ادب

الكشف عن القصة الحقيقية لفيلم « الأوغاد المجهولين » “Inglourious Basterds”

لا تتوافق جميع الأفلام التي تعرض على أنها مقتبسة من قصص حقيقية مع الأحداث الواقعية التي حدثت، فبعض الأفلام تختلف عن قصصها الحقيقية، وهذا ينطبق أيضا على فيلم `أوغاد مجهولون` `Inglourious Basterds`، وهو فيلم حرب صدر في عام 2009 للمخرج كوينتن تارانتينو، وشارك في بطولته الممثل براد بيت وكريستوف فالتز وميلاني لوران. يحكي هذا الفيلم قصة مزدوجة لاغتيال القيادة السياسية لألمانيا النازية في محاولتين، الأولى من قبل شابة يهودية فرنسية صاحبة دار عرض سينمائية، والثانية من قبل فريق مجند من مجموعة يهود بقيادة الملازم ألدو راين الذي يجسده براد بيت.

مراحل الإنتاج
قام كاتب السيناريو تارانتينو بالعمل لمدة 10 سنوات على كتابة السيناريو قبل أن يبدأ إنتاجه مباشرة في عام 2008، ثم بدأ تصوير الفيلم بتكلفة تقدر بسبعين مليون دولار أمريكي. تم عرض فيلم `أوغاد مجهولون` لأول مرة في 20 مايو عام 2009 في مهرجان كان السينمائي في الدورة الـ62، حيث كان من بين المتنافسين البارزين لجائزة السعفة الذهبية المرموقة. وبدأ عرض الفيلم في صالات السينما الأمريكية والأوروبية منذ أغسطس 2009 بواسطة شركتي `Universal Studios` و`The Weinstein Company`.

الأصداء
حقق فيلم الأوغاد المجهولون الأمريكي أرباحا تجاوزت 300 مليون دولار أمريكي في صالات العرض حول العالم، وهو ثاني أعلى فيلم من حيث الإيرادات بعد فيلم `جانغو المستحق`. حاز الفيلم على عدة جوائز وترشيحات، بما في ذلك ثمانية ترشيحات لجائزة الأوسكار وجائزة أفضل فيلم. فاز كريستوف فالتز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان كان السينمائي عن دوره `كهانز لاندا`، ونال جائزة الغولدن جلوب وجائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد.

القصة الحقيقية للفيلم
في 18 مايو 1942، تم عرض فيلم جديد لشركة `جوبلز` في حديقة `Lustgarten` في عاصمة ألمانيا. كان هذا الفيلم عبارة عن إصدار جديد للدعاية النازية، حيث قدم نقدا لحكم الاتحاد السوفياتي ومبررا للقتال ضده واحتلال أراضيه. في ذلك الوقت، دخل اليهودي الشيوعي يواكيم فرانك الحديقة ومعه حقيبة جلدية تحتوي على قنابل حارقة، وكان يخطط لتركها في المكان والابتعاد بسرعة لتشتعل النيران في مكان العرض. انفجرت القنابل واشتعلت النيران، مما أسفر عن مقتل حوالي 33 شخصا في المكان وتسببت في بعض الأضرار، وهو ما تشكل تهديدا قويا للنظام النازي.

في هذا المشهد السينمائي، قام كوينتن تارانتينو بتصوير الواقع والتركيز على القنابل الحارقة والقتلى. وتركز الفيلم على مجموعة من المقاومة ضد نظام النازية، والتي كانت تتألف بشكل رئيسي من اليهود والذين يعيشون في باريس خلال احتلال ألمانيا لفرنسا. كانوا يعملون على زرع الأفخاخ للتخلص من الجنود الألمان. عندما علموا بأن هناك عرضا سينمائيا لفيلم جوبلز سيقام في سينما صغيرة وأن القادة سيحضرون، بدأوا في التخطيط لقتلهم. في هذا الوقت، كانت صاحبة السينما ترغب في حرق المكان بأكمله خلال العرض، مما أدى إلى تحول القصة وموت أبطالها.

انتقاد الأبطال الحقيقيين للفيلم
لكن كيف أحرقت دار العرض و فيها كل من هتلر و جوبلز و كبار القياديين النازيين ؟ في الواقع كان يواكيم فراند الذي أحرق جزءا من القاعة أحد أفراد المقاومة الذين لم يتجاوز عمرهم العشرين عاما و كلهم يهود و لهم ماض مؤلم بسبب النازيين بزعامة هيربرت بوم و زوجته ماريان . فهل اعتبرهم المخرج هم الأوغاد المجهولون؟

لكن حسب موقع ” Uproxx” فإن الفيلم أوغاد مجهولون يرتكز على قصة حقيقية لفريق مقاوم بريطاني قام بتأسيسه تشرشل بإسم ” X-Troop ” و كانت تتكون من اليهود الإنجليز من عدة بلدان أوروبية، تهدف إلى القيام بعمليات مقاومة ضد النظام النازي. و من أهم العمليات التي قامت بها هذه المجموعة هي ما تسمى ” D-Day” التي كانت من اجل استكشاف سلاح نازي جديد لكن توفي فيها 21 من أعضاء المقاومين و بقي منها 22 فردا حيا شاهدوا فيلم تارنتينو و اعتبروه مشوها للتاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى