مراحل صناعة البلاطات الخزفية
يتم استخدام البلاط الخزفي في تصميمات الأرضيات والجدران كتصميم داخلي وخارجي في المنازل، ويمكن أيضا استخدامه في المباني الصناعية والمؤسسات العامة الأخرى. والتصميم الأكثر شيوعا هو بلاط الخزف، والذي يمكن رؤيته في كل مبنى أو منزل، حيث استخدمه البشر لفترة طويلة وفي العصور القديمة. يعود أقدم إشارة مؤكدة ودليل على استخدام بلاط الخزف إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، عندما تم اكتشاف الطوب المزجج في معبد إيلاميت في تشوغا زنبيل. ومن الضروري معرفة المراحل التي يتم بها صناعة هذه البلاطات الخزفية
مرحلة الدفعات
يعرف مزج المواد الخام المتنوعة في النسب والمستوى المحددة باسم (الوزن بالخلط)، قبل استعمال تلك المواد الخام في المزج، كما يتم التأكد من محتوى الرطوبة (MC) للوصول إلى الوزن الجاف الخاص بكل من هذه المواد، تستعمل أجهزة البناء الثقيلة كاللودر الحفار في نقل هذه المواد الخام ومزجها في مخزن خلط معين، وقبل هذه العملية يتم تخزين تلك المواد الفردية في التخزين القابل للتجميع، بينما في بعض الأوقات يتضمن إجراء التكسير الأولي أو تخفيف الحجم الخاص بالجسيمات الأولى، في حين أن العمليات مثل هذه سوف تؤدي إلى الحد من التصنيع إذا لم تخضع العملية للتجربة الشاملة التي تعمل على توضيح كفاءة التصنيع.
مرحلة طحن الكرة
الخطوة التالية للخلط مباشرة، هي نقل المواد الخام التي تم خلطها إلى مطحنة الكرة، ولكن يجب التأكد من إضافتها وفقًا للكميات المحسوبة بالإضافة إلى مستوى الماء، ثم يتم تجانسه عن طريق كرات الألومينا أو ما يُعرف باسم (كريات السيراميك)، كما أن هذه العملية تستغرق ساعات حتى يتشكل البلاط، بينما يتواجد فترة طحن في البداية ولكنها لا تتطلب مدة محددة، وبذلك يتم الوصول إلى نهاية تلك العملية حينما تتحقق الخصائص القياسية للخزف الناتج مثل اللزوجة، الكثافة، وحجم الجسيمات.
مرحلة الشيخوخة
في هذه المرحلة يتم نقل البلاط حتى يتم تخزينه في خزان أسطواني كبير يُعرف باسم (خزان الطين)، ثم يتم تركه لمدة لا تقل عن 24 ساعة، حتى يصلح للاستخدام في العملية اللاحقة لها، كما أنه داخل هذا الخزان، تم ملاحظة أن التقليب المستمر، والذي معناه العمل العلمي لخلط الطين، يشتمل على سرعة الدوران الثابتة لمجداف الخلط، وهذا يساعد على التأكد من أن البلاط مستمر في التجانس خلال مدة التقادم الخاصة ببلاط الخزف.
مرحلة التجفيف بالرش
بعد تعتيق البلاط لمدة لا تقل 24 ساعة، يتم الوصول إلى مرحلة وضع المزيج في المرذاذ أو ما يُسمى (مجفف الرذاذ (SD))، حيث تم تجهيز ذلك المجفف بفوهات تعمل على رش الطين في الهواء الساخن لإعداد المسحوق، وكذلك يجب على موظفو المراقبة تحديد الجودة عن طريق النسبة المئوية المناسبة للمسحوق وحجم الحبوب، والجدير بالذكر أن تلك الحبوب يتم وضعها في خزان يُعرف باسم (الصومعة).
مرحلة الضغط الجاف
تبدأ العملية الرئيسية لتصنيع بلاط الخزف عندما يتم الضغط، حيث يتم نقل المسحوق الذي يُحفظ داخل صهاريج الصوامع إلى صندوق فولاذي خاص بآلات الضغط عبر ناقل، ومن خلال الصندوق الفولاذي، يتم تغذية كمية محددة من المسحوق بطريقة متساوية في آلة الضغط. وذلك يرجع إلى أن المسحوق يتضمن محتوى متبقي من الرطوبة، بالإضافة إلى هذا يتم تحقيق قوة ضغط بنسبة محددة حتى يتكون جسم خزفي أولي قوي، ولكن يجب التأكد من أنه غير محترق.
مرحلة التسخين المسبق
بعد أن يتم تشكيل الجسم الخزفي في المرحلة الأولية له أو (البلاط الأخضر)، يُعرض في ذات الوقت للتجفيف أو التسخين المسبق عند درجة حرارة ما بين 100 إلى 400 درجة مئوية حتى يتم التخلص من الرطوبة المتواجدة في الماء، كما أن هذه العملية مهمة كثيرًا حتى يظل البلاط الأخضر في حالة استقرار.
مرحلة الإطلاق
يعتبر الحرق أهم إجراء في عملية إنتاج بلاط الخزف كلها، لذا بعدما يتم طلاء البلاط بالزجاج، يتبعه عملية الحرق على الفور داخل الفرن، كما أن أنواع الأفران تختلف، لكن النوع المناسب، والذي يتمتع بكفاءة عالية لإنتاج بلاط الخزف هي الأفران الدوارة أو (RHK).
تاريخ البلاطات الخزفية
يعد بلاط الخزف من أقدم الأشكال التي ظهرت في الفن الزخرفي، كما أنها عُرفت في نفس الفترة مع الهندسة المعمارية، وقد تم استعمالها على أوسع نطاق، نتيجة صلابتها وثراءها البصري، بالإضافة إلى أن كلمة بلاط مأخوذة من الكلمة الفرنسية (tuile)، والتي تم اشتقاقها من الكلمة اللاتينية (tegula)، ومعناها بلاط السقف المُصنع من الطين المخبوز، بينما كلمة (خزف) فإنها مأخوذة من الكلمة اليونانية (keramikos)، وهي تعني الفخار، إلى جانب أن لها علاقة بكلمة (Cheros) الهندية الأوروبية ومعناها الحرارة.
تعود البداية الحقيقية لتاريخ بلاط الخزف إلى أقدم الحضارات، والمعروف أن المصريين في فترة الألفية الرابعة قبل الميلاد، كانت تستعملها بالفعل لتكون نوعًا من الزينة لمنازلهم بالطوب الأزرق، بينما كان الطوب المصقول منتشرًا جدًا في بلاد ما بين النهرين، ومن أشهر الأماكن التي تم تطبيقه فيها هي (باب عشتار) في بابل، والتي تعد في الأساس واحدة من عجائب الدنيا السبع، وقد بُنيت في القرن الخامس قبل الميلاد، وهي مزينة باللون الأسود والتنانين والثيران، بالإضافة إلى الخلفية الزرقاء المزججة.
كانت الإمبراطوريات الإسلامية هي أكبر مسؤل عن نشر بلاط الخزف كنوع من الغطاء للحائط، كما أنه في بداية الأمر تم استعمال الفسيفساء لتشابه البيزنطية، بالإضافة إلى أنها تخلق جو من الرسوم على قطع الحجارة، ولكن بعد مدة قصيرة، وتحت التأثير الصيني على فن الخزف الذي يسهُل الوصول إليه بواسطة طرق الحرير، بدأ استعمال هذا البلاط بكافة رسوماته وطلاءه، وحتى في هذا الوقت كانت ذات سمكًا أكثر وتستخدم على أوسع نطاق في العمارة الإسلامية، سواءً كانت غطاء خارجي أو داخلي، وهو ما يظهر عند دراسة المباني الضخمة للمدينة الإيرانية أصفهان، والتي كانت عاصمة للإمبراطورية الصفوية في القرن السادس عشر.
الرسم على البلاطات الخزفية
تم استخدام مجموعة متنوعة من الزخارف في رسم البلاطات الخزفية، حيث اختلفت في الأشكال والألوان. يتم حاليا دراسة هذا الفن كجزء من بعض المواد التعليمية للطلاب الذين يدرسون الفنون. بالإضافة إلى ذلك، تثير هذه الرسومات العديد من الأسئلة المتنوعة، وأكثر الأسئلة تكرارا هي حول العناصر الرئيسية التي تم رسمها على البلاطات الخزفية.
تُعد فكرة الرسم على البلاطات الخزفية من الأفكار الفنية الراقية، ومن المعروف أن هناك أربعة عناصر يتم الاعتماد عليها في هذا النوع من الرسم، والتي تلعب دورًا كبيرًا في تحقيق أشكال رسومات جميلة، وتتمثل هذه العناصر في:
- عناصر طبيعية.
- عناصر هندسية.
- عناصر عقائدية ورمزية
- عناصر حية.