القائد البحري الاسطورة الرايس حميدو
الرايس حميدو بن علي بحارة جزائري وأسطورة بحرية [1770 – 1815]، ولد في الجزائر لأسرة متوسطة الحال، التحق بالبحرية الجزائرية في عمر صغير واستطاع في فترة بسيطة أن يحصل على رتبة أمير بحر، كما استطاع بعدها تكوين أسطوله البحري الخاص المكون من ثلاث سفن بحرية، أحدهما البرتغالية، والأمريكان اللذين استولى عليهما محملين بأربعين مدفع لينطلق بعدها في البحر معلنًا عن شجاعته وإقدامه حتى ذاع صيته، حتى توفى على إثر معركة غير متكافئة بين سفينته وتسعة من السفن الأمريكية، وكان قد أوصى طاقم سفينته أن يرمى فور وفاته في البحر وتم تنفيذ الوصية ليستقر في المكان المفضل له.
نشأة الرايس حميدو :
ولد الرايس في أواخر القرن الثامن عشر في عام 1770، ونشأ في أسرة متوسطة الحال في الجزائر كان أبوه يعمل خياطًا بسيطًا، إلا أن حميدو لم تستهويه هذه المهنة التي لم يجد فيها روح المغامرة التي يشتاق، وقد وجد ضالته في البحر لذلك سارع بالالتحاق بالبحرية الجزائرية وهو في عمر الثالثة عشر، تدرج في المناصب حتى استطاع في فترة بسيطة أن يصبح ضابط بالبحرية ثم مع بداية القرن التاسع عشر أصبح بعدها أميرًا للبحرية الجزائرية.
الرايس حميدو أمير البحر :
بدأ الرايس حميدو حياته كقائد بحري مع بداية القرن التاسع عشر، وهو نفس الوقت الذي اندلعت فيه الثورة الفرنسية واعتلاء نابليون للعرش، وقد استطاع الريس حميدو بدهائه وذكائه الحربي وقدرته العالية على التخطيط أن يستولى على إحدى سفن الأسطول البرتغالي التي أطلق عليها “البرتغالية”، ومن بعدها استولى على سفينة أمريكية أطلق عليها “الميريكانا”، واستطاع بعدها تكوين أسطوله البحري الخاص المكون من ثلاث سفن بحرية سفينته الخاصة والسفينتين البرتغالية والأمريكية، محملين بأربعين مدفع، جعلته يفرض سيطرته على البحر لأكثر من ربع قرن فقد عرف عنه شجاعته وإقدامه كما عرف عنه الدهاء والقوة والقدرة على الصمود في المعارك.
وفاة الرايس حميدو :
وفي عام 1776 أعقاب الثورة الفرنسية، وقعت الولايات المتحدة وثيقة معاهدة مع الجزائر، تقوم بموجبها أمريكا بدفع مبلغ من المال مقابل حماية سفنها وعدم تعرضها لأي أذى، لكن مع اعتلاء جيفرسون لمنصة الحكم في الولايات المتحدة قرر عدم الدفع مما جعل الجزائر تعلن الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية، مما جعل البحارة الجزائريين ينظرون بعين الطمع لأي سفينة أمريكية ويعتبرونها غنيمة، مما جعل الرئيس الأمريكي يبعث بمجموعة من السفن للاستطلاع وفي عام 1815 تصادف تواجد الرايس حميدو بسفينته الخاصة بالقرب من الشواطئ الإسبانية في نفس وقت مرور السفن الأمريكية، ودارت معركة قوية ولكنها غير متكافئة الأطراف فسفينة واحدة مقابل تسعة سفن تحسم المعركة من الجولة الأولى، وعلى أثرها استشهد الرايس حميدو وكان قد أوصى بحارته أنه عند وفاته يرموه في البحر وبالفعل تم تنفيذ الوصية لتنتهي أسطورة هذا البحار الجزائري الشجاع.