صحة

المضادات الحيوية وتشخيص الحمى الغدية

من الغريب أن يكون هناك ارتباط بين الحمى الغدية والمضادات الحيوية، حيث إن الحمى الغدية هي مرض فيروسي لا يستجيب للمضادات الحيوية، ولا يوجد علاقة بينهما بشكل أساسي. ولكن الأبحاث والدراسات الأخيرة تشير إلى رأي آخر سنتحدث عنه في هذا المقال، ولكن أولا سنتعرف على الحمى الغدية وأعراضها وبعض المعلومات الهامة ..

◄ الحمى الغدية و اعراضها : الحمى الغدية هي مرض فيروسي يسببه فيروس وحيدات الخلية يسمى فيروس إبشتاين-بار (ويرمز له بالاختصار EBV)، وهو واحد من أنواع فيروسات الهربس وينتشر بشكل سريع ومعدي، وتظهر أعراضه بعد مرور شهرين من دخول الفيروس إلى الجسم، ولا تظهر بشكل مميز في الأطفال حيث تكون الأعراض ارتفاعا طفيفا في درجة الحرارة والتهابا في الحلق، أما في البالغين فتكون أعراضها مميزة ومن أهمها ارتفاع درجة الحرارة والتهابات في البلعوم تسبب ألما في الحلق وتورما في الغدد اللمفاوية وزيادة في نسبة الخلايا اللمفاوية غير النمطية (أتيبيكال ليمفوسيتوسيس) وألما في عضلات الجسم وتضخما في الرقبة نتيجة لتورم الغدد اللمفاوية، بالإضافة إلى الغثيان وفقدان الشهية والسعال وألم الصدر، وقد يزداد الأعراض سوءا إذا لم يتم علاجها مما يؤدي إلى تضخم الكبد والطحال والإصابة باليرقان للإشارة إلى التهاب الكبد، وظهور بقع حمراء في التجويف العلوي للفم والعديد من المضاعفات الخطيرة التي تستمر في الظهور إذا لم يتم علاج المريض .

◄ طرق العدوى : يتم نقل الفيروس من شخص مصاب إلى شخص سليم عن طريق اللعاب والقبلة الحميمة، ولذلك يعرف باسم “داء التقبيل”، ويمكن أيضا نقله بشكل غير مباشر من خلال استخدام أدوات الشخص المصاب، ويمكن أن ينتقل أيضا من خلال تبادل الفواكه أو العطس أو الكحة .

◄ كيف ينتشر الفيروس : عندما ينتقل فيروس EBV إلى فم الشخص المصاب، يصيب كرات الدم البيضاء الليمفاوية من النوع B التي تتواجد في الغدد اللعابية والفم والبلعوم. تصبح هذه الكرات مصابة وتتحول إلى كرات بيضاء ليمفاوية غير طبيعية في شكلها وتنتشر المرض في الدورة الدموية للإنسان والجهاز الشبكي الموجود في الكبد والطحال والعقد الليمفاوية. يبدأ جهاز المناعة في مهاجمة هذا الفيروس، ويكون ارتفاع درجة حرارة الجسم أول ما يظهر على المريض. تبدأ الخلايا البيضاء الليمفاوية الكبيرة في مهاجمة الفيروس، وبعد التخلص منه، يتكون جسم مضاد ضده يبقى في جسم الإنسان مدى الحياة، مما يحميه من الإصابة بنفس الفيروس مرة أخرى. ومع ذلك، يظل الشخص نفسه حاملا للمرض ويمكن نقله إلى الأشخاص الذين لم يصابوا به من قبل .

◄ الفحوصات المخبرية : تستخدم اختبارات مهمة للكشف عن الفيروس وهي من نوعين. الاختبار الأول هو للكشف عن الأجسام المضادة، وإذا كشف الفحص المخبري وجود أجسام مضادة للفيروس في الدم، فهذا يشير إلى إصابة المريض بالفيروس وأنه حامل له، ويمكن اكتشاف هذه الأجسام المضادة بعد مرور أسبوع من الإصابة. أما الاختبار الثاني فهو لكرات الدم اللمفاوية غير النمطية (Lymphocytes)، والتي تنتشر بشكل كبير في الدم وتزيد نسبتها بعد الإصابة .

◄ علاقة المضادات الحيوية : نتيجة تشخيص الأخطاء في المرض، عندما يرون الأطباء التهابا في الحلق والرقبة، يعتقدون عادة أنها عدوى بكتيرية تسبب التهاب اللوزتين، فيقومون بوصف المضادات الحيوية مثل الأموكسيسيلين والأوجمنتين وغيرها من المضادات الحيوية. وعند تناول المريض لهذه المضادات الحيوية، يظهر طفح جلدي منتشر في منطقة الصدر والبطن بعد ثلاثة أيام من تناول المضادات الحيوية، ويختفي تماما بعد التوقف عنها. وهنا يعتقد الأطباء أنها حساسية، ولكن هذا خطأ فادح، حيث تظهر الحساسية في غضون ساعة واحدة من تناول المضاد الحيوي وتكون شديدة، ولكن هذا الطفح ظهر بعد ثلاثة أيام واختفى دون تأثير. ومن هنا اكتشف الباحثون إمكانية استخدام المضادات الحيوية في تشخيص مرض الحمى الغدية، وذلك بعد ظهور الطفح الجلدي بعد استخدامهم لها لمدة ثلاثة أيام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى