المراد من قوله ” دبر الصلاة “
ماذا يعني دبر الصلاة في الأحاديث التي تحث على الدعاء أو الذكر دبر كل صلاة؟ هل هو بعد الصلاة الأخيرة أم بعد السلام؟ بالإضافة إلى ذكر ما يستحب بعد كل صلاة، وما يستحب أيضًا للمسلمين بعد صلاة المغرب والفجر، وذلك مع ذكر الأحاديث التي تتحدث عن ذلك.
معنى دبر الصلاة
يوضح فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز، رحمه الله، معنى تعبير `دبر الصلاة`، حيث يشير إلى اللفظ الذي يستخدم للإشارة إلى الأجزاء الواقعة بعد الصلاة قبل السلام، ويستخدم أيضًا للإشارة إلى الأجزاء الواقعة مباشرة بعد السلام،
– دبر الصلاة بمعنى قبل السلام: تشير الأحاديث الصحيحة إلى أن المقصود بآخرها هو الجلوس للتشهد قبل السلام في الصلاة، كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه الذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم التشهد، ثم قال: «ثم ليتخير من الدعاء بعد أعجبه إليه فيدعو به»، وفي لفظ آخر: «ثم ليتخير من المسألة ما شاء».
ومن بين هذا الحديث حديث معاذ رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم له: `لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم اساعدني على ذكرك وشكرك وعبادتك الحسنة`. ومنه أيضا ما رواه البخاري رحمه الله عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، حيث قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دبر كل صلاة: `اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا`، ويقصد بذلك “فتنة الدجال”، `وأعوذ بك من عذاب القبر`.
– دبر الصلاة بمعنى بعد السلام: يشير العديد من الأحاديث الصحيحة إلى أن الاستغفار بعد الصلاة يأتي في دبر الصلاة بعد السلام، ومن هذه الأحاديث أن يقول المصلي عند الانتهاء من الصلاة والسلام: «استغفر الله، استغفر الله، استغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام» سواء كان المصلي إماما أو مأموما أو يصلي منفردا.
ما يستحب دبر كل صلاة
يستحب أن يقول المسلم والمسلمة بعد كل صلاة من الصلوات الخمس هذا الذكر: «الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون»، « اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد».
وبعد ذلك يسبح الله ويحمده ويكبره ثلاثًا وثلاثين، ثم يقول تمام المائة: «الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير»، وهذا كله ثبت به الأحاديث عن رسول الله صل الله عليه وسلم، ويستحب أن يقرأ بعد ذلك اية الكرسي مرة واحدة سرًا ويقرا: قل هو الله أحد والمعوذتين بعد كل صلاة سرًا مرة واحدة، إلا في المغرب والفجر فيستحب تكرار هذه السور ثلاث مرات .
ويستحب أيضًا للمسلم والمسلمة بعد صلاة المغرب والفجر أن يقول: تُقرأ عشر مرات الأذكار التالية: «الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يُحيي ويُميت وهو على كل شيء قدير»، إضافةً إلى ما تم ذكره سابقًا من قراءة آية الكرسي والسور الثلاثة، وذلك استنادًا إلى الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن ذلك.