المفعول به وانواعه
مفهوم المفعول به
يشير مفهوم المفعول به إلى الاسم الذي يتعرض لعمل الفعل، ويتم وضعه دائما في حالة النصب. وهناك العديد من التعريفات المختلفة للمفعول به، بما في ذلك تعريف ابن باشاذ الذي ذكره في كتابه “شرح المقدمة المحسبة”، والذي يقول: “يذكر المفعول به للإشارة إلى الشخص الذي تم تطبيق الفعل عليه.
وفي تعريف الحريري له قال: يُقال: `كُلُّ اسمٍ تَعَدَّى الفعلَ إلَيْهِ`، وقد أجمع النحاة المحدثون على تلك التعريفات المختلفة في تعريف واحد، وهو: `الاسم المنصوب الذي يقع عليه الفعل، أو الذي يقع به الفعل، ويتعدى الفعل إلى المفعول كالتالي:
- قد يتعدى إلى مفعول به واحد كالتالي: نظرت خالدًا.
- أو يتعدى لمفعولين مثل: من بين الأفعال التي تحول من مفعول واحد إلى مفعولين: [أعطى، منح، سأل، كسا، ألبس، علَّم، رزق، أطعم، أسكن]، وقد منح المعلم الجائزة للتلميذ.
- وكذلك ربما يتعدَّى الفعل إلى مفاعيل ثلاث مثل: أشاهد المعلم يدرس التلميذ هنا، ومن بين تلك الأفعال الآتية: [أشاهد، أعلم، يحدث، يخبر، خبر، ينبأ، نبأ].
ذكر النحويون بعض الشروط التي يجب توافرها في المفعول به حتى يستطيع استكمال معناه، وهي ثلاثة شروط: وجود الوزن، والوجود الإعرابي، والوجود اللفظي
- يجب أن يكون المفعول به اسمًا، سواء كان اسمًا صريحًا أو غير صريحًا.
- ويجب أيضا أن يكون دائما في موضع النصب باستخدام أحد أدوات النصب.
- وأن يتم تطبيق الفعل على المفعول سواء كان هذا الفعل مثبتًا أم منفيًا.
أنواع المفعول به
يمكن تقسيم المفعول به إلى نوعين وهما: هناك الصريح والغير صريح، وسوف يتم توضيح كلاهما فيما يلي:
المفعول به الصريح
يمكن للفعل أن يأتي بأسماء صريحة، وهي الأسماء التي يصل الفعل إليها مباشرة مثل “شرح المعلم الدرس”، وهناك عدة أشكال لهذا النوع من الأسماء
- الاسم الصريح: عندما يقطف الولد الزهرة، فإن الزهرة تكون مفعولًا به ومنصوبًا، وعلامة نصبها تكون الفتحة الموضحة على آخرها.
- ضمير متصل: كما في جملة “ساعدني صديقي”، حيث تأتي الياء كضمير متصل، وهي مبنية على السكون في محل نصب مفعول به.
- ضمير منفصل: كما في: احذر أن تستعين، وهنا الضمير `إيا` يعرب ضميرا منفصلا مبنيا على السكون في محل نصب مفعول به متقدم.
المفعول به غير الصريح
يتم استخدام حروف الجر للوصول إلى المفعول به الذي لا يمكن الوصول إليه بشكل مباشر، ويتم تحديده عن طريق إعطائه حرف الجر، وبالتالي يكون المفعول به مجرورًا ومنصوبًا، على سبيل المثال: “ذهبتُ بفاطمة”، حيث يتم استخدام “الهاء” كضمير متصل في محل نصب مفعول به، ويتم تفسير هذه الجملة بأنها تعني “أذهبتُها.
من الممكن أن يتم حذف حرف الجر ويتم إعراب الاسم الذي يأتي بعده كمفعول به، ويُسمى في هذه الحالة “على نزع الخافض”، ومن الأمثلة على ذلك جملة “أُعجبت أن الطالب راغب في العلم”، وكانت الجملة الأصلية قبل حذف حرف الجر “أُعجبت من أن الطالب راغب في العلم.
يأتي المفعول به غير الصريح في صورة المصدر المؤول، كما في العبارة `علمت أن محمدًا مجتهدٌ`، أي `علمت اجتهاد محمد`، حيث يتم تعريب `اجتهاد` على أنه له مفعول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الموجودة على آخره.
المفعول به الثاني
من الممكن أن يكون هناك أكثر من مفعول واحد في الجملة، فمن الممكن أن تحتوي الجملة على مفعولين أو ثلاثة مفاعيل، ولكن هذا يتطلب وجود أحد الأفعال التي تسمح بوجود مفعولين أو ثلاثة، وتلك الأفعال تنقسم إلى نوعين
- أفعال تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر مثل: رأى، علم، اكتشف، غلب، أعتقد، ظن، استنتج، افترض، زعم.
- أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر وهي: اعطى، كسا، وهب، منح، علَّمَ.
يتم إعراب المفعول الثاني بنفس علامات إعراب المفعول به، ومن الأمثلة على ذلك:
- رأيتُ العلمَ نافعاً.
- ألفيْتُ الصدقَ منجيًا.
- ظَنَّنت الأمرَ سهلًا.
- أعطيْتُ السائلَ درهماً.
- منحَ المعلِّمُ المجتهدَ جائزةً.
- وجدت الإهمال طريقاً إلى الفشل.
- دريتُ الايمان أساسَ النصر.
- تعلّم الجد سبيل النجاح.
- خلت زيداً كريماً.
- صير الحائكٌ القماشً ثوباً.
إعراب المفعول به بالحركات والحروف
يتم تطبيق المفعول به بالحركات والحروف، وسنوضح ذلك من خلال أمثلة على المفعول به
- إذا كان المفعول به مفردًا يُنصب بالفتحة مثل: كافأ المُعلم الطالب.
- وفي حالة أن المفعول به يكون جمع تكسير فيُنصب بالفتحة مثل: قرأت الكتب.
- أما إذا كان المفعول به مثني فينصب بالياء مثل: أشتريت كتابين.
- إذا كان المفعول به جمع مذكر سالم، فإن علامة نصبه تكون حرف الياء، مثل: `كرمت المدرسة المتفوقين`.
- وفي حال كان المفعول به جمع مؤنث سالم يُنصب بالكسرة مثل: رأيت الفتيات.
- وإذا كان المفعول به ضميرا فيكون في محل نصب مفعول به، ويعرب الضمير مبنيا في محل نصب مفعول به، كما في الجملة: (أشتريت الكتاب وقرأته)، فالهاء هنا ضمير في محل نصب مفعول به.
أحكام المفعول به
تتعلق بعض الأحكام بالمفعول به، وتتمثل في النقاط التالية:
- إذا كان المفعول به مجرورًا بدلالة وجوبية، وإذا كان المفعول به غير صريح فإنه يتم تأويله بالنصب حتى يصل إلى رتبته الحقيقية وهي النصب، لأن النصب من الفضلات في المنصوبات.
- يمكن حذف المفعول لوجود دليل مثل السؤال بـ: هل شاهدت صديقا؟ الإجابة: نعم، وهنا تم حذف المفعول به والتقدير، أي رأيته. وهكذا، تقول الله تعالى: “ما ودعك ربك وما قلى”، والتقدير هو “ما قال لك”، أي تم حذف المفعول به (الضمير الكاف) لأسباب لغوية محددة، وهو تجنب ذكر المخاطب لعظمة منزلته. وهذا ينطبق على رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولا شك في عظمة منزلته عند ربنا.
- من الممكن حذف الفعل مع المفعول به إذا وجد دليل على ذلك، كما في قول الله عز وجل: (ماذا أنزلَ ربُّكم قالوا خيراً)، والمقصود منها أن الله تعالى أنزل خيرًا، ولذلك تم حذف الفعل (أنزل) والدليل الموجود على حذفه هو ذكره في السياق سابقًا.
- الأصل في المفعول به هو تأخيره عن الفعل والفاعل. يرجع ذلك إلى أن الفعل هو العامل في المفعول، وتكون الرتبة الخاصة بالعامل قبل المعمول. وبما أن المفعول به قد وقع عليه أثر الفاعل، والفاعل هو المؤثر، يكون الفاعل سابقا للأثر، أي المفعول به. ومع ذلك، في اللغة العربية يمكن للمفعول به أن يتقدم على الفعل أو الفاعل بالعكس من الترتيب الأصلي والمعتاد في الجمل العربية. ويمكن أن يكون ذلك لأغراض بلاغية مثل التركيز على المتقدم. على سبيل المثال في الجملة التالية: (اللاعب ضرب الكرة)، يكون التركيز الأكبر على الكرة. بينما في الجملة التالية: (المدير أكرم المتفوق)، يكون التركيز الكبير في الجملة على المتفوق.