الخليج العربي

الكاتبة الدكتورة الهنوف الدغيشم..

من هي الهنوف الدغيشم في إيجاز…

هنوف الدغيشم هي أم لثلاث بنات وطبيبة أسنان مبتعثة من جامعة الأميرة نورة لإكمال دراساتها العليا في ألمانيا، في جامعة فرايبورغ. عاشت تجربة صراع داخلي في مدينتها فرايبورغ، بين واجباتها كأم وطبيبة وكأنثى وغريبة، وبين رغبتها في أن تكون قوية ومستقلة وتمتلك عالما خاصا بها. وبالطبع، هذا الصراع أدى إلى حالة من التوتر الداخلي، فسعت لبناء السلام بين النساء المتناقضات والمتشابكات داخليا. وبالتالي، بحثت عن حياة شاسعة تستوعب كافة الجوانب وتلبي رغبات كل امرأة فيها. صرحت في حديثها لصحيفة `الرياض`: `كان لدي تصور عن الجانب العلمي والبحثي والعقبات التي قد تواجهني، مثل اللغة على سبيل المثال، ولكن الجانب الآخر المتعلق بحياتي الجديدة في مجتمع مختلف عن مجتمعي ونشأتي وكيفية التواصل مع هذا التغيير المفاجئ، كان غامضا ومقلقا أحيانا. ربما أشعر الآن بأنني كنت أبالغ في قلقي وتوتري.

كتابها الأول…

في كتابها الأول، أوضحت الهنوف كيف أنها في وحدتها كتبت عن نفسها في هذه المدينة، وعن المرأة التي رآتها لأول مرة بهذه الوضوح. الغربة كانت الطريق إلى نفسها. قادتها هذه الوحدة إلى اكتشاف أعماق روحها المظلمة وكشفت النور عن تفاصيل ذهنها. هزت الروتين الممل ونفخت الحياة في داخلها. ركضت وحيدة في أرجاء مخاوفها الداخلية الواسعة والمخيفة من كل ما هو غير معروف وغير مفهوم. استثارت الأسئلة الكامنة فيها كبراكين متوجسة .

أين كتبت هنوف الدغيشم…

أوضحت الهنوف بفخر أنها كتبت في الترام وغرف الانتظار وفي الأوقات الطويلة التي كانت وحيدة فيها. وأشارت إلى أنها كانت تكتب عشوائيا في ملاحظات متفرقة وفي رسائلها لصديقاتها، وفي ذاكرة الآيباد وملاحظات الهاتف المحمول. لم تكن لديها فكرة واضحة عن الكتابة حتى اقتربت من نهاية هذه التجربة وشعرت أن تجربتها مختلفة تماما عن تجربتها السابقة مع صديقاتها اللاتي كن رفيقات لها في هذه الرحلة. كانت في حالة اندماج تام وتصالح طبيعي مع الغربة، حيث لم يكن لديهن وعي بالفوارق، وهذا منح روحها هدوءا .

الدوافع التي جعلت من الدغيشم كاتبة…

وعن سبب كتابتها ونشرها، فإن الكتابة بالنسبة لها كانت تقلل من القلق الذي ينبعث أو يتسرب في داخلها، وتعبر عن نفسها النقية. لذلك، كتبت عن تغيراتها والتحولات التي مرت بها في هذه المدينة الصغيرة. وكانت ممتنة لجميع العابرين اللا مبالين، الذين صنعوا قصة داخلها بمرورهم السلس. فكتبت لأن عقلها يحاول تحويل كل صورة عابرة إلى كلمة، وكل موقف إلى كلمة. وعقلها لا يتوقف عن البحث عن الكلمات. وما يشغلها هو الحاجة إلى كلمة لا تتردد في الوصول إليها، وتعبير لا يمكنها تحقيقه .

ختاما… هنوف الدغيشم هي واحدة من الشخصيات الفريدة المميزة التي استطاعت تحويل قلقها وخوفها إلى كتابات وكلمات ساحرة، حيث استطاعت الدخول إلى عالم الأدباء وإرسال تجربتها من خلال كتاباتها إلى الكثير من المغتربات اللواتي يعانين من نفس الصراع الداخلي بين القيم المجتمعية التي نشأنا عليها وتلك التي نعيش بها في الغربة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى