القفز الطويل في الوسط المدرسي
منذ الأزل، كان القفز الطويل جزءا من ثقافة ألعاب القوى في جميع أنحاء العالم، وهي واحدة من الرياضات الأساسية في الأولمبياد القديمة والحديثة.
الهدف البسيط لرياضة القفز الطويل هو تحقيق أقصى مسافة ممكنة من خلال القفز الأفقي، ولكن عند النظر في تفاصيلها وقوانينها، نجد أنها واحدة من أصعب رياضات سباقات المضمار والميدان التي تحتاج إلى وقت طويل لإتقانها.
رياضة القفز الطويل
بناء على أن رياضة القفز الطولي تحتاج فقط إلى مسافة صغيرة نسبيا، فإنها تعد واحدة من الأنشطة المدرسية المفضلة، حيث تتضمن حركات بسيطة وسهلة وتساهم في تقوية العضلات واللياقة البدنية بشكل كبير. تجمع رياضة القفز الطويل بين السرعة والقوة والرشاقة والحركة السلسة. يمكن للطلاب تحقيق قفزة بمسافة تتراوح بين 10 و15 قدما في البداية، وقد تصل إلى 20 قدما بالتدريب المنتظم. تتطلب تدريبات رياضة القفز الطويل اتقان عدة أنواع من المهارات والقدرات الرياضية، وخاصة العد والقفز السريع، بالإضافة إلى معرفة قواعد وتقنيات رياضة القفز الطويل.
قواعد رياضة القفز الطويل
في رياضة القفز الطويل، يجب على اللاعب في البداية الجري على مسافة محددة، ثم الاندفاع في الهواء من لوحة الإقلاع، ويتعين على اللاعب البقاء في الهواء أطول فترة ممكنة قبل الهبوط على الأرضية الرملية.
يتألف مضمار اللعب بالكامل من ثلاثة أجزاء هي المدرج ولوحة الإقلاع وحفرة الرمل التي يتم الهبوط عليها، يبلغ طول المدرج 40 مترًا، وهو مشابه لمضمار الجري المستخدم في الجري أو سباقات المسافات المتوسطة أو سباقات المسافات الطويلة وهو مصنوع من مادة مطاطية مستخدمة في معظم مضامير السباق والجري.
توجد لوحة الإقلاع في نهاية المدرج وعرضها 20 سم. يجب أن تكون لوحة الإقلاع والمدرج على نفس المستوى، وفي نهاية لوحة الإقلاع يوجد خط، ويجب أن تكون أصابع قدم اللاعب خلف هذا الخط عند الارتقاء أو القفز في الهواء. لمس الخط أو تجاوزه من الأخطاء المتكررة في رياضة القفز الطويل، حيث لا يحتسب القفزة في هذه الحالة.
بعد مرحلتي الإقلاع في الهواء والطيران، يهبط اللاعب في حفرة الرمل الموجودة في الجانب الآخر من لوحة الإقلاع، يتم قياس مسافة القفزة المقطوعة من حافة لوحة الإقلاع إلى أقرب نقطة في الرمال (لمس الرمال من قبل أي جزء من جسم اللاعب أثناء الهبوط) وهي النقطة الأقرب إلى لوحة الإقلاع.
يجب إكمال القفزة بأكملها في غضون دقيقة واحدة فقط، وذلك بدءًا من لحظة دخول اللاعب إلى المدرج، يجب على جميع اللاعبين ارتداء أحذية رياضية بسماكة لا تتجاوز ثلاثة عشر ملم في نعلهم، غالبًا ما يعطى اللاعب عدد ثابت من المحاولات ويتم احتساب القفزة ذات المسافة الأطول على أنها القفزة الأفضل.
في الجولات الأخيرة من المنافسات الرياضية الكبيرة كالألعاب الأولمبية أو بطولة العالم لألعاب القوى، غالبًا ما يعطى اللاعبون ست محاولات، ويتم اختيار المتأهلين للتصفيات النهائية بعد مجموعة من ثلاث جولات تنافسية في القفز الطويل، يحصل المتأهلون على ثلاث محاولات أخرى من أجل الفوز في النهائي.
تقنيات رياضة القفز الطويل
يمكن تجزئة مراحل القفز الطولي إلى 4 مراحل، وهي الاقتراب والارتقاء والطيران والهبوط، على اللاعب أن يعرف الطريقة الصحيحة والتقنيات المستخدمة في كل مرحلة.
مرحلة الاقتراب
هذه المرحلة هي الأساس في مسافة القفزة المقطوعة، يجب على اللاعب في هذه المرحلة الجري السريع نحو لوحة الإقلاع، حيث يجب على اللاعب أن يجري مسافة 40 متر في هذه المرحلة، ونظريا، استخدام المسافة الكاملة هو خطوة ذكية للوصول إلى أقصى سرعة وقوة دفع للأمام قبل الارتقاء في الهواء، كما أن فترة التشغيل أو الاقتراب الأقصر تساعد على زيادة التحكم في القفزة، ويستطيع اللاعبون المحترفون في هذه الرياضة قطع هذه المسافة في 20 إلى 22 خطوة تقريبا.
مرحلة الخطوتان الأخيرتان
تتضمن هذه المرحلة المهمة الخطوتان الأخيرتان قبل ارتقاء اللاعب في الهواء من لوحة الإقلاع، ينبغي على اللاعب في هذه المرحلة ترك الأرض بزاوية 20 درجة أو أقل من أجل تحقيق أقصى مسافة أفقية، تهدف الخطوتان الأخيرتان إلى تهيئة الجسم من أجل تحقيق ذلك دون خسارة السرعة الأمامية.
عادةً ما تكون الخطوة الأخيرة قبل الإقلاع في القفز العالي أقصر من الخطوة الأخيرة قبلها، ويتم ذلك لتخفيض مركز الثقل للعداء وتجهيز الجسم لأقصى قوة دفع ممكنة، في حين تكون الخطوة قبل الأخيرة أطول لتحقيق ذلك.
مرحلة الارتقاء
في مرحلة الارتقاء في الهواء من لوحة الإقلاع، يجب على اللاعب أن يتأكد من وضع قدمه بشكل مسطح على الأرض، لأن الاعتماد على كعب القدم أو أصابع القدم يؤثر سلبا على القفزة. الاعتماد على كعب القدم يقوم بتقليل القوة الدافعة في الهواء ويؤدي إلى تأثير الكبح. بالمقابل، الاعتماد على أصابع القدم يؤثر على توازن الجسم ويقلل بشكل كبير من مسافة القفزة. بالإضافة إلى ذلك، الحفاظ على وضعية الجسم الصحيحة أثناء الارتفاع في الهواء مهم بنفس القدر من وضعية القدم الصحيحة. هناك مجموعة من التقنيات المستخدمة للارتقاء في الهواء، مثل الركل أو الأذرع المزدوجة، ولكل منها مزايا وعيوب مختلفة.
مرحلة الطيران
بعد الانتهاء من المرحلة السابقة، يتبقى للاعب القليل من التحكم في الاتجاه والهبوط، ولكن هناك مجموعة من الإجراءات التي تساعد في زيادة مسافة القفزة المقطوعة، وتشمل هذه الإجراءات بعض تقنيات التحكم في الجسم بطرق معينة في الهواء. يوجد ثلاث تقنيات مستخدمة بشكل شائع في مرحلة الطيران
- الشراع: هذه الطريقة هي الطريقة الأبسط والأسهل، يمكن استخدام هذه الطريقة من قبل المبتدئين من أجل زيادة مسافة القفزة قدر الإمكان، ينبغي على اللاعب رفع ساقيه إلى الأعلى مباشرًة بعد الإقلاع بحيث يستطيع لمس أصابع القدم، تسمح هذه التقنية للاعب بإطالة مرحلة الطيران مع قوة الدفع المحققة أثناء الإقلاع.
- التعلق: يجب على اللاعب أن يمتد جسده إلى أقصى حد بعد الطيران، وعليه أن يمتد بكل من ذراعيه وساقيه للوصول إلى أقصى مسافة ممكنة، ويجب أن يحافظ على هذا الوضع حتى يصل إلى أعلى نقطة في الارتفاع، وبعد ذلك ينبغي على اللاعب أن يحرك ساقيه إلى الأمام للهبوط.
- الركل: يشار إلى هذه الطريقة باسم التسلق أو المشي في الهواء، ويجب على اللاعب تحريك أطراف جسده خلال الطيران للحفاظ على التوازن، وقد تكون هذه الطريقة صعبة على المبتدئين.
مرحلة الهبوط
ينبغي للعبَّة في هذه المرحلة التأكد من هبوط الكعبين أولًا لتجنُّب الوقوع إلى الخلف على الرمال وبالتالي تقليل مسافة القفزة. وبعد الهبوط، ينبغي عليه القيام بحركاتٍ معينةٍ للحفاظ على الساقين للأعلى والجسم للأمام للحفاظ على التوازن والحركة الصحيحة.