منوعات

الهوية الثقافية السويسرية

كانت سويسرا في البداية مجموعة بلدات صغيرة قريبة من بعضها وغير موحدة، حتى تم تقديمها في المعرض الشهير سيلفيا في عام 1982 كدولة واحدة. يمكن ملاحظة هذا التقسيم في اللغات الوطنية الأربع لسويسرا وتعدد اللهجات الشعبية. وليس هناك فرق جغرافي، فالثقافة في جبال سويسرا ليست نفسها في الوديان الجبلية أو المدن. تتميز الثقافة السويسرية بطابع تقليدي، ولكن مع مرور الوقت تأثرت بالثقافات الأجنبية على السويسريين.

الموسيقى: في سويسرا، الموسيقى ترتبط بالرقص بشكل وثيق، ولذلك لا يعتبر تنظيم حفلات وعروض الرقص أمراً هاماً بالنسبة للسويسريين، ولا يمكن العثور على موقع يعزف فيه الموسيقى بدون وجود عروض راقصة.
تُعَدّ الأكورديون الآلة الموسيقية الأكثر شيوعًا في سويسرا بالإضافة إلى الكمان والكمان الجهير والمزمار. ويتم استخدام آلة القانون أيضًا في بعض المناطق، وقد تم تغيير طبيعة الموسيقى التقليدية القديمة في سويسرا منذ عقود، وتم إضافة العديد من المهارات والألحان من قبل الموسيقيين.

في عام 1545، كانت الموسيقى الشعبية (التصفيق) هي الموسيقى المشهورة بين السويسريين. وتشتهر سويسرا أيضا بموسيقى الفورن التي تعزف على آلة الفورن. كان الفورن في السابق آلة تستخدمها رعاة البقر للتنبيه، ولكنها الآن تستخدم كأداة موسيقية تسود في سويسرا على سائر الآلات. تتميز كل مدينة أو قرية في سويسرا بفرقة موسيقية خاصة بها، ويتجلى ذلك في الحفلات الموسيقية التي تنظمها كل بلد.

الرياضات:يشتهر السويسريون بحبهم للرياضة بشكل عام، وخاصة الرياضات العالمية، ومع مرور الوقت، عادوا بشكلٍ ما إلى الرياضات الشعبية التقليدية.
لم تشتهر الرياضات التقليدية أو المحلية في سويسرا، في حين طغت عدة رياضات دخيلة على الثقافة السويسرية و زاد اهتمام المواطنين بها. تتزايد شعبية بعض المهرجانات الرياضية التقليدية في سويسرا، حيث بلغ عدد زوار مهرجان الألب (ESAF) و المصارعة الحرة حوالي 250 ألف زائر، فأصبح من أهم المهرجانات المنظمة في البلاد.

يتم الحفاظ على نظام الحفل في المهرجانات الداخلية من خلال إذاعات الحفل فقط، ولا يتدخل رجال الأمن في ذلك. وتشتهر سويسرا بعدة رياضات، بما في ذلك ألعاب المصارعة ورمي الأثقال. ويشارك في هذه المهرجانات العديد من الفرق الغنائية وفرق الأكورديون، وهي فرق موسيقية شعبية.

التقاليد الشعبية:هناك العديد من التقاليد الشعبية في سويسرا ذات أهمية بالغة، تتجاوز أهمية أعيادهم الدينية أو الوثنية، وترتبط بتقويم دقيق.
تتفاوت أوقات ومناطق الاحتفال في سويسرا المشهورة بشهرتها طوال العام. بعضها يعود إلى التراث الثقافي القديم والبعض الآخر ظهر في السنوات الأخيرة. تستند هذه الاحتفالات إلى بعض الطقوس التقليدية مثل دق الأجراس خلال موسم زراعة العنب وتسلق جبال الألب في فصل الصيف ومشاركة أقراص الجبن والاحتفال بتناول الخمور. يتمركز معظم الفعاليات الاحتفالية في التقويم السنوي في فصل الشتاء، وذلك لأنها غالبا ما تكون مرتبطة بالزراعة، وهذا يتيح للمزارعين حضور الاحتفالات في الموسم الذي لا يكونون فيه مشغولين كثيرا. بعض الاحتفالات لدى السويسريين مرتبطة بالأرواح الشريرة كجزء من تقاليدهم الموروثة، وتقام لهذه الأرواح كرنفالات ضخمة. وهناك أيضا فعاليات احتفالية مرتبطة بالتاريخ بشكل عام، حيث يحتفل المواطنون بانتصاراتهم العسكرية.

الفنون و الحرف:منذ العصور القديمة، اشتهرت سويسرا بمهارتها في صناعة الساعات، وعلى الرغم من المصاعب التاريخية التي واجهتها، استعادت قوتها وابتكارها في هذا المجال بشكل أكبر مما كانت عليه في السابق.

تعتمد اقتصاد سويسرا بشكل أساسي على صادرات الصناعات، وخاصة صناعة الساعات السويسرية الشهيرة. تتمتع بشهرة كبيرة في مجال الصناعات اليدوية والنسيج. تطورت هذه الصناعة مع مرور الوقت، حيث وجد الحرفيون منهم طريقهم إلى عالم الأزياء والموضة النسائية. تتميز سويسرا أيضا بفن النحت على الخشب ودهان الأثاث والأواني الخزفية. ولكن اليوم، أصبحت السياحة العنصر الأهم في اقتصاد سويسرا، حيث بدأت الحرف التقليدية في الاندثار تدريجيا.

الأطباق الشعبية: لا يوجد تمييز خاص بالمطبخ السويسري يمكن الحديث عنه. فالمكونات المعروفة في الطبخ السويسري قليلة وتشمل الجبن الذائب (فوندي) والمعكرونة (بلير ماجرونين) والشوكولاتة السويسرية. وتختلف المطاعم في سويسرا فيما يقدمونه للزبائن، حيث تقدم بعضها أطباق البطاطس والبعض الآخر أطباق النقانق، وهناك مطاعم تقدم السمك الأبيض وأطباق الذرة. ويشتهر مطعم فالاي بتقديم أطباق الجبن الذائب اللذيذة، والحلوى الشهيرة في إقليم لوسيرن، والنقانق بأشكالها المختلفة. ستجد النقانق في معظم الأطباق السويسرية، حيث تعرف بأنواعها المتنوعة التي تصل إلى 350 نوعا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى