رواية موبي ديك هي إحدى أشهر روايات الكاتب الأمريكي هيرمان ملفيل، وقد اقتبس الكاتب هذه الرواية من قصة حقيقية حدثت في زمنه، وهي حادثة غرق السفينة إيسكس.
نبذة عن رواية موبي ديك:
تم نشر رواية موبي ديك لأول مرة عام 1851م ، و هي تحكي عن قبطان يُدعى أهاب ، الذي فقد ساقه بسبب أحد الحيتان أثناء رحلة صيد ، و عزم على الانتقام من ذلك الحوت ، و لذلك انطلق بسفينة ل صيد الحيتان و سعى للبحث عن الحوت الذي قطم ساقه ، و الذي أطلق عليه اسم موبي ديك ، و في وسط البحر يجد القبطان الحوت الذي يعثر عليه ، و يهرول خلفه ليقضي عليه ، و لكن الحوت يتمكن من القبض عليه ، و بالتالي فإن القبطان يقود بحارته إلى نهاية مأساوية.
لم يجد النقاد أي استحسان لرواية هيرمان ميلفيل عندما نُشرت، ولم يكن الناس مهتمين بها. ولكن في عام 1907، اشتهرت الرواية بعد اختيارها للنشر في إحدى المكتبات الشهيرة، وبعد ذلك تم إنتاج العديد من الأفلام التي تتحدث عن هذه الرواية، وبعضها كان يحمل نفس الاسم.
القصة الحقيقية للرواية:
تتعلق رواية موبي ديك بقصة غرق سفينة إيسكس التي تم بناؤها عام 1799، ويبلغ طولها حوالي 27 مترا، وتحمل خمسة قوارب نجاة على متنها. وعلى الرغم من صغر حجمها، حققت سفينة إيسكس سمعة جيدة بعد العديد من رحلات صيد الحيتان الناجحة. وفي عام 1819، بقيادة الكابتن جورج بولارد، انطلقت رحلة صيد جديدة مع بعض البحارة الذين تراوحت أعمارهم بين العشرين والثلاثين، وكان الهدف من الرحلة الوصول إلى منطقة تواجد حيتان العنبر على سواحل أمريكا الغربية. وعلى الرغم من الأحوال الجوية السيئة، قرر الكابتن بولارد الاستمرار في الرحلة ومحاولة الصيد. وبعد مرور خمسة أشهر، وصلت السفينة إلى السواحل الغربية لأمريكا الجنوبية.
بعدما قام البحارة بجمع ما يلزمهم من طعام ، و قاموا بإصلاح الأضرار التي سببتها الرياح لسفنهم ، شرعوا في البحث عن الحيتان ، و ما لبثوا و قد ظهر لهم حوت أبيض ضخم يبلغ حوالي 26متر ، قام ذلك الحوت بمهاجمة السفينة و نجح في شقها نصفين ، و بعدها اختفى الحوت عن أنظار الجميع ، و تساقط البحارة في مياه المحيط لم يبقى لهم سوى ثلاث قوارب متهالكة للنجاة ، و كان طعامهم قليل و شديد الملوحة بسبب تعرضه للمياه ، و بعد أسبوع نفذ الطعام بأكمله و عانى البحارة من الجوع و العطش ، و بعد صراع طويل قرروا الذهاب لجزيرة هندرسون ، و هي جزيرة يُعتقد أنها مسكونة بأكلي لحوم البشر ، و بالفعل نجحوا في الوصول لها و قاموا باستكشافها و لم يجدوا أي أحد يعيش عليها.
بقي البحارة على الجزيرة لمدة أسبوع حتى نفاد الطعام والشراب، وبالتالي قرر القبطان المغادرة، ولكن ثلاثة بحارة رفضوا المغادرة وقرروا البقاء على الجزيرة. أما بقية البحارة، فقد غادروا مع القبطان على أمل الوصول إلى جزيرة إيستر في ثلاثة أيام، ولكنهم سرعان ما تعرضوا لخيبة الأمل حيث نفذ طعامهم وانحرفت القوارب عن المسار المخطط لها. أصيب بعض البحارة بالأمراض بسبب الجوع والعطش والحرارة، وبدأوا في الموت تباعا. بعد معاناة كبيرة ومرور 89 يوما من غرق السفينة، تم إنقاذ الناجين من البحارة، بما في ذلك القبطان. عاش هؤلاء البحارة ليرووا قصتهم للناس.