اسلاميات

المفهوم الصحيح للتشدد في الدين

لدينا العديد من الأديان حول العالم، وأتباع كل دين يدعون أنهم على الحق ولديهم الدين الصحيح. ومن الواضح أن ليست جميع الأديان صحيحة أو حقيقية. فالحق واحد ولا يمكن أن يكون هناك أكثر منه. ولذلك، هناك العديد من المعايير التي تجعلنا نقرر أن هذا الدين هو الصحيح. يجب أن يكون الدين منزلا من الله تعالى من خلال أحد الملائكة إلى أحد الرسل لينقلوها إلى الناس بأجمعهم.

من الأمور التي تحكم صحة الدين هم الكليات الخمسة، والتي تشمل العقل والنفس والنسل والمال والدين، بالإضافة إلى الأوامر والنواهي والأخلاق. فالدين يساعد في تشجيع الناس على عدم الظلم والاحتفاظ بالحقوق، ويمنع الناس من الظلم والنهب. ومع ذلك، يوجد أشخاص يتشددون في الدين بسبب أفكارهم السلبية التي نهانا عنها الله عز وجل، ومن ضمن تلك الأفكار هو التشدد في الدين.

التشدد في الدين

التشدد في الدين هو أحد الأمور التي نهانا الله عز وجل عنها، لأن الدين يجب أن يكون في حالة وسطية واعتدال. التشدد في الدين لا يجلب أي فائدة، بل هو سبب للنفور والابتعاد عن الدين. هناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تحثنا على عدم التشدد في الدين.

أحاديث تنهي عن التشدد في الدين

قال صلى الله عليه وسلم: “هلك المتنطعون” قالها ثلاث مرات.
وقال صلى الله عليه وسلم: `إن هذا الدين متين، فأوغلوا (أي: ادخلوا) فيه برفق`
وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى ذلك: “إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه

مظاهر التشدد في الدين

بما أن العلماء والمشرعين الكبار في الدين الإسلامي قد وضعوا بعضًا من المظاهر الخاصة بالتشدد وذكروا أمثلة منها، فإن تلك المظاهر تشمل ما يلي:

يمكن الضغط على القدم المجاورة في الصلاة بقدم المصلي أو بواسطة اصبع الخنصر، ولكن ينصح بالوقوف بدون تشديد في الصلاة

يجب عدم توسيع المصلى بين قدميه بشكل كبير والوقوف في الصلاة، بل ينبغي أن تكون المسافة عادية وتبعد بين منكبي الشخص نفسه

العناية بالفم عن طريق استخدام السواك بشكل مستمر أو وضعه في الفم بشكل دائم أثناء المحادثة، أو اللعب به والاستمتاع به كوسيلة بديلة للتدخين

يُنصح بتقصير ثوب الكعبة ورفعه في منتصف الساق، أو تقريبه من الركبة، لأن السنة من الله تعالى أن يوضع في نصف الساق، ولكن إذا لم يتمكن الشخص من ذلك فالرخصة تصل إلى الكعبين

يعد الانكار في المستحبات التي لم يأت في فعلها أمرًا مؤكدًا، فعلى سبيل المثال، الجلوس في المسجد بعد الانتهاء من صلاة الفجر لذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، فإن ذلك سنة ويتلقى الشخص الأجر عند القيام بها، ولكن لا ينبغي أبدًا إنكارها على من تركها.

إذا قام الشخص بارتداء ملابس بها بذائة أو رثائة، فينبغي احترام أصحاب الواجهات والدخول عليهم بعدما يتم التأكد من نظافة الملابس وعدم وجود روائح كريهة. فالرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أنكر هذا السلوك، وأوصانا بالتوسط في اللباس والحفاظ على النظافة والرائحة الطيبة والمظهر الحسن بشكل عام.

علينا أن نتحلى بالتروي وعدم الإسراع في إدانة الآخرين، وعدم الإفراط في ذلك، وذلك لأنه يجب علينا أن نستمع إلى الآخرين بتروٍ وهدوء حتى يترسخ في ذهن الناس صورة سيئة عن الشخص المذموم. وقد تحدث الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- عن هذا الأمر قائلاً: “إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين

التمسك بالرأي، بالإضافة إلى عدم قبول وجهات النظر الأخرى أو المناقشة المفتوحة، والتأكيد الكامل على أخطاء الآخرين وعدم الاستماع إلى حججهم، بالإضافة إلى التشدد والانكار تجاه الآخرين وأحيانا التخلي عنهم والبغض منهم.

ضع السنن المؤكدة في المستحبات بينما وضع السنن في الواجبات، بالإضافة إلى جعل الواجبات في درجة الأركان، وتغيير الأوضاع التي أوصانا بها الله عز وجل.

هناك أيضا تشديد في الأمور الصغيرة والنسبية، بالإضافة إلى التساهل والتهاون في مختلف الأمور العظيمة في الدين. قد ذكر أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما في صحيح البخاري قال: `انظروا إلى هذا` عندما سئل عن قتل البعوض.

الإسراف في المال حتى وإن كان حلالاً وصرفه في مختلف الأوضاع ليس مستحباً وفقاً للدين الوسطي الذي يحث على الاعتدال في الإسراف، ورغم أن الناس يعتبرون المال مال الله ويجب صرفه له، فإن الدين يحذر من الإسراف والتقتير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى