امثلة من واقعنا على ” الكبت الاجتماعي “
الكبت هو نوع من آليات الدفاع النفسي التي تتضمن الحفاظ على بعض الأفكار أو المشاعر داخل العقل اللاواعي، ويهدف هذا النوع من الدفاع إلى منع أو تقليل القلق عن طريق الاحتفاظ بالرغبات أو الأفكار غير المقبولة من العقل الواعي.
تتضمن هذه العملية دفع الأفكار المؤلمة أو المزعجة إلى اللاوعي للبقاء غير مدركين لها، وقد تم تحديد المفهوم ووصفه لأول مرة بواسطة سيغموند فرويد، الذي اشتهر بتطوير التحليل النفسي.
من المهم أن نلاحظ أن القمع هو أكثر من مجرد تجنب مشكلة أو محاولة عدم التفكير في الأمر. القمع الحقيقي، من وجهة نظر فرويد، ينطوي على إخفاء شيء تماما عن الوعي الواعي، وعندما يتم قمع الفكر أو الشعور أو الرغبة، فإنه لا يعلم بوجوده. ومع ذلك، قد تستمر هذه المشاعر الخفية في التأثير على سلوكياتك وعلاقاتك.
العقل الواعي
عندما نتحدث عن الوعي المتمثل في “قمة الجبل الجليدي“، فإننا نشير إلى حقيقة أن جزءا صغيرا فقط من الجبل الجليدي هو المرئي، ويتمثل الوعي في جميع الأفكار والمشاعر والذكريات التي ندركها حاليا أو التي يمكننا أن ندعوها إلى الوعي.
العقل اللاواعي
يوجد تحت سطح الماء جزء هائل من جبل الجليد الذي يظل مخفيًا عن العين، مثلما يمثل الجليد الموجود تحت الماء الجزء اللاواعي من العقل، حيث يتم تخزين الذكريات والأفكار والنبضات اللاواعية.
يعتقد فرويد أن العقل اللاواعي له تأثير قوي على الشخصية ويمكن أن يؤدي إلى ضغوط نفسية، حيث قد لا نكون على دراية بما يتواجد في اللاوعي، ولكن محتوياته لا تزال تؤثر على السلوك بطرق مختلفة.
بينما كان يعمل على مساعدة المرضى في الكشف عن مشاعرهم اللاواعية، اكتشف فرويد أن هناك بعض الآليات في العمل تقاوم هذه الجهود بفعالية للحفاظ على الأفكار غير المقبولة مخفية. وأطلق على هذه العملية اسم الكبت، معتقدا أنها تلعب أحد الأدوار الأكثر أهمية في النفس البشرية، حتى أنه أشار إلى أن الكبت هو “حجر الأساس الذي يقوم عليه التحليل النفسي بأكمل.
الكبت كانت أول آلية دفاعية تم تعريفها من قبل فرويد، وعدت الأهم بنظره. واعتمدت عملية التحليل النفسي الكاملة لفرويد على فكرة جلب المشاعر اللاوعية إلى الوعي يمكن أن يؤدي إلى تخفيف الضيق النفسي.
حالات الكبت
يشير المصطلح الكبت الأساسي إلى إخفاء المواد غير المرغوب فيها قبل وصولها إلى الوعي، وتحدث هذه العملية دون وعي تمامًا، وعلى الرغم من أن المعلومات قد تكون مخفية عن الوعي، فإنها قد تظهر في بعض الأحيان في شكل متخفٍ داخل الوعي.
– يحدث القمع السليم عندما يكون الشخص على علم بالمواد المكبوتة ولكن يحاول عمداً إزالتها من الوعي ، و تشير بعض الأبحاث إلى أن بعض حالات القمع يمكن تفسيرها من خلال النظر في بعض عمليات الذاكرة ، لقد دعم البحث فكرة أن النسيان الانتقائي هو إحدى الطرق التي يمنع بها الناس الوعي بالأفكار أو الذكريات غير المرغوب فيها.
يمكن إحداث نسيان لبعض الذكريات عن طريق الاسترجاع، مما يؤدي إلى نسيان الذكريات الأخرى، ولذلك، قد تجعل تكرار بعض الذكريات الأخرى أقل تأثيرا على الوصول إليها، مثل نسيان الذكريات المؤلمة أو الغير مرغوب فيها عن طريق تذكر الذكريات الإيجابية.
الكبت الاجتماعي و امثلة له
الكبت يشمل أيضا الكبت الاجتماعي، وهو النوع الذي يمارسه المجتمع من خلال المعتقدات والأفكار التي تورث بين الأجيال، وتشمل هذه المعتقدات، على سبيل المثال، تجريم المرأة إذا تعددت زيجاتها، وعلى الرغم من أن هذا هو شرع الله، إلا أن المجتمع ينظر إليها بنظرة دونية، وهذا يختلف عن الرجل.
– تعدّ أشكال الكبت الاجتماعية التي يتعامل بها المجتمع مع المرأة بأنّها أقل شأنًا من الرجل واحدةً من هذه الأشكال، حيث لم تكن المرأة مسموحًا لها بالعمل في بعض الوظائف وحتى التعبير عن مشاعر الحب لأحد، وحتى رفع صوتها أصبح عيبًا.
– من ناحية اخرى نجد الكبت الموجه للرجل ، ذلك الشخص الذي يرفض المجتمع ان يراه يبكي منذ نعومة أظافره ، و نسمع كثيرا كلمة الرجل لا يبكي و كأنه انسان مجرد من المشاعر ، و هذه المكتوبتات تخرج في صورة غضب و ارتفاع للصوت في اوقات غير مبررة ، و يرجع ذلك تنيجة كبت الرجل لمشاعره، و هناك العديد من الصور الأخرى المشابهة لذلك.