امثلة الاعتدال في الاكل والشرب
الاعتدال في الأكل والشرب
الاعتدال السلوكي هو المسار الذي يجب أن يسلكه الإنسان في تناول الطعام واللباس والسلوك. إنه توازن معتدل يجمع بين الاعتدال في الأكل والرفاهية والشفقة، وبين البؤس والرفاهية. تم ذكر هذا النظام الغذائي المعتدل في القرآن الكريم عدة مرات، وهناك آيات قرآنية توصي بالاعتدال في تناول الطعام. قال الله تعالى: `وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين` [الأعراف: 31]. فالمسلم العاقل هو الشخص الذي لا يجعل حياته تتحول إلى مجال المنافسة في تناول الطعام بدلا من العبادة. يجب عليه التأكد من أن مائدته متنوعة وألا يسرف في الأكل، أي ألا يتناول كمية زائدة تتجاوز طاقته. ولن يأكل كل ما يوضع أمامه، لأن النفس البشرية لديها طاقة إشباع محدودة لا يمكن تجاوزها، مما يدفعه لوضع بقايا الطعام في سلة المهملات والحفاظ على أحلامه من أجل الله ومساعدة المحتاجين، لتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي.
يسمح الإسلام العظيم للناس بالاستمتاع بالطعام اللذيذ من نظامهم الغذائي، ولكن ليس بالإسراف، فيما يتعلق بالمشروبات الجيدة والمسموح بها. حذرنا رسولنا الكريم من الاعتدال في الطعام والشراب، حيث قال: “ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه”. هذا يعني أنه علينا أن نتجنب الأكل الزائد وأن نخصص ثلثا للطعام وثلثا للشراب وثلثا لأنفسنا. بهذه الطريقة، نحافظ على صحتنا ونكون معتدلين في تناول الطعام والشراب. المسلم الحكيم هو الشخص الذي يأكل ويشرب بما يجعل جسده قويا ليؤدي واجباته في الحياة ويتبع نظاما طبيا سليما، حتى لا يتعرض للأمراض التي قد تعطله عن طاعة الله. يجب عليه أيضا تجنب المشروبات الضارة والممنوعة التي تؤثر على جسده وسلوك الآخرين، وبذلك يكون قد حافظ على صحته واتبع تعاليم الإسلام الحنيف وتوجيهات رسول الله.
أمثلة على الاعتدال في الاكل والشرب
وإذا سألت نفسك كيف يكون الاعتدال فبذلك ترجع إلى احاديث الرسولﷺ ، و نبينا الكريم قد اعطانا أهم ، الأمثال في الاعتدال في تناول الطعام والشراب في حديثه صلى الله عليه وسلم: “مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكَلاتٌ يُقِمْنَ صلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لا مَحَاَلَةَ، فَثُلُثٌ لطَعَامَهِ، وَثُلُثٌ لشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لنَفَسِهِ” وبذلك يكون قد اعطانا أهم مثال في كيفية الاعتدال في الأكل والشرب.
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن نمتنع عن تناول الطعام حتى نشعر بالجوع، وإذا شبعنا لا نشعر بالشبع، لأن الطعام يستغرق من ثلاث إلى أربع ساعات للهضم. وذكرت القيم في كتاب `الطب النبوي` أن أفضل طعام هو الملين الخفيف والمقوي للمعدة. وتشير الأبحاث العلمية الحديثة إلى أن السمنة الناتجة عن تناول الطعام بشكل مفرط هي واحدة من أخطر الأمراض الموجودة اليوم، حيث تسبب العديد من الأمراض التي تهدد حياة الإنسان وتؤدي إلى وفاته، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والنقر.
الاعتدال والتوازن في الإسلام
للشريعة الإسلامية منهج إلهي شامل، يتميز بعدة صفات منها التوازن والاعتدال، ولا يوجد في الإسلام أي إفراط أو تهاون أو تقصير أو تشدد، ولكن يتميز بأسلوب الوساطة المختلف عن تعاليم الإسلام. وتسعى الدول الإسلامية إلى تحقيق التوازن بين احتياجات النفس والجسد، حيث جاء في الكتاب الكريم: {وكذٰلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} [البقرة: 143].
لا شك في أن الإسلام دين وسطية، دين يحرص على الاسترخاء والاستقرار، فلا يوجد به مشاكل أو صعوبات، ولا يثقل كاهل الناس. يوازن الإسلام بين حاجات الجسد والروح، وبين الدين والدولة، والفرد والمجتمع، وبين الهدف والوسائل، ويجمع بين الجديد والقديم، وبين الاجتهاد والتقاليد، ويتفاعل مع المجتمع البشري. يتميز الإسلام بأنه متحد على اختلاف ألوانه الدينية والانتمائية، ولا يفرق ولا يشجع ولا ينفر ولا يقترب، ويتحد في تعامله مع المجتمع البشري.
والوساطة تعني ضمان المعرفة والثقافة الوطنية والدفاع عن وحدة الشعب والتوحيد بين الأطراف المتنازعة على جميع المستويات، سواء في المعتقدات والعبادة والتجارة والأخلاق والطعام واللباس والاهتمام بالنفس والجسد والدين والعالم والفتوحات والحروب وكيفية التعامل مع البشر. يتجلى فيه المسلمون العدل والاعتدال في جميع جوانب حياتهم وأرواحهم، حتى تجاه أعدائهم وخصومهم الأكبر سنا، وشهد أعداؤهم عدالة هذا الدين واعتداله.
خطورة الإسراف في الأكل والشرب
هناك الكثير من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض الصحية عند تناول الطعام بشكل مفرط، حيث يشير بعض الاخصائيين إلى خطورة الإفراط في تناول الطعام والعوامل التي تؤدي إلى ذلك
إفراط التغذية هو السبب الأساسي للسمنة، والتي يمكن أن تؤدي إلى تصلب الشرايين وأمراض القلب ودهون الكبد وحصى المرارة وارتفاع مستويات السكر ودوالي الأوردة والنوبات القلبية والتهاب المفاصل في الركبة والروماتيزم وارتفاع ضغط الدم والأمراض العقلية وبعض الآثار الاجتماعية المترتبة على الأشخاص، ويعتبر كل ذلك نتيجة الإسراف والتبذير.
حيث يقول بعض كبار الأطباء:
(من يرغب في جسم سليم فليقلل من الطعام والشراب، ومن يرغب في قلب سليم فليتجنب الخطيئة).
وفيما يتعلق بالإسراف في الطعام، ذكر ثابت بن قرة: `راحة الجسم في قلة الطعام، وراحة الروح في قلة الآثام، وراحة اللسان في قلة الكلام`.
حيث أن الرغبة في الإسراف في الأكل والشرب من أكبر حالات القتل ، وهي أيضًا سبب لكثير من أمراض القلب والجسم والآفات والأمراض ، تليها الرغبة في الفرج ، ثم الرغبة في الثروة والثروة ، من أجل تحقيق وهاتان الرغبتين ، الناتج عن التركيز على العالم ، حيث يحرر نفسه من أمراض النفاق والغيرة والغرور والغرور في القلب ، وهذا غالبًا يجعل العالم أكثر شرا وفسقًا ، كل ذلك بسبب هذه الرغبة ، وقد قال العرب في ذلك ، أن المعدة هي مصدر المرض ، والنظام الغذائي الصحيح هو طريقة الصحيح للبعد عن الأمراض.
وهذا يعطينا درسا في الطريقة التي يجب أن نتبعها للحصول على حياة سليمة وصحية وأكثر راحة، حيث إن تناول الطعام بكثرة يسبب اضطرابات خطيرة في الجهاز الهضمي من البداية إلى النهاية، ويؤدي دائما إلى شكاوى وتوتر وقلق واضطراب المرضى لزيارة عيادات مختلفة، أما الاعتدال في تناول الطعام، فإنه يحقق الصحة والسعادة، حيث ينقي العقل ويعزز الوعي، فالشبع يمكن أن يسبب السمنة وعدم وضوح الذهن، ومن الحكمة أن الشخص يكون جائعا فتكون أفكاره أكثر وعقله وذكائه أكبر.
أحاديث عن الإسراف في الطعام والشراب
من بين الصفات المنكرة التي يحرمها الشرع الإسلامي هي الإسراف، وسنستعرض بعض الأحاديث التي تحث على تجنب الإسراف
- روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ذكر الإمام البخاري في حديثه أن أول بلاء حدث في الأمة بعد نبيها هو الشبع، حيث إن الناس عندما يشبعون تسمن أجسامهم وتضعف قلوبهم وتكثر شهواتهم.
- نهانا رسولنا الكريم عن الإسراف، وذلك بحسب بعض الأحاديث النبوية الشريفة التيتضمّنت قوله: (من الإسراف أن تأكل ما اشتهيت).
- في بعض الأحاديث الأخري لنبي الله سيدنا محمد ﷺ يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٍ يُقِمْنِ صُلْبَهُ ، فَإِنْ كَانَ لاْ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعامِهِ ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ ) رواه الترمذي.