الكاتب جاك كازوت وتنبؤه بالثورة الفرنسية
جاك كازوت هو كاتب فرنسي شهير بعد كتابته رواية الشيطان العاشق، التي غيرت حياته وكشفت له أسرار المستقبل .
نبذة عن جاك كازوت
ولد جاك كازوت في عام 1719م في فرنسا، كان والده عاملا بسيطا، وتلقى تعليمه الأولي في المعهد اليسوعي، وبعد ذلك انضم إلى البحرية وتقدم في الرتب حتى أصبح مفوضا عاما على بعض الجزر الفرنسية. وخلال تلك الفترة، لم يكن مشهورا بين الأدباء ولم يكن له مكان في الأوساط الأدبية، على الرغم من كتابته قصتين قصيرتين. وبعد انتهاء خدمته في البحرية، انتقل للعيش في شمال فرنسا، وكان في سن الأربعين آنذاك، وبدأ في الكتابة من جديد وسعى لنشر كتاباته في الصحف .
و بعد فترة اتجه جاك لكتابة الروايات ، و كانت الشيطان العاشق أولى رواياته الطويلة و التي نشرها عام 1772م ، و قد حققت نجاحًا كبيرًا باعتبارها سابقة في مجال الروايات الرعب ، و الرواية تحكي عن رجل نبيل يتنكر له الشيطان في هيئة خادمة جميلة و يحاول إيقاعه في شباكه ، و لكن الشاب يرفض إقامة أي علاقة غير أخلاقية مع تلك الخادمة ، إلا من خلال الزواج الشرعي و موافقة والدته .
تنبؤ جاك كازوت بالثورة الفرنسية
في إحدى حفلات الأمير دي بوفو عام 1788م، كان هناك الكثير من النبلاء والأمراء، وكان أيضا كازوت حاضرا للحفل، وأثناء الحفل قام كازوت بإخبار الجميع عن الثورة الفرنسية القادمة وأخبرهم عن طريقة وفاة كل منهم، فمثلا أشار إلى السيد نيكولاس تشامفورت قائلا: “سوف تقطع شرايينك داخل زنزانتك أملا في الموت، ولن تموت سوى بعد أشهر”، وإلى السيد فليكس فيك دايز قائلا: “سوف ترتجي من الحراس أن يقطعوا شرايينك حتى تموت، وما أن يحدث ذلك حتى تنتحر وتموت في نفس الليلة .
و أشار إلى السيد دي نيكولاي قائلًا : سوف يموت ، فوق منصة المقصلة هو والسيد بايلي ، و إلى الناقد جان فوانسوا لاهارب قائلًا : سوف يصبح متدينًا ، وكان رهارب شديد الإلحاد في هذا الوقت ، أما عن دوقة جارمونت فأخبرها بأنها سوف تعامل هي وكافة النساء مثل الرجال ، وسوف يتم تقييد أيديهن إلى خلف ظهورهن ، نحو المقصلة في عربة مكشوفة أمام الجميع .
تحقق تنبؤات جاك كازوت
لم يمر عام واحد حتى اندلعت الثورة الفرنسية، التي قام بها الجياع، وتحققت جميع تنبؤات كازوت. وأقيمت محاكمات للجميع بدعوى أنهم أنصار النظام السابق. وبعد وفاة كازوت، قام العديد من الحاضرين في حفلته بكتابة تنبؤات كازوت وكيف تحققت في أقل من عام. أشار بعض الناس إلى أنه كان منضما للطائفة الدينية التي أخبرته بما سيحدث، بينما أشار آخرون إلى أن ما قاله كازوت كان محض الصدفة، وهذا ما يحدث في جميع الثورات .
نقطة التحول في حياة جاك كازوت
بعد عدة أشهر من نشر رواية الشيطان العاشق ؛ تفاجئ جاك بزائر يأتي له في منتصف الليل ، و بعد الحديث معه يتضح أن هذا الزائر ينتمي إلى إحدى الطوائف الدينية ، و كان يظن أن جاك كازوت ينتمي هو الآخر لتلك الطائفة ، و ذلك بسبب المعلومات التي ذكرها في روايته الشيطان العاشق و التي لم يكن يعلمها أحد سوى أعضاء تلك الطائفة .
و لكن كازوت أقسم له بأنه لا ينتمي لأي طائفة دينية ، و لكن الزائر لم يترك كازوت و شأنه و أخذ يحكي معه في أمور عديدة يشيب لها الرأس ، كما وصفها كازوت فيما بعد ، و أخذه الزائر ليقابل أحد زعماء تلك الطائفة الدينية ، و لا أحد يعلم عن الحديث الذي دار بينهم ، و لكن لاحظت عائلة كازوت تغير كبير في شخصيته بعد ذلك اليوم ، حيث كان يقضي أيامًا طويلة حبيسًا في غرفته ، و صار أهله يسمعون أصواتًا غريبة تخرج من غرفته ، و بعد ذلك تنبأ كازوت بالعديد من الأمور التي حدثت بالفعل فيما بعد .