الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة على الطريقة الصينية
في الطب الصيني (CM)، هناك العديد من الكتب التي تتحدث عن التجارب السريرية في علاج الاكتئاب والاضطرابات النفسية/الصحة النفسية. وتهدف جميعها إلى فهم كيفية التعامل والأهمية الكبرى في منع اكتئاب ما بعد الولادة، والذي يأتي بشكل أساسي من فهمنا لوظائف أجهزة الجسم البشري والترابط المعقد بين عقولنا وعواطفنا وأجسادنا. وفيما يلي نظرة شاملة على طريقة الطب الصيني في علاج اكتئاب ما بعد الولادة.
الاكتئاب والدم : في الطب الصيني، تعرف العناصر العقلية والعاطفية والمعرفية باسم `شين`، والتي تترجم في الغالب إلى روح العقل أو الوعي. ويقال أن القلب هو المكان الذي يتواجد فيه `شين`، ويرتبط ذلك بدوره في الدورة الدموية وإنتاج الدم. وبالتالي، فإن صحة `شين` لدينا مرتبطة بشكل وثيق بجودة وصحة الدم. خلال فترة الحمل، يحتاج الجسم إلى كمية كبيرة من `تشى` والدم من الأم لتغذية الجنين ودعم نموه وتطوره. وبالتالي، تزداد احتياجات الأم لهذه المواد الحيوية.
وأثناء الولادة، تتطلب الأم قدرا كبيرا من تشى، وهو الطاقة التي تحتاجها الأم في وقت الولادة لجلب المولود الجديد في العالم. وهذا قد يؤدي إلى درجة من نقص نمو التشى لدى الأم، وعادة ما يكون هناك درجة من فقدان الدم أيضا، مما قد يؤدي إلى درجة من نقص الشيويه أيضا. وكما يقال فإن الرضاعة الطبيعية تستنزف (جوهر) الشيويه ، كما يتم إنتاج حليب الأم من هذه المواد الحيوية أيضا (والذي هو السبب في بعض الأحيان مشاكل الرضاعة الطبيعية والتي يمكن معالجتها بسهولة عن طريق تغذية الشيويه أي : عناصر العقل والعاطفة والمعرفة لدى الأم ). فإذا كان هناك درجة من تشى و / أو نقص الشيويه، فهذا قد يؤدي إلى مظهر من مظاهر العلامات والأعراض التي تعادل ما يسمى اكتئاب ما بعد الولادة في الغرب: ألا وهي انخفاض المزاج، والشعور العام بالضيق والتعب، الخ
ويمكن استخدام أحدهما أو كليهما من العلاج بالوخز بالإبر و / أو الأدوية العشبية، ويمكن للطبيب استخدام طريقة الطب الصيني بسهولة في بناء مستويات الأم من تشى / شيويه لرفع روحها حرفيا والسماح لها بالحصول على مهمة رعاية ومحبة طفلها حديث الولادة ، وهذا في حد ذاته يقوم بتوفير الأسس اللازمة لصحة جيدة والسعادة في الأطفال.
الاكتئاب بعد الولادة والبرود
وهناك جانب آخر وهو غالبا ما ينظر سريريا، لاسيما وأن معظم الأمهات يلدن في المستشفيات، وهذا هو نمط يشار إله باسم الغزو البارد من الرحم. حيث يقال أنه أثناء الولادة تقوم الأم ‘بفتح’، و توجيه كل الطاقة الموجودة بداخلها من أجل السماح للطفل بالتوجه إلى خارج الرحم ، ويؤدي ذلك في النهاية إلى استنزاف التشى، ويقال أن الغزو بالارد للجسم والنزول في الرحم يُحدث تصلب في تدفق الشيويه خلال الجسم، ومنع القنوات، ومنع تدفق تشى وإلحاق أضرار بصحة الم النفسية مما يؤدي إلى الاكتئاب .ويحدث أكثر من ذلك إذا تطلبت الولادة بعض التدخلات الجراحية مثل عملية قيصرية أو ملقط (الباردة أدوات الفولاذ المقاوم للصدأ).مرة أخرى، يتم التعامل مع هذه الآثار هذا بسهولة مع الوخز بالإبر، والكى (تطبيق الحرارة باستخدام أدوات الطب الصيني)، والأدوية العشبية.
الوقاية من الاكتئاب بعد الولادة
يقوم الطب الصيني بشكل أساسي على العمل على الوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة. ويمكن علاج نقص التشي بوسائل بسيطة من خلال الرعاية الجيدة أثناء فترة الحمل بالتعاون مع طبيب موثوق به وتركيز الرعاية الصحية الأولية على الوخز بالإبر للأم بصفة فردية وتلبية احتياجاتها الفردية. وقبل الولادة في الثلث الأخير من الحمل، يبدأ ممارس الطب الصيني في تجهيز الأم وجسدها للولادة وزيادة تدفق التشي (لمنع انخفاضها وتجنب حالات الاكتئاب الشديدة). كما يشمل العلاج خلق شعور بالسلام والهدوء، بالإضافة إلى توفير الحالة العاطفية والعقلية الملائمة من خلال طقوس الولادة، ومنع حدوث اكتئاب ما بعد الولادة.
يعمل الطب الصيني على منع الحاجة إلى التدخل الطبي والجراحي من خلال العمل في هذا المجال، مما يؤدي إلى الوقاية من غزو الرحم البارد وتصلب تدفق التشى والشيويه.
يمكن أن تساعد حقن الإبر والبرمجة اللغوية العصبية مع الاكتئاب بعد الولادة
فعلى الرغم من أن الوخز بالإبر قادر بالتأكيد على مساعدة الجوانب الفسيولوجية في بناء التشى والشيويه، وتهدئة الشين ومواءمة العواطف، إلا أن هناك طرقا أخرى تعمل جنبا إلى جنب مع الطب الصيني للمساعدة في تهيئة الأم عقليا وعاطفيا للولادة والأمومة وكيفية العناية بالأطفال حديثي الولادة. وقد وجد العلماء أن البرمجة اللغوية العصبية فعالة بشكل خاص وسريع في التخلص من حواجز فقدان الوعي وتغيير السلوكيات والمواقف المتعلقة بتقدير الذات والثقة، وغيرها.
البرمجة اللغوية العصبية هي أداة علاجية غير لامعة لأنها تعمل على مستوى اللاوعي لإعادة برمجة الأنشطة العصبية التي تؤدي إلى السلوكيات غير المفيدة، وفي الوقت نفسه تساعد في بناء الموارد والسلوكيات التي تساعدك على الاسترخاء والتفكير بوضوح لتحقيق ولادة صحية، إذ أن التوتر والاكتئاب لدى الأم قبل الولادة يمكن أن يزيد من خطر انخفاض وزن الوليد بعد الولادة (يرجى الرجوع إلى مقالتنا حول العلاقة بين التوتر والإجهاد وخطر انخفاض وزن الوليد بعد الولادة)
اضطراب ما بعد الولادة يعكس التوتر والإجهاد الروحي والعقلي والنفسي، ويمكن الوقاية من حدوث اضطراب ما بعد الولادة بسهولة من خلال استخدام الوخز بالإبر والأعشاب في الطب الصيني، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي لطيف ومغذ، والتعامل بفعالية مع أي مخاوف أو توترات عاطفية قد تؤثر على صحتك الجسدية والنفسية والعاطفية بعد الولادة.