المعارك الإسلامية وتواريخها .. وأسبابها
المعارك الإسلامية وتواريخها وأسبابها
- غزوة تبوك
تعتبر غزوة العسرة واحدة من أشهر الغزوات التي قادها الرسول. يطلق عليها هذا الاسم بسبب كونها آخر غزوة قام بها رسولنا الكريم، وتم تسميتها بالعسرة نظرا للظروف القاسية التي واجهها المشاركون في الغزوة، مثل الحرارة الشديدة ونقص المؤن وعدم توفر التجهيزات اللازمة .
عرف رسولنا محمد أن جماعة الروم اجتمعوا ليقتلوه، فقرر السير نحو تبوك، وعندما وصل إلى هناك، اكتشف أن هرقل قد غادر إلى حمص، ولذلك قضى فترة في تبوك لمدة عشر ليال.
- غزوة الطائف
كانت غزوة الطائف هي آخر غزوات القتال التي قادها رسولنا الكريم، وكان موعدها في شهر شوال من السنة الثامنة للهجرة. قام رسول الله بإرسال الطفيل لتحطيم صنم عمرو بن حممة الدوسي، بينما كان الرسول قريبًا من الطائف، فقام أعداؤه برمي النبال وإصابة المسلمين.
كانت جراحهم قوية وشديدة، وقد استُشهد 12 رجلًا مسلمًا في ذلك اليوم. فقام النبي محمد بنصب المنجنيق وحصارهم لمدة 18 يومًا، ولكن بسبب عدم السماح للنبي بفتح الطائف، أمر النبي جميع الناس بالمساعدة في العودة.
كان هذا الأمر سببًا لحزنهم، ولكنهم نفذوا أمر الرسول وعادوا كما أُمِروا، وطلبوا من رسول الله أن يدعو على ثقيف، فقام الرسول بالدعاء لهم بالهداية، وبعد ذلك كان اتجاهه إلى الجعرانة وقام بالإحرام فيها، وأدى مناسك عمرته، وبعد ذلك رجع إلى المدينة.
- غزوة حنين
في العام الثامن للهجرة، وفي شهر شوال، توجه رسول الله محمد لمحاربة قبيلتي هوازن وثقيف، وكانت هذه الفتوحات من أشهر الفتوحات الإسلامية، إذ كان للمسلمين جيش كبير وعظيم يجهز لمحاربة القبيلتين ويعد لها.
الحمد لله تمت هزيمتهم بأمر الله تعالى، فقال تعالى في محكم التنزيل: (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ)، ولكن قبل أن تنقلب المعركة وانتصر جيش المسلمين بعد أن قام سيدنا محمد بالدعاء ووهبه الله الثبات.
أشهر المعارك في التاريخ الإسلامي
- غزوة فتح مكة
كانت الغزوة التي نفذها المسلمون في يوم 20 من رمضان في العام 8 هجريا، من أهم الغزوات التي قاموا بها في رمضان
سبب هذا الحادث هو انتهاك قبيلة قريش لاتفاقية الهدنة التي تم الاتفاق عليها بينهم وبين المسلمين في صلح الحديبية، حيث قاموا بدعم حلفائهم الذين ينتمون إلى بني أبي بكر في الهجوم على قبيلة خزاعة التي كانت حليفة للمسلمين.
رد رسولنا الكريم علانية على الأعمال التي ارتكبتها قريش وأعد جيشًا مسلمًا جاهزًا للقتال بعدد يصل إلى عشرة آلاف مقاتل، حتى يتمكنوا من فتح مكة، وانتظروا تحركات الجيش حتى وصلوا إلى مكة ودخلوها دون أي مقاومة وفي سلم تام.
وعندما حاول بعض رجال قريش بقيادة عكرمة بن أبي جهل مواجهة المسلمين، تصدّى سيدنا خالد بن الوليد لهم وقاتلهم، ونجح في قتل اثني عشر رجلًا منهم، وبعد هروب الباقين، قتل رجال الإسلام رجلين آخرين.
عند وصول النبي محمد إلى مكة، قام بالإعفاء عن أهلها وقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء، ثم ذهب إلى الكعبة وطاف بها وقام بطعن الأصنام التي كانت تحيط بها باستخدام قوس يحمله، وكان يردد “جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا.
بعد ذلك وجهه أمراً إلى بلال بن رباح أن يصعد الكعبة فيؤذن، وترتب علي فتح مكة دخول الكثير من أهلها دين الإسلام وعلى رأسهم سيد قريش أبو سفيان بن حرب، وزوجتُه هند بنت عتبة بالإضافة إلى كلاً من عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو، وصفوان بن أمية، وأبو قحافة والد أبي بكر الصديق ومجموعة آخرون.
سلسلة المعارك الإسلامية الكبرى
تعد المعارك ذات أهمية كبيرة في تاريخ الإسلام، ومن بينها:
- غزوة خيبر
خيبر هي المدينة التي انتقل إليها يهود بني النضير بعد تهجيرهم من قبل الرسول بسبب خيانتهم لمعاهدة السلام ومخططاتهم لاغتيال الرسول، وكانت خيبر المكان المناسب لتنفيذ هذه المؤامرة بسبب تواجدهم فيها واضطراب الأمور بين المسلمين.
تم أمر بني قريظة بالغدر والخيانة حتى أصبحوا وأنصارهم جاهزين لمواجهة رسول الله وأمته، وذلك بعد عقد صلح الحديبية بين الرسول وقريش، وكان هدف الرسول القتال ضد اليهود حتى يتم تحقيق الأمن والسلام في جميع أنحاء المنطقة.
أراد المسلمون الانشغال بأمور الدين ونشر رسالة الله والدعوة إليه، وفي شهر محرم من السنة السابعة للهجرة، ذهب الرسول إلى خيبر التي كانت في ذلك الوقت تحوي ثماني حصون كبيرة ومحصنة بشكل قوي.
بدأ المسلمون بفتح الحصون والمدن التي تليها إلى آخرها، وتخلل ذلك أيام حصار وقتال ومقاومة شدية من اليهود، ولكن انتهى بهم المطاف في الاستسلام والصلح.
بموجب بنود الصلح، طلب اليهود من الرسول حقن دمائهم وعدم المساس بأموالهم، وتم الوفاء بهذا الطلب، ثم طلبوا من الرسول السماح لهم بزراعة الأراضي في خيبر، وتم السماح لهم بذلك مع تحصيل نصف ما يتم إنتاجه من الثمار كأجرة.
استسلم أهل خيبر لليهود، وفتحوا لهم طريق الفدك ووادي القُرَي، وأخيرًا تم السيطرة على يهود تيماء، واستشهد بين 16 و91 رجلًا مسلمًا في معارك خيبر، وقُتِل 93 يهوديًا.
- غزوة بدر
تم تسمية غزوة بدر أيضا بغزوة بدر الكبرى، وكانت يوم الفرقان في اليوم السابع عشر من شهر رمضان في العام الثاني للهجرة. وكان المسلمون بقيادة الرسول محمد في طرف والطرف الآخر كانت قريش وحلفاؤها من العرب.
كانت معركة بدر أول معركة تنشب من معارك الإسلام وتكون فاصلة، وقادهم فيها أبو جهل عمرو بن هشام، وتم تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى بئر مشهور ومعروف يقع بين مكة والمدينة المنورة.
بدأت المعركة بمحاولة جيش المسلمين اعتراض طريق قافلة عير كانت في طريقها إلى مكة للقريش، وكان أبو سفيان بن حرب قائد القافلة، وتمكن من الفرار، ثم أرسل رسولًا إلى قريش يطلب المساعدة.
بلغ عدد أفراد جيش المسلمين في غزوة بدر 313 رجلاً، بينما كان عدد المشركين ثلاث مرات أكثر منهم، حيث كانوا 1000 رجل و200 فارس يرافقونهم.
انتهت تلك المعركة بفوز المسلمين ومقتل قائدهم عمرو بن هشام، وكان عدد رجال قريش الذين قتلوا خلال الغزوة سبعون رجلاً، وتم أسر سبعون رجلاً آخرين.
تم قتل أربعة عشر رجلاً من المسلمين، وكان من بينهم ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار. زادت هيبة المسلمين داخل المدينة وما حولها.
أصبح لدى المسلمين مصدر مبتكر للدخل يتمثل في غنائم المعارك، مما أدى إلى استقرار الحالة المادية والاقتصادية والمعنوية للمسلمين بشكل كبير.