اللحظات الاخيرة من حياة ابو بكر الصديق رضي الله عنه

أبو بكر الصديق، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو أول رجل أسلم، وهو أول خليفة للمسلمين بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو رفيق الرسول في الهجرة إلى المدينة المنورة

أبو بكر الصديق : عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي هو الشخص الذي ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر، وأطلق عليه لقب أبو بكر بسبب زواجه من امرأة من قبيلة كلب التي تلقب بأم بكر، وبالتالي فهو يلقب أيضا بأبو بكر.

حياة أبو بكر الصديق قبل الإسلام
– نشأ أبو بكر في مكة المكرمة، وتربى في عائلة غنية تتميز بالكرامة والعز في قومهما، مما جعل أبا بكر ينشأ كريم النفس، وكان ينفق من ماله بسخاء وعرف بالكرم.

كان أبو بكر الصديق تاجرا من قريش وسادتها، وكان من رافضي عبادة الأصنام. حتى قبل الإسلام، لم يسجد أبدا لأي صنم، ولم يشرب الخمر طوال حياته.

كان الرسول صلى الله عليه وسلم رفيقًا لأبي بكر الصديق منذ الجاهلية، وعندما بعث النبي للنبوة، كان أول من صدقه وكان تصديقه له بسبب معرفته العميقة به.

 ابو بكر الصديق ودخوله الإسلام
عندما نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان هو الأول من الرجال الذين أسلموا، وكان اسلامه حسنًا، كما كان رفيق الرسول في رحلته وهجرته.

كان يلقب بالصديق قبل الإسلام بسبب صدقه وأمانته الشديدة، حيث إذا قال شيئًا صدَّقه القريش دون نقاش، ولذلك أطلقوا عليه لقب الصديق، وفي بعض الأقوال الأخرى يقال إنه حُمِل عليه هذا اللقب بعد حادثة الإسراء والمعراج، حيث صدَّقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كذبه أغلب أتباعه في ذلك الوقت.

عندما أمر الله تعالى الرسول بالهجرة في يوم الاثنين بشهر ربيع الأول، قام الرسول بالمشاركة في الهجرة من مكة إلى المدينة، واستأجر دليلا ليدلهما على الطريق، ثم سار النبي في طريقهما وقال الله تعالى في كتابه: (إذا لم تنصروه فقد نصره الله، عندما أخرج الذين كفروا ثاني اثنين في الغار، وقال لصاحبه لا تحزن، إن الله معنا، وأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها، وجعل كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمة الله هي العليا، والله عزيز حكيم)، وهذا صدق الله العظيم.

شارك أبو بكر في القتال في غزوة بدر وغزوة أحد، وفي جميع المعاركات التي شارك بها الرسول.

بعد وفاة الرسول، تم اختيار أبو بكر الصديق رضي الله عنه ليكون خليفة المسلمين في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول في السنة الحادية عشرة للهجرة، وقام بالتولي على أمور المسلمين .

ابو بكر الصديق وخلافة المسلمين
– كانت أول مشكلة قابلت أبو بكر بعدما تولى الخلافة هي حروب الردة والخروج عن الإسلام، فقام بتجهيز جيش المسلين لقتال القبائل المرتدة، وقد ولى عنه خالد بن الوليد على الجيش الأوِّل المتَّجه إلى طيء، ثمَ إلى بني أسد ، ثم إلى بني تميم، ثم مساعدة باقي الجيوش.

استشهد العديد من حفظة القرآن خلال حرب الردة ، وخاف الصحابة من ضياع القرآن الكريم ، فأشار عمر بن الخطاب لأبي بكر بجمع القرآن ، وكلف أبو بكر زيد بن ثابت بهذه المهمة .

اللحظات الأخيرة في حياة أبو بكر الصديق
عندما شعر أبو بكر بقرب وفاته، استشار كبار الصحابة حول تولية عمر بن الخطاب للخلافة بعده، وأوصى بتوليه الخلافة، وذلك بعد فترة خلافة استمرت عامين وثلاثة أشهر .

في اللحظات الأخيرة من حياته، وصى بأن يذهب ماله الزائد إلى الخليفة الذي يليه، وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها: `بعد وفاته، رأينا عبداً نوبياً وبعيراً يرويان حديقته، فبعثنا بهما إلى عمر`، فقال عمر رحمه الله: `لقد أتعب من بعده تعباً شديداً، رحمه الله على أبي بكر`.

– وعندما زاد تعبه وشعر بقرب أجله قال ( أي يوم هذا ؟ قالوا : يوم الاثنين ، قال : فإن مت من ليلتي فلا تنتظروا بي للغد ،فإن أحب الايام والليالي إلي اقربها من رسول الله صلي الله عليه وسلم )، ثم قال لعائشة : (اغسلي ثوبي هذين وكفنيني بهما ، فإنما ابوكي احد رجلين : إما مكسو احسن الكسوة او مسلوب أسوأ السلب ).

وأوصى عائشة بدفنه إلى جانب الرسول عليه السلام، وبالفعل حفر له مكاناً بجانب الرسول، ووضع رأسه عند كتف الرسول صلى الله عليه وسلم، وألصق اللحد بقبر الرسول، وصلى عليه سيدنا عمر رضي الله عنه .

توفي أبو بكر رضي الله عنه في ليلة الثلاثاء بين صلاة المغرب والعشاء وكان عمره ثلاثة وستين عامًا.