انواع التفكير
خلق الله الإنسان وميزه بالعقل والتفكير، ولكن مع اختلاف البشر واختلاف شخصياتهم فإن طرق التفكير التي يستخدمونها تختلف أيضا، فهناك أنواع متعددة من التفكير سيتم عرضها خلال هذه السطور.
أنواع التفكير
1- التفكير الادراكي أو الحسي
يعتبر هذا النوع من التفكير الأبسط، حيث يعتمد على الإدراك والتفسير وفقًا لتجارب وخبرات الفرد، ويُسمى أيضًا بالتفكير الملموس، حيث يتم تطبيقه بشكل عملي على إدراك الأشياء الملموسة.
2- التفكير النظري
يعتمد هذا النوع من التفكير على تفسير الأشياء وفهم مفهومها وتفسير الأمور العامة، وبالتالي يختلف عن التفكير الحسي الذي يركز على فهم الأمور الحسية الملموسة فقط، ويساعد هذا النوع من التفكير على تطوير الأفكار وحل المشكلات.
3-التفكير التأملي
يهدف هذا النوع من التفكير إلى إيجاد حلول للمشكلات المعقدة. ولكن يعتمد إيجاد الحلول على فهم جميع الظروف المحيطة بالمشكلة ومعرفة أسبابها. ويتم ذلك بالتأمل في الظروف وإزالة المعوقات، بدلا من التفكير فقط في المشكلة. ويتم ذلك باستخدام المدخل الإدراكي للتفكير، حيث يستند النشاط العقلي في هذه الحالة على مزيج من النظرية والخبرة.
في هذا النوع من التفكير، يتم اتباع خطوات منطقية لوضع وترتيب جميع المعلومات والحقائق في تسلسل منطقي، ويتم معالجة هذه التفاصيل وربطها ببعضها البعض من أجل الوصول إلى حلول للمشكلات المعقدة التي قد يواجهها الشخص.
4-التفكير الابداعي
يرتبط هذا النوع من التفكير بقدرة الفرد على إيجاد أفكار جديدة ومبتكرة، وتوفير رؤى جديدة وفريدة من نوعها للأمور والمواقف، مما يمكنه من حل المشكلات بتوفير حلول ودلائل جديدة. ومن الأمثلة على هذا النوع من الأفراد العلماء والفنانين، ويقول الباحثون إن أفراد التفكير الإبداعي يرون الأمور بصورة مختلفة ويقدمون تنبؤات جديدة وأفكار فريدة من نوعها، وغالبا ما لا يلاحظهم الآخرون بسهولة.
5-التفكير النقدي
هذا النوع من التفكير يخرج فيه الشخص من عباءة آرائه وأفكاره ومعتقداته الشخصية فنجد أنه يخرج من الموقف ويبعد عن التحيز ليرى الصورة كاملة ويقوم بتقييم الأمور ليصل إلى الحقيقة حتى ولو كان ذلك على حساب آرائه الشخصية، ويصنف هذا الشخص على أنه لديه مهارات عقلية عالية، كما أن لديه القدرة على تفسير الأمور وتحليلها وتقييمها بطريقة صحيحة، وفي هذا النوع من التفكير فإن الشخص يقوم بعرض النتائج التي وصل إليها بشكل علمي وبدون تحيز.
يتميز الشخص الذي يفكر بشكل نقدي بفضوله واهتمامه بالتفاصيل الدقيقة، كما أنه لديه رؤية واسعة وقدرة على قبول ونفي وتفسير الآراء بصدق ودون تحيز أو تحفظ، بالإضافة إلى مرونته ودقته في التحليل والوصول إلى النتائج.
6- التفكير التفاعلي أو الغير موجه
في بعض الأحيان، يجد الشخص نفسه يغوص في التفكير بدون هدف، وهذا التفكير الخيالي الذي لا يتعرض لأي قيود أو مراحل، يعرف بالتفكير التفاعلي أو التخيلي. يهرب الشخص في هذا النوع من التفكير من الواقع ويحاول الانسحاب منه عن طريق التفكير التفاعلي الذي لا يتعلق بالحقيقة. وفي بعض الأحيان، يكون هذا التفكير طبيعيا إذا كان لتخفيف متاعب الحياة أو تخيل الأحلام التي لم يستطع الشخص تحقيقها.
إذا تطور التفكير التفاعلي الخيالي أكثر من ذلك، فإنه يجب استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كان هناك خطر على الشخص أم لا، ولتفكير بهذه الأساليب السابقة المذكورة، يستخدم الشخص عددًا من الأدوات التي تساعده على القيام بعملية التفكير، وتشمل ذلك:
أدوات التفكير
1- الصور
إن الصور العقلية الموجودة داخل العقل تتكون من تجرب الشخص وخبراته التي مر بها، سواءًا كانت مرئية أو مسموعة وكذلك المشاعر التي شعر بها الشخص، وهذه الصور العقلية ترمز لأمور ملموسة وتجارب حقيقية مر بها الشخص، وخلال عملية التفكير يستخدم الشخص الصور العقلية بدلًا من استدعاء الخبرات والتجارب.
2- المفاهيم
المفاهيم تساعد في دعم عملية التفكير وتوفير المعلومات. على سبيل المثال، عندما يذكر كلمة `فيل` أمام شخص ما، فإن أول ما يتبادر إلى ذهنه ليس صورة الفيل فقط والتجارب التي مر بها المرء وشاهد فيها فيلا، ولكنه يتعلق بجميع المعلومات المتعلقة بوصف ومعنى كلمة `فيل`، مثل أنه حيوان ذو حجم كبير يمتلك خرطوما طويلا ويزن آلاف الكيلوجرامات، ويعيش في الغابات، وما إلى ذلك
3- الرموز والدلائل
تعد الرموز والعلامات بديلاً للأشياء الحقيقية، فعلى سبيل المثال، إشارات المرور وعلامات القطار وإشارات الطريق وجرس المدرسة، جميعها رموز وإشارات تخبر الأشخاص بما يجب عليهم فعله عند رؤية هذه الرموز.
4- اللغة
تُعَدُّ اللغة أحد أهم مقومات عملية التفكير، حيث تُعَدُّ الأداة الأساسية التي يحمل بها التفكير ويُخرج به إلى أرض الواقع، وعندما يقرأ الشخص أو يسمع أو يكتب بلغة ما، إذا كانت مفهومة بالنسبة له، فإن ذلك يحفِّزه ويحفِّز الآخرين على التفكير.
5- الوظائف العقلية
يعد التفكير هو الوظيفة الأساسية للعقل، ولا يمكن أن تقوم الحواس الخمسة بوظائفها الأساسية إلا إذا قام المخ باستقبال الاشارات العصبية التي ترسلها الخلايا الحسية إليه وقام بمعالجتها من خلال عملية التفكير وتفسيرها والتعامل معها وفقًا لما يحتاج إليه الموقف، وتسمى عملية التفكير التي تحدث داخل الدماغ بالوظائف العقلية.