امراض جلديةصحة

امراض المناعة الذاتية الجلدية

هناك العديد من الأمراض الجلدية المناعية الذاتية التي يمكن أن تصيب الإنسان في مختلف مراحل العمر، فلا يتوقف الإصابة بها على الأشخاص الكبار دون الصغار والعكس، وعندما يصاب الشخص بأي نوع من هذه الأمراض المتعددة، يسارع إلى البحث عن علاج لها ومحاولة فهم جميع التفاصيل والمعلومات حول الأسباب التي أدت لإصابته بهذا المرض، لكي يتمكن من التغلب عليه والشفاء منه وتجنب الإصابة به مرة أخرى.

جدول المحتويات

امراض المناعة الذاتية الجلدية

مرض المناعة الذاتية هو عبارة عن الحالة التي يقوم بها جهاز المناعة بمهاجمة الجسم عن طريق الخطأ، حيث إنه عوضاً أن القيام بمحاربة البكتيريا والفيروسات يقوم بمهاجمة أعضاء الجسم وكأنها جسم كبير وعليه التصدي إليه فيقوم بإطلاق البروتينات المعروة علمياً بالأجسام المضادة مما يجعلها تهاجم الخلايا السليمة بالجسم ومنها الخلايا الجلدية.

الصدفية

هي أحد أمراض المناعة الجلدية الذاتية المزمنة التي ينتج عنها التراكم السريع لخلايا الجلد مما يترتب عنه تقشر سطحه، ومن الأعراض الدالة على الإصابة بها الاحمرار والالتهاب والحكة ولكن تلك الأعراض ليست مؤكدة وتحدث في غيرها من الأمراض الجلدية الأخرى، بينما الأعراض المؤكدة تتمثل في القشور الفضية أو البيضاء والتي تتطور إلى بقع سميكة حمراء والتي تنزف وتتشقق في بعض الأحيان.

تظهر الصدفية في مناطق مختلفة من الجسم مثل اليدين والقدمين والرقبة وفروة الرأس والوجه ، وأحيانا يمكن أن تؤثر على الفم والأظافر والمنطقة التناسلية. ووفقا لإحدى الدراسات الحديثة ، يعاني حوالي سبعة ملايين شخص من الصدفية في الولايات المتحدة الأمريكية ، وترتبط هذه الحالة ببعض الأمراض مثل داء السكري من النوع الثاني ، وأمراض القلب ، والقلق والاكتئاب ، والتهاب المفاصل الصدفي ، والتهاب المعدة.

ولمن يتعامل مع شخص مصاب بالصدفية فإنه يصاب بالقلق حيال العدوى ولكنها لا تعد من قبيل الأمراض الجلدية المعدية، وعلى الرغم من محاولات البحث المضنية من قبل الأطباء على أسباب الإصابة فلم يتم التوصل إلى سبب محدد ولكنهم أرجعوا ذلك إلى عاملين رئيسيين أولهما الوراثة والثاني نظام المناعة أي الجهاز المناعي بالجسم.

الجدري

الجدري هو مرض جلدي معد ينتمي إلى أمراض المناعة الذاتية والذي أصاب آلاف البشر على مر العصور وكان مرضا خطيرا ومميتا، ولكن تم القضاء عليه في عام 1980 بعد حملة تحصين عالمية غير مسبوقة ضده. وتم حفظ عينات من الفيروس للأغراض البحثية، مما أثار مخاوف حول استخدامه في الحروب البيولوجية.

تظهر عادة أعراض الإصابة الأولى بالجدري بين عشرة إلى أربعة عشر يوما بعد الإصابة، وفي فترة الحضانة لا يعاني المريض من أي أعراض ولا ينقل العدوى للآخرين. وبعد انتهاء فترة الحضانة، تبدأ الأعراض المصاحبة للجدري في الظهور وهي مشابهة لأعراض الإنفلونزا، وتشمل الحمى والصداع والإرهاق والآلام الشديدة، وقد يحدث القيء.

بعد ظهور تلك الأعراض السابقة أو بعضها، تبدأ البقع المسطحة الحمراء في الظهور على اليدين والوجهين، الذراعين والظهر أيضا، وفي خلال يوم أو اثنين تتحول تلك البقع إلى بثور صغيرة ممتلئة بسائل شفاف ومن ثم يتحول إلى صديد وفي خلال ثمانية أو تسعة أيام تبدأ في التساقط تاركة ندوب محفورة وعميقة، وتنتقل العدوى به من خلال التلامس المباشر بين المصاب وشخص سليم، أو ارتداء الملابس الغير نظيفة الخاصة بالمريض، ويتمثل العلاج في اللقاح الذي يقضي على الفيروس، وحين يتم تطعيم الطفل باللقاح منذ الصغر تقل احتمالات إصابته بالجدري وحتى وإن أسيب تكون الأعراض بسيطة ويشفى المريض من تلقاء نفس.

الاكزيما

تشير الإكزيما إلى حالة الجلد التي يظهر فيها بقع حمراء ملتهبة ومصاحبة للحكة، وفي الوقت نفسه يتغير ملمس المنطقة المصابة ويصبح خشنا ومتشققا. يستخدم مصطلح الإكزيما لوصف حالة التهاب الجلد التأتبي، والتي يصاب بها الأشخاص أحيانا نتيجة لتناول بعض الأطعمة التي يكون المرء حساسا لها، مثل منتجات الألبان والمكسرات.

كما يوجد بعض العوامل البيئية التي قد ينتج عنها الإصابة بالإكزيما مثل التعرض إلى حبوب اللقاح أو الدخان، وعلى الرغم من محاولات البحث المضنية حول علاج لها لم يتم التوصل إلى علاج جذري ولكن قد يتم الحصول على علاج يقلل من الأعراض ويعمل على علاج الجلد التالف، والتي لا تعد من قبيل الأمراض الجلدية المعدية.

فيروس هربس

فيروس الهربس البسيط (Herpes Simplex) يحمل الـ DNA البشري ويعتبر الإنسان الوحيد الذي يستضيف هذا الفيروس. يتكون من نوعين؛ أحدهما فيروس الهربس البسيط من النمط 1 (HSV-1) والآخر فيروس الهربس البسيط من النمط 2 (HSV-2). يتشابهان في الأعراض ولكنهما مختلفان، ويمكن أن يصيبا أي جزء من الجسم، ولكن الأماكن الأكثر شيوعا للاصابة هي الفم والأعضاء التناسلية.

عادة ما يصيب الهربس الأطفال أو الإناث بشكل رئيسي، ويظهر على شكل تكيسات والتهاب أو ندوب في المنطقة المصابة. يتمثل النوع الأول من الهربس في الإصابة بالهربس، ويمكن أن يؤثر على الأعضاء التناسلية عن طريق الاتصال الجنسي. لم تتوافر حتى الآن إحصائيات دقيقة تحدد مدى انتشاره في بلد معين مقارنة بآخر. ومع ذلك، أشارت الدراسات إلى أن الهربس من النوع الثاني لم ينتشر بشكل كبير في البلدان العربية. وبناء على ذلك، تم تصنيفه كأحد الأمراض المعدية.

أمراض المناعة الذاتية والحمل

في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي الحمل للنساء المصابات بأمراض الذاتية قبل الحمل إلى تحسن أعراض المرض، مثل تحسن حالة التهاب المفاصل الروماتويدي، وذلك على الرغم من أن المصابات بهذا المرض واللواتي يشعرن بالخوف والقلق حيال أطفالهن يلدن عادة أطفالا أصحاء.

في بعض الأحيان، يمكن أن يتعرض الجنين أو الأم للخطر بسبب شدة المرض أو نوعه، ويزداد الأمر سوءًا عندما تحتاج المريضة إلى تناول أدوية وعقاقير لمقاومة المرض المناعي، والتي قد تسبب آثارًا جانبية تضر بالجنين، ولذلك يجب استشارة الطبيب المختص قبل استخدام هذه الأدوية.

أشارت دراسة علمية نُشرت في عام 2009 إلى التأثيرات المختلفة التي قد تحدث للحامل نتيجة إصابتها بمرض المناعة الذاتية، والتي قد تزداد سوءًا في حالة إصابتها بمرض الذئبة الحمراء، وهو أحد أمراض المناعة الجلدية الذاتية.

أمراض المناعة الذاتية عند الأطفال

نادرا ما تحدث أمراض المناعة الجلدية الذاتية لدى الأطفال، وعند الإصابة بها يصعب تشخيصها وعلاجها، لأن العديد من الأمراض المناعية صعبة العلاج. لذلك، عند اكتشاف إصابة طفل بمثل هذا المرض، يتم تحديد درجة الإصابة ويستخدم الأدوية والعقاقير الغير ستيرويدية المضادة للالتهابات لتخفيف الالتهاب والتورم والحكة، وتخفيف الألم الناتج عنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى