تعليم

انواع التغذية الراجعة لتعديل السلوك

ما هي التغذية الراجعة

التغذية الراجعة هي مصطلح حديث في العملية التعليمية يعني أن يتم إعادة الفهم والمعرفة وإعادة توجيهها بعد تلقي الطالب ردود فعل مناسبة، وقد ظهر هذا المصطلح في النصف الثاني من القرن العشرين وحظي بالاهتمام من قبل العلماء والمختصين في العملية التعليمية، وأصبح الآن مصطلحا شائعا في العديد من العلوم والتخصصات، مثل علم الفيزيولوجيا وعلوم الإعلام وفنون الاتصال والعلوم الاجتماعية والكيمياء والجيولوجيا والهندسة والفنون والتربية والفيزياء وغيرها من العلوم، ويدل ذلك على أهمية التغذية الراجعة في العملية التعليمية.

تعرف التغذية الراجعة بأنها المعلومات التي يتلقاها المتعلم بعد الأداء، وتمكنه من معرفة مدى صحة استجابته للمهمة التعليمية. إنها طريقة لتوفير المعلومات أو المعرفة حول العمليات أو النتائج لتحسين تجربة التعلم للمتعلم أو للحفاظ على المهارات والسلوكيات المكتسبة. وتعرف في سياق التعليم المعتمد على الحاسوب بأنها أي رسالة أو عرض يقدمه الحاسوب للمتعلم بعد الاستجابة.

أنواع التغذية الراجعة

هناك سبعة أنواع مختلفة من التغذية المرجعية، يتم استخدام كل نوع وفقًا للحاجة الخاصة به، ولكل نوع حالات خاصة، وتشمل أنواع التغذية المرجعية ما يلي:

التغذية الراجعة الفورية

تُعتبر التغذية الراجعة المتصلة بالسلوك الملاحظة هي التغذية الراجعة المباشرة، حيث يحدث رد فعل وتصحيح في السلوك مباشرةً بعد تلقي المعلومات أو التوجيهات أو الإشارات.

التغذي الراجعة المؤجلة

في نوع التغذية الراجعة، يتم تزويد المتعلم بالمعلومات ويتم الاستجابة لذلك بعد فترة من تلقي المعلومات، حيث يتم تزويد الطالب بالمعلومات ويتم تطبيقها في وقت لاحق في الاختبار وليس أثناء عملية التعلم.

التغذية الراجعة حسب طريقة الحصول عليها

– التغذية الراجعة غير اللفظية تشير إلى الرسائل والإشارات التي يمكن أن يصدرها الطالب بجسمه، مثل تعبيرات الوجه أو النظرات بالعين أو تحريك الجسم بوضعية معينة.

التغذية الراجعة المكتوبة

التغذية الراجعة هي الأسلوب الذي يتم من خلاله تزويد المتعلم بالمعلومات والتعليقات عن طريق الكتابة، وهي وسيلة فعالة تمكن المتعلم من مقارنة عمله بعمل زملائه وأقرانه، ويفضل هذا النوع من العمل بشكل خاص لدى الطلاب الأكبر سناً مثل طلاب الجامعات.

التغذية الراجعة حسب المصدر

تقسم التغذية الراجعة إلى تغذية راجعة داخلية والتي تشير إلى المعلومات التي يتلقاها الفرد حول أدائه من خلال ملاحظاته الذاتية لنتائج الأداء، وهذا النوع يصاحب نشاطات التعلم خطوة بخطوة أثناء القيام بالمهمة، وذلك وفقًا للمرجع المأخوذ منه.

التغذية الراجعة الخارجية

يتلقى الفرد التغذية الراجعة الخارجية من مصادر مثل المعلم أو الحاسوب أو مجموعة الأصدقاء وذلك بعد القيام بالمهمة، وتشمل هذه التغذية كل ما ينتج عن تفاعل المتعلم مع البيئة في بداية التعلم، حيث يتم الاعتماد على التغذية الراجعة الخارجية أولا ثم يتم حسابها بشكل مستمر للاعتماد على التغذية الراجعة الداخلية.

التغذية الراجعة حسب وظيفتها

تقسم التغذية الراجعة وفقاً لوظيفتها إلى عدة أنواع وهي:

  • التغذية الراجعة الإعلامية هي التغذية الراجعة التي يتم فيها إعلام المستجيب بصحة استجابته أو خطأه دون تصحيحها.
  • يتم في التغذية الراجعة التصحيحية إعطاء العبارات التصحيحية المناسبة، مثل تدقيق العمليات الحسابية ومراجعة خطوات الحل وتطبيق القوانين والنظريات اللازمة.
  • هي التغذية الراجعة التفسيرية التي توفر للمتعلم معلومات حول صحة أدائه أو عدمه، وتفسر الإجابات الخاطئة كتابة على ورقة الإجابة، كما أنها تساعد على تصحيح الأخطاء التي ارتكبها الفرد وتوضح سبب هذه الأخطاء.
  • التغذية الراجعة التعزيزية: في التغذية الراجعة التعزيزية يتم تزويد الفرد بالعبارات اللفظية والمكتوبة لتشجيع المتعلم وتوضيح الامتنان له، مثل كتابة “أشكرك” و”أحسنت” و”ممتاز” وغيرها من العبارات الحماسية والتشجيعية.

خواص التغذية الراجعة

يتفق علماء النفس والتربويين على أن التغذية الراجعة لها ثلاث خواص أساسية، وتتمثل في:

  • الخاطية التعزيزية

تعتبر الخاصية التعزيزية مرتكز رئيسي في الدور الوظيفي للتغذية الراجعة، الأمر الذي يساعد على التعلم، وقد ركز أحد الباحثين على هذه الخاصية من خلال التغذية الراجعة الفورية في التعليم المبرمج، إذ يرى أن إعلام الطالب بصحة استجابته يعزز من استيعابه وفهمه، ويزيد احتمال تكرار الاستجابة الصحيحة فيما بعد.

  • الخاصية الدافعية

تعتبر التغذية الراجعة محورًا هامًا جدًا، حيث تساعد على إثارة دافعية المتعلم للتعلم والإنجاز وتحسين أدائه، مما يعني جعل المتعلمين متحمسين ومستمتعين بما يتلقونه من علوم ومعلومات، ويعد الاستمتاع بالعملية التعليمية أمرًا مهمًا وفعالًا للغاية.

  • الخاصية الموجهة

تعمل هذه الخاصية على توضيح لكل شخص مدى نجاح أعماله، سواء كانت جيدة ومتقنة أو غير ذلك، وتساعده على تحسين سلوكياته غير المرغوبة وغير المتقنة. تعزز الثبات على الأعمال المتقنة والحفاظ على أدائها بنفس المستوى دائما. تزيد من وعي المتعلم بالظواهر المهمة للمهارة التي يرغب في تعلمها وتعزز اهتمامه وحماسه للتعلم. تساعد في تجاوز النقاط الضعيفة وتحسينها، وتعزز الفهم الصحيح وتصحح الأخطاء وتطور سلوك الطلاب. بالتالي، تساهم في مساعدة المتعلم على تكرار السلوك الذي يؤدي إلى نتائج مرغوبة، وتزيد من ثقته بنفسه وبنتائجه التعليمية.

سمات التغذية الراجعة

لتطبيق التغذية الراجعة بشكل صحيح، يجب مراعاة السمات الأساسية للتغذية الراجعة الصحيحة، والتي تتميز بالنقاط التالية:

  • يجب أن تكون التغذية الراجعة مستمرة ومنتظمة.
  • يجب إجراء التغذية الراجعة في إطار أهداف محددة.
  • يجب أن تكون التغذية الراجعة شاملة وعامة، بحيث تشمل جميع جوانب العملية التعليمية.
  • يجب استخدام الأدوات المناسبة بدقة واتقان في عملية التغذية الراجعة.
  • يجب أن تكون التغذية الراجعة مفهومة بشكل عميق ومحللة بدقة علمية.

تأثير التغذية الراجعة

التغذية الراجعة هي مجموعة من المعلومات التي يتلقاها المتعلم من خلال السمع أو الرؤية أو الشعور، وهذه المعلومات لا تشبه الناتج النهائي ولا تشبه الاستجابات التي يتلقاها المتعلم، ولكنها تؤثر على المتعلم بطرق مختلفة، كما يلي:

  • تزيد الأعمال أو السلوكيات التي ينتجها المتعلم من قوة العمل التي يقدمها، ويعمل التغيير في السلوك على تعزيز القوة الكلية للعمل المقدم.
  • تقدم التغذية الراجعة معلومات معينة يمكن استخدامها فيما بعد تعديل العمل أو تصحيحه، مما يدفع المتعلمين إلى تنويع المفردات المستخدمة، وتجنب التكرار بحيث إنها تقدم معلومات يمكن استخدامها لتوجيه التغير، ويمكن تصنيف التغذية الراجعة التصحيحية والتغذية الراجعة المؤكدة على أنها راجعة إخبارية
  • تعزز المشاعر وتساهم في زيادة مشاعر الفرح والسرور أو الحزن والألم لدى المتعلم.

أهداف التغذية الراجعة

تهدف التغذية الراجعة إلى تحقيق مجموعة من المقاصد والتي تتمثل في:

  • يجب التركيز على التأكد من صحة فهم المتعلم وأدائه، وتكرار الممارسات الجيدة وتجنب السلوك السيئ.
  • تهدف هذه الطريقة إلى زيادة الشعور بالخوف والخجل والسلبية تجاه الأفعال التي يجب تجنبها.
  • يتم توجيه الطلاب ليكتشفوا بأنفسهم المعلومات التي يمكن استخدامها لتحسين أدائهم وتصحيح معلوماتهم، ويُعرف هذا باسم التغذية المرجعية السليمة.
  • تقديم المعلومات التي تساعد على تصحيح الأفكار الخاطئة وتعزز فهم وسلوك أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى