القائد أرطغرل و حروف من نور في التاريخ الإسلامي
تضم حفل التاريخ الإسلامي القديم والحديث العديد من الشخصيات العربية والإسلامية اللامعة التي حفرت اسمها في تاريخ المسلمين والعرب وحتى العالم بأحرف من نور، وكانت الخلافة العثمانية آخر بطولاتهم في زمن الخلافة الإسلامية الأخيرة التي نشأت في تركيا، وقادها القائد الإسلامي العثماني أرطغرل، وسوف نستعرض تاريخه وأهم بطولاته وأمجاده في المقال التالي.
أرطغرل
إنه القائد الإسلامي العثماني المشهور باسم ارطغرل غازي، وهو من مواليد عام 1191 في التقويم الميلادي، وفقًا لمعظم المصادر التاريخية .
يعتبر ارطغرل والد الخليفة عثمان الأول، ويعد المؤسس التاريخي الأول للدولة العثمانية.
– كما أن القائد الخاص بقبيلة قايي وهم من أتراك الأوغوز، أما عن ذكر ارطغرل في كتب التاريخ الروحي للأتراك، أنه قد هاجر مع نحو ثلاثمائة وأربعين من بني قبيلته، وذلك من منطقة تركستان الشرقية في قلب القارة الآسيوية ومنها إلى منطقة الأناضول، وهي من المدن التركية المعروفة حاليًا .
– يرجع السبب في هجرة ارطغرل إلى هناك، وذلك جراء الزحف الذي شنه التتار أو المغول على الأراضي التركية، وقد استقر الحال بارطغرل ورفاقه في سفح الجبال الواقعة بمنطقة كراكداغ، وهي تقع بالقرب من العاصمة الحالية للدولة التركية وهي أنقرة.
أولى بطولات أرطغرل في التاريخ الإسلامي
عندما يتحدث الناس عن بطولات أرطغرل في التاريخ الإسلامي، يجب الإشارة إلى أنه وأبناء قبيلته كانوا في الطريق إلى المناطق المذكورة سلفًا أوبالقرب منها .
سمع القائد ارطغرل أصواتًا تأتي من اتجاه معين، فتوجه ارطغرل نحو مصدر الصوت، ووجد نفسه في وسط معركة شرسة وعنيفة بين جيش يتقدمه فرسان يحملون رايات المسلمين وجيش آخر يحمل رايات الصليبيين.
لم يتردد ارطغرل في أمر فرسان قبيلته، الذين كانوا من المحاربينين الأقوياء والأشداء، لينضم إلى صفوف المسلمين في ساحات القتال، حتى قبل تلقيه وأفراد قبيلته أي تدريب على المشاركة في تلك المعركة.
دخل ارطغرل ورفاقه المعركة دون معرفة القائد حتى بأفراد جيش المسلمين، لدعم ودعم إخوانهم المسلمين. وفي المعركة، فاجأوا جيش المسلمين بفرقتهم البطولية التي وصفتها كتب التاريخ بأنها لا تقل لها الغبار .
– وبالرغم من أن جيش المسلمين لم يكن لديهم معرفة سابقة بأرطغرل ورفاقه، إلا أن تفوقهم في ساحة القتال كان واضحا، حيث هاجموا الصليبيين بقوة رغم تفوق جيش الصليبيين في العدد والتجهيزات .
وقد ساهم وجود أرطغرل ورفاقه في تحويل كفة المسلمين التي كادت تخسر إلى نصرٍ مبينٍ بفضل الله.
حدث توحد المسلمين بعد تدخل أرطغرل ورفاقه
تسبب تدخل البطل المغوار ارطغرل وأبناء قبيلته في تحول سير المعركة وكفتها لصالح المسلمين، فكان لهم النصر المبين، وفي هذا المقام، يقول المؤرخ محمد فريد بك، أن النصر الذي تحقق على أيدي ارطغرل وجنوده، كان سببًا في نجدة الأمير علاء الدين الذي كان في ذلك الوقت سلطانًا على قونية .
مكافئة الأمير علاء الدين لأرطغرل
كان من عادة الأمير علاء الدين أن يكافئ ارطغرل ورجاله والذي كان دائم الاعتماد عليهم في كل معركة بعدد من الأقاليم والمدن، فضلًا عن الأموال الغزيرة، وقد حازت قبيلته فيما بعد باسم “مقدمة السلطان”، ذلك لتصدرها دائمًا صفوف المسلمين في مختلف المعارك التي يدخل جيش المسلمين بقيادة الأمير علاء الدين.
أرطغرل و الإمبراطورية العثمانية
ساهمت النجاحات المتتالية والانتصارات التي حققها جيش المسلمين، في تحفيز ارطغرل على ضم القرى والمدن، والتي كان آخرها قرية سوغت، والتي اقتحمها جيش ارطغرل في العام 1231 بالتقويم الميلادي، لتنضم إلى جملة الأراضي التي سيطر عليها ارطغرل ورفاقه، فكون منها اقطاعية تخضع له، حتى أضحت قرية سوغت، فيما بعد، عاصمة للإمبراطورية العثمانية الكبرى، وذلك في العام 1299 بالتقويم الميلادي، والتي تولاها عثمان الأول وهو ابن القائد ارطغرل.
يُعَدُّ ارطغرل واحدًا من الشخصيات الأكثر شهرة في تاريخ الإسلام والتاريخ العثماني بشكل خاص، ويتطلب الحديث عنه الكثير من المقالات والدراسات، ولكن قدمنا نبذة مختصرة ومبسطة عن تاريخ هذا البطل المغوار الإسلامي، وعن إحدى أشهر بطولاته في التاريخ الإسلامي.