الولادة الطبيعية بدون ألم
تعريف المخاض ( أو ما تسمى بعملية الطلق) :
المخاض هو فترة الساعات التي تسبق الولادة , و ما يتضمنها من الالآم و تقلصات في الرحم و له ثلاثة أشكال و ينتهي المخاض بعملية ولادة الطفل. دائماً يتوافق المخاض خلال فترة الولادة مع درجات مختلفة من الألم , والآلآم المخاض و الولادة تكون ناتجة من تقلصات في الرحم من جهة واتساع عنق الرحم من جهة أخرى .
تختلف شدة المخاض والولادة لدى الأمهات حسب العديد من العوامل المرتبطة بالبيئة واستعداد الحامل نفسيا، بالإضافة إلى نضجها الفكري وثقافتها ووضعها العائلي. كلما كانت الأم متحمسة لقدوم المولود وارتفع مستوى وعيها الاجتماعي، كان المخاض أسهل والولادة أقل ألما .
هناك مؤسسات خاصة في الدول الغربية والأمريكية تقدم دورات مجانية خاصة للحوامل وأزواجهن، حيث يتم شرح مراحل الولادة والمخاض المختلفة ودور الحامل المخاضي في كل منها. تركز هذه الدورات على كيفية التعامل مع آلام التقلصات لتقليل الخوف وتعزيز الروح المعنوية، وتتدرب النساء في هذه الدورات على تقنيات تخفيف آلام المخاض وآلام الولادة، من خلال استخدام تقنيات التنفس العميق المرتبطة بعملية الاسترخاء. وبالتالي، فمن النادر أن تحتاج الأم الحامل لاستخدام المسكنات بعد حضور هذه الدورات وقراءة الكتب المتعلقة بالحمل والولادة .
طرق تسكين و تخفيف الالآم الولادة و عملية الطلق : يمكن تصنيف طرق تخفيف ألم المخاض والولادة إلى طريقتين: التسكين والتخدير، ويساعد التسكين على تخفيف شدة الألم دون فقد الوعي، على الرغم من أنه لا يزيل الألم بالكامل، بل يخفف من حدته. أما التخدير فهو يزيل الألم تماما ويمكن الحفاظ على الوعي أو فقدانه حسب نوعية التخدير.
تحدد نوعية الطرق المستخدمة لتخفيف ألم الأم خلال الولادة وفقا لاحتياجاتها وتختلف درجتها اعتمادا على شدة الألم. تختلف درجاتها أيضا بناء على الأدوية المتاحة واعتقادات وخبرات الطبيب وحالة الولادة وحالة الأم خلال الولادة.
أولاً : تخفيف آلام الولادة والمخاض باستخدام المسكنات العامة: يتم إعطاء المسكنات العامة لتخفيف آلام الولادة والمخاض عن طريق الحقن في العضل أو الوريد، وتقلل من شدة الألم دون إزالته بالكامل مع الحفاظ على وعي الأم أثناء الولادة، على الرغم من أنها قد تقلل أحيانا من قدرة الأم على التركيز العقلي، وعلى الرغم من ندرة الآثار الجانبية، قد تؤثر أحيانا على حركات الوليد وقدرته على التنفس، مما يستدعي استشارة الطبيب قبل استخدامها، ويتولى الطبيب المولد وطبيب التخدير تحديد نوع المسكنات المناسبة لذلك.
ثانياً: يمكن التخفيف من آلام الولادة والمخاض باستخدام التخدير الاستحيائي الذي يشمل منطقة الحوض بأكملها، ويساعد في تسهيل عملية انقاذ الجنين وإجراء الخزع والترميم، ويستخدم خاصة عند الحاجة لمساعدة الولادة باستخدام ملقاط الجنين أو المحجم الولادي، ولا يوجد لهذا التخدير تأثيرات جانبية مذكورة .
ثالثاً : تخفيف الألم أثناء الولادة والمخاض باستخدام التخدير الموضعي لمنطقة الفرج، حيث يتم تخدير المنطقة المتضمنة في منطقة الفرج فقط. يقوم التخدير بإزالة الشعور بالألم أثناء العملية وإصلاحها، وهو آمن وخال من التحذيرات .
رابعاً : تقلل التخدير الجزئي بواسطة إبرة في أسفل الظهر من آلام الولادة والمخاض. يتم حقن مادة مخدرة في الفراغ المحيط بغلاف النخاع الشوكي حيث توجد جذور الأعصاب الحسية تحت الظهر، ويزيل الشعور في نصف الجسم السفلي دون التأثير على وعي الأم المخاض خلال الولادة.
في هذه الطريقة من التخدير الجزئي، يتم وضع قسطرة دقيقة في الفراغ المذكور أسفل الظهر، ويتم حقن المادة المخدرة بشكل تدريجي عندما يعود الألم، ويزيل هذا التخدير الآلام والتقلصات بشكل كامل، مما يسمح باستخدامه لإجراء العمليات القيصرية أيضًا .
يعد التخدير الجزئي حول النخاع الشوكي فعالًا للغاية، ويستخدم على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا .
خامساً: تخفيف آلام الولادة والمخاض بواسطة التخدير الكلي: هو إزالة الألم بشكل كامل وفقدان الوعي للمخاض باستخدام أدوية عبر الوريد أو تنشيط غازات مخدرة، ويستخدم نادرا وخاصة في حالات النزيف المفاجئ. وأحد التحذيرات الهامة له هو إفراغ المرأة المعدة إذا لم تكن فارغة، مما يمكن أن يؤدي إلى وصول بعض المواد إلى القصبات الهوائية والرئتين، وهو خطر شديد. ولكن تجربة الطبيب المخدر الماهر تمكنه من التحكم في ذلك وعدم حدوثه.