القبض على حسين الراضي بعد تمجيده لحزب الله
قد ألقت الجهات الأمنية السعودية القبض على حسين الراضي في مساء يوم الاثنين 21 مارس الحالي في مدينة الرميلة بالأحساء شرق السعودية. وذلك بسبب خطبته في يوم الجمعة الماضية 18 مارس، حيث أشاد بحزب الله اللبناني وأعرب عن تحية للأمين العام للحزب السيد نصر الله الذي يعتبره رمزا للشرف والأمانة والنصر، والمدافع عن المظلومين وعدوا للظالمين. وصفه بأنه “العلامة المجاهد المفدى”، وأدان تصنيفه كحزب إرهابي من قبل دول مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، واعتبر هذا القرار “وصمة عار على العرب والعروبة طوال حياتهم.” واعتبر أن هذا القرار يصب في صالح الكيان الصهيوني ويعتبر نصرا له. كما أعرب في نفس الخطبة عن دعمه للحزب وطلب من المملكة أن تتخلى عن شؤون الحزب وترك اليمن وسوريا وليبيا والبحرين. وأشعل النار بين الناس من خلال كلماته المثيرة للفتنة.
القبض على حسين الراضي
أمر القبض عليه جاء بعدما أتضح (كما ذكرت الأجهزة الأمنية) عدم تجاوبه مع التعهدات السابقة والتي قطعها على نفسه، بسبب إساءته للدولة، ودفاعه عن الشيعي نمر النمر الذي أُعدم مِن قبل السلطات السعودية بتهمة الإرهاب، ومن ضمن ما وجهته الأجهزة الأمنية له مِن تُهم هو تهيج الرأي العام، عن طريق استغلال منابر المساجد وهو ما يُخالف أنظمة الدولة.. تم القبض عليه بعد أن قامت حشود كبيرة مِن قوات الأمن بمحاصرة المكان حتى لا يتمكن مِن الهرب إن حاول ذلك.
يجب الإشارة إلى أن الشيخ الراضي أعلن قبل اعتقاله مساء يوم الاثنين أن مدير شرطة محافظة الأحساء نبهه شفهيا بمنعه من إمامة الصلاة والخطابة في مسجد الرسول الذي كان يخطب به أسبوعيا، وذلك بعد انتشار مقطع فيديو للخطبة التي ألقاها والتي أشاد فيها بحزب الله ونصر الله، مما أثار استياء وغضب السعوديين، ودفعهم للمطالبة بالقبض عليه ومحاكمته ومنعه من الخطابة..
تعليق الإعلامية الشيعية كوثر الأربش على خطبة الراضي
أطلقت الإعلامية السعودية كوثر الأربش، التي فقدت ابنها في تفجير استهدف مسجدا للشيعة في المملكة العربية السعودية الصيف الماضي، عدة تغريدات على حسابها الشخصي في تويتر تستهدف حسين الراضي وتتهمه بالتزلف للتيارات الشيعية المتطرفة. سألت: “هل تحاول يا شيخ الراضي أن تنضم إلى التيار الشيعي المتطرف بعد أن نبذوك وكفروك وشتموك؟ هل هذا استسلام؟ هل هذه الهزيمة؟ جريمة نصر الله هو قتاله للصهاينة؟!!” إذا كان هؤلاء السذج يصدقون هذه الأكاذيب، فالعقلاء يعرفون جيدا جرائم هذا الحزب الآثم
من هو حسين الراضي ؟
حسين علي راضي، رجل دين شيعي سعودي، هو خطيب جامع الرسول في بلدة العمران التابعة لمنطقة الأحساء. ولد في العام 1951م بالأحساء في شرق المملكة العربية السعودية. بدأ تعلم القرآن الكريم في الكتاتيب عندما كان عمره لا يتجاوز الخمس سنوات، وأكمل تعليمه حتى ختم القرآن وهو في سن السابعة. ثم التحق بالمدرسة وكان من الطلاب المتفوقين، حيث حصل على المراتب الأولى فيها. استمر في المدرسة حتى وصوله إلى الصف الرابع الابتدائي، ثم ترك الدراسة وهو في الحادية عشرة من عمره. عمل في جمع النقود ليتمكن من السفر إلى النجف الأشرف، وهي محافظة في العراق تعتبر مقدسة لدى الشيعة، حيث يقع فيها مرقد الإمام علي وتعتبر مرجعية دينية للشيعة وتضم الحوزة العلمية. تحقق حلمه بالسفر بعد ست سنوات في عام 1967م. في النجف الأشرف، تعلم من الشيوخ والأساتذة الشيعة. في عام 1980، انتقل الراضي إلى مدينة قم في إيران، والتي تعتبر الحوزة العلمية الشيعية الثانية بعد النجف، وتضم العديد من المؤسسات والمدارس العلمية التي تزيد عن 60 مدرسة ومؤسسة. استكمل دراسته في مذهبه هناك. بدأ التدريس أثناء دراسته في النجف الأشرف وقم، ثم عاد إلى الأحساء. تولى مسؤولية حوزة أهل الأحساء والقطيف، وقام بتنظيم دروسهم وتوفير الأساتذة المناسبين لهم لمدة تقارب الخمس سنوات. قام أيضا بتحقيق بعض الكتب وكتابة بعضها. لديه مجموعة من الكتب التي قام بتحقيقها وتأليفها في مجال مذهبه، بما في ذلك كتاب “المراجعات” و”النص والاجتهاد والفصول المهمة” وغيرها. من بين كتبه المؤلفة “مشكلة الزنا.. أسبابها وعلاجها”، و”الزواج بناء المجتمع وسمو الحياة”، و”تاريخ علم الرجال”، وغيرها.