجوز الصلاة أو التعبد بها، وبالرغم من ذلك يسمح بتعليمها وتعلمها وتدوينها.

وصلت القراءات العشر إلينا عن طريق التواتر وقام أئمة القرآن الكريم بنقلها لنا، وكانوا يتميزون بالضبط السليم ودقة الرواية والجودة في الاتقان، وتتكون القراءات العشر من:

1- قراءة عاصم الكوفة الذي كان أشهر من قام بالرواية شعبة وحفص.

2ـ قراءة نافع المدني، وكان أشهر من قاموا بروايته هم قالون وورش.

تم الرواية عن بن كثير المكي من قبل البزي وقنبل وغيرهما من الرواة الشهيرين.

قراءة أبي عمرو البصري، وأحد الرواة الأكثر شهرة له هو الدوري والسويسي.

يتميز قراءة الكسائي الكوفي بالشهرة، ويعد أبو الحارث وحفص الدوري من أشهرمن قاموا بترويجها.

يُعَدُّ خلف بن هِشَام البُزَّار البغدادي أحد أشهر الرواة لهذا الكتاب، ويتمتع إسحاق بن إبراهيم وإدريس بن عبد الكريم بشهرة كبيرة في روايتهم عنه.

8ـ قراءة يعقوب المصري وروح كان رئيسًا من بين أشهر ما رووا عنه.

حمزة الكوفي وخلف وخلاد كانوا من أشهر الرواة الذين رووا عنه.

١٠- قراءة كتاب ابن عامر الشامي، وكان هشام بن عمار وابن ذكوان أشهر من روى عنه.

الفرق بين القراءة والرواية والطريق

القراءة هي ما يُنْسَبُ للقارئ، بينما الرواية هي ما يُنْسَبُ للراوي عن الإمام، ولكن المَسْلَك هو ما يُنْسَبُ إلى مَنْ روى عن الراوي مهما امتد.

– على سبيل المثال، كلمة (كلمة محياي) هي قراءة أبي جعفر ورواية قالون عن نافع، وطريق الأزرق عن ورش.

الفرق بين القراءات العشرة والاحرف السبعة

هناك اختلاف في مفهوم القراءات السبعة والأحرف السبعة حيث إن كل منهما مختلف عن الآخر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: `أقرأني جبريل علىحرف فراجعته، فلم أزل أيزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف`، حيث أنّ وجوه الأحرف السبعة هي:

ـ اختلاف أوجه الإعراب.

ـ ان يكون اختلاف بالنقص والزيادة.

ـ ان يكون اختلاف بالإبدال.

يتضمن اختلاف اللهجات التفخيم والإمالة والترقيق والإظهار والإدغام والفتح.

تهدف هذه الأوجه إلى إظهار إعجاز القرآن الكريم وتسهيل اللفظ