الملك سيجونج الكبير لكوريا
كان الملك سيونج العظيم من أعظم الشخصيات التي حكمت كوريا، كان الحاكم الرابع سلالة جوسون الكورية، لقد كان بطلاً محبوباً لكل الكوريين في هذا الوقت، ويعد خبير تعليمي وخبير استراتيجي عسكري موهوب، وقام الملك سيونج العظيم بالتكليف بإعداد الأبجدية الكورية الصوتية هانغول من خلال مجموعة من العلماء.
على الرغم من وجود معارضة قوية من قبل المسؤولين المتعلمين في هانجا لهذا الأمر، إلا أن الملك أصر وتم إنشاء الحروف الكورية، والتي لا تزال تستخدم إلى يومنا هذا، فالملك سيجونغ كان محبا للعلم والثقافة ولهذا قام بإنشاء مؤسسة للبحث العلمي ومكتبة، وقام بتعزيز الرجال الموهوبين ليأخذوا مناصب كبيرة في حكومته، فتحت رعايته ازدهرت الثقافة والأدب الكوري، وقام بتشجيع ودعم التقدم التكنولوجي في مجال الأسلحة وقام باستخدام المطابع.
سيجونغ العظيم
هو الملك الرابع سلالة جوسون الكورية، وهو الابن الثالث للملك تايجون والملكة القرين مين، وتم تعيينه ليرث عرش أبيه، وهذا بعد أن تم تجريد أخيه الكبير الأمير يانغ يونج من لقب ولي العهد، حيث صعد إلى العرش سن 1418، وخلال السنوات الأربعة الأولى من حكمه، كان تايجون يحكم البلاد كوصي عليه.
عزز سيجونج العظيم من سياسيات الكونفوشيوسية وقام بتنفيذ العديد من التعديلات القانونية، وفرض الهانغول الأبجدي الكوري، وشجع التقدم التكنولوجي العلمي، وقد بذل الكثير من الجهود الأخرى لتحقيق الاستقرار والرخاء لكوريا، كما قاد حملات عسكرية عديدة إلى الشمال وسعى لاقامة سياسة سامين لجذب مستوطنين جدد إلى المناطق الجنوبية، كما اخضع القراصنة اليابانيين واستولى على جزيرة تسوشيما، والتي تعرف باسم جزيرة دايما باللغة الكورية.
يهدف الإعداد لحملة عظيمة تضم أكفاء الجنود إلى الانقضاض على الجزيرة والتغلب على القراصنة الذين تسببوا في رعب وإيذاء عدد كبير من الكوريين والصينيين خلال تلك الفترة، حيث أن الجزيرة كانت مقصدًا للناس للسفر أو الصيد أو لأي غرض آخر.
أسفرت الحملة عن مقتل ما يقارب 150 قرصانًا وإنقاذ 150 ضحية صينيًا و4 أسرى كوريين، وبعد ذلك تعهد تسوشيما بعدم التعرض لأي شخص بأذى مقابل السماح له بإجراء عمليات تجارية مختلفة على الأراضي الكورية.
سيجونج والتعليم
كان الملك سيجونغ ملك كبير ومهم لكوريا وهو أحد الملوك الأوائل الذين استأجروا أشخاص بناء على معرفتهم ومهاراتهم وليس على ثرواتهم وقربهم إليه وأسند إليهم العديد من المهمات، وقد قام الملك سيجونغ بتوسيع التجارة مع الممالك المجاور، بما في هذا اليابان، وشجع العلماء على أن يطوروا التعليم في كوريا، وطور الزراعة وحافظ على صحة الناس.
عندما أصبح سيجونغ ملكا، وجد أن هناك عددا قليلا جدا من الكوريين يستطيعون الكتابة والقراءة، وكان الكوريون يستخدمون الحروف الصينية في الكتابة، ولذلك كان من الصعب على الأفراد في كوريا جميعا فهم القراءة والكتابة، وأراد سيجونغ أن يوفر رعاية أفضل للمتعلمين، حتى يتمكنوا من التواصل بشكل فعال ويصبحوا أكثر تقدما في التكنولوجيا والفنون والعلوم.
وضع سيجونج الهانغول كأبجدية كورية لمساعدة الكوريين على تعلم القراءة والكتابة، وتم تسميتها أجمل الأبجديات في العالم، وهي لغة رسمية مكتوبة في كوريا الجنوبية والشمالية ومنطقة جيلين الصينية القريبة من حدود كوريا الشمالية.
سيجونغ ودين الدولة
مثل غيره من ملوك أسرة جوسون، قام بخطوات للحد من القوة العلمانية ومن ثروة التسلسل الهرمي البوذي، فقد انخفض في عهده عدد الأمراء البوذية الكورية من سبعة إلى اثنين، في سنة 1424 قام بتقييد عدد من المعابد والرهبان المسموح بهم بالبلدان فقمعه للبوذية قلل من المناخ السياسي، كما حاول سيجونغ الذي يؤمن بالبوذية في حياته الخاصة لكي يوازن أيدلوجية الدولة الكونفوشيوسية الجديدة التي تدعو للتسامح والممارسة المستمرة للدين في بعض السياقات الغير رسمية.
حياة سيجونغ الأولى
ولد سيجونغ في السابع من مايو سنة 1397، وهو الابن الثالث للملك تايجون والملكة نجيونغ، إلا أنه حاز على إعجاب جميع أفراد العائلة بسبب حكمته وفضله.
ووفقاً للمبادئ الكونفوشيوسية، كان الأبن الأكبر وهو الأمير يانغ ميونغ هو وريث العرش، ومع هذا فإن سلوكه الوقح في المحكمة تسبب في سحب هذا المنصب منه، وهناك بعض المصادر التي تقول انه قام بهذا الأمر لأنه يظن أن أخيه الأصغر أحق منه بالعرش، أما شقيقه الثاني الأمير هيو يونغ قد أخرج نفسه من الخلافة وأصبح راهباً بوذياً.
عندما بلغ سيجونج سن ال 12، أطلق والده عليه لقب الأمير الكبير تشونغ يونغ، وبعد عشر سنوات تنازل الملك تايجونغ عن العرش لابنه الأمير تشونغ يونغ، الذي سمى نفسه الملك سيجونج.
التطورات العسكرية لسيجونغ
كان الملك تايجونج خبير استراتيجي وعسكري وقائد محنك، واصل التخطيط العسكري أسرة لجوسون لفترة طويلة تصل بعد إنتهاء فترة حكمه لمدة أربع سنوات من حكم ابنه الملك سيجونج، وقد كان سيجونج أيضاً سريع التعلم وقد أحب التكنولوجيا والعلوم بشكل كبير، وقد قام بالعديد من التحسينات في التنظيمات والتكنولوجيا الخاصة بمملكته.
على الرغم من أن البارود كان يستخدم لعدة قرون في كوريا، إلا أن استخدامه في الأسلحة المتقدمة تطور وزاد بشكل كبير في فترة سيجونج، حيث ساعد في تطوير العديد من الأسلحة وظهور أنواع جديدة من المدافع مثل مدافع الهاون، وكذلك سهام النار التي تشبه الصواريخ، والتي تعمل بطريقة تشبه القنابل اليدوية الحديثة والتي تعمل بالدفع الصاروخي.
إنجازات سيجونغ في العلوم والأدب والسياسة
الملك سيجونغ العظيم كان مولعا بالعلوم والتكنولوجيا. دعم العديد من الاختراعات والتحسينات التقنية التي كانت تستخدم في العصور القديمة. شجع على تحسين نوع المعدن المستخدم في الطباعة، والذي استخدم لأول مرة في كوريا قبل 215 عاما على الأقل قبل اختراع يوهانس غوتنبرغ لمطبعته الحديثة المبتكرة. كما قام بتطوير ورق الألياف المستخرج من التوت.
هذا الأمر أتاح صناعة كتب عالية الجودة على نطاق واسع بين الكوريين المتعلمين، كما تضمنت الكتب التي قام سيجونغ برعايتها والاهتمام بها الكتب الخاصة بتاريخ مملكة كوريو المملكة السابقة لمملكة أسرة جوسون، كما أنه قام بالاهتمام بالأدلة الزراعية التي تهدف إلي مساعدة المزارعين في التحسين من الإنتاج.
من بين الأجهزة العلمية التي دعمها الملك سيجونغ، تشمل مقياس المطر الأول والساعات الشمسية والساعات المائية الدقيقة بشكل كبير في هذا الوقت. وبالإضافة إلى ذلك، تضمنت الأجهزة العلمية الخرائط الخاصة بالنجوم والكرات السماوية. كما كان الملك سيجونغ مهتما بالموسيقى واستنبط نظام ترميزيا أنيقا لتمثيل الموسيقى الكورية والصينية، وشجع على تصنيع الآلات التي تحسن من تصميم الآلات الموسيقية المختلفة.
في سنة 1420، قام الملك سيجونغ بإنشاء أكاديمية تضم 20 من كبار علماء الكونفوشيوسية حتى يقدموا له المشورة وكانت تسمى بقاعة الجدارة، وقام العلماء فيها بدراسة القوانين والطقوس القديمة للسلالات الكورية السابقة والصين، وقاموا بتجميع النصوص التاريخية، حتى يتم دراستها والاستفادة منها.