الفوائد الصحية المفاجئة من البكاء
إذا كنت تعتقد أن البكاء هو علامة على الضعف، فقد تواجه صعوبة في تصديق أنه يمكن أن يكون له فوائد جيدة بالنسبة لك. ومع ذلك، البكاء مرتبط بعدة فوائد ملموسة تؤثر على الجسم والعقل على حد سواء. وفيما يلي سبعة من الأسباب الأكثر إثارة للاهتمام والأهمية. يجب أن تعرفها حتى لا تحاول قمع دموعك في المرة القادمة عندما تغلبك العواطف.
البكاء يقلل من الإجهاد
قد أجريت دراسة رائعة في قسم الكيمياء الحيوية المتقدمة في المركز الطبي بسانت بول رامزي في ولاية مينيسوتا. كشفت عن أن الدموع التي تنزف أثناء الشدة العاطفية تختلف كيميائيا عن تلك التي تنزف نتيجة لاستجابة فيزيولوجية. عندما يكون البكاء بسبب فقدان شخص ما، تنتج مواد مختلفة تماما عن الدموع التي تنزف نتيجة لتقطيع البصل اللاذع. وتحديدا، يساعد البكاء بسبب الحزن على التخلص من المواد الكيميائية المرتبطة بالتوتر، مثل هرمون الكورتيزول، مما يقلل من الشعور بالتوتر والاضطراب الذي ينتاب الشخص بسبب ذلك. وتدعم هذه النتائج حقيقة أن الناس يجدون معدل التنفس ومعدل ضربات القلب أبطأ بعد ظهور علامات البكاء الواضحة، نتيجة لتخفيض الإجهاد الفيزيولوجي.
البكاء يمكن تعميق العلاقة الحميمة
بينما يمكن أن يكون صعبا عليك أن تظهر عمق الحزن لشخص آخر، إلا أن البكاء يوفر فرصة ثمينة لتعزيز الروابط الشخصية. أظهرت الدراسات أن معظم الناس يبدي رد فعلا تعاطفيا ورغبة في المساعدة عند رؤية شخص آخر يبكي ويعاني من ضيق واضح. لذلك، البكاء مع شريك حياتك لأول مرة يمكن أن يكون لحظة تاريخية ويشير إلى ظهور عمق جديد في العلاقة العاطفية. بالإضافة إلى ذلك، إذا اكتشفت أن صديقا أو شريكا لا يمكنه التعبير الصادق عن المشاعر أو التعاطف معك أثناء بكائك، فهذا يعطيك إشارة تحذيرية هامة بأنه قد لا يكون داعما بشكل كاف على المدى الطويل.
يمكن أن يقلل البكاء من خطر بعض الأمراض
وكما ذكر سابقا، يساعد دموعك في التخلص من هرمون قشرة الكظر، وتبين أن ذلك قد يؤثر على نطاق أوسع. إذ يسبب هرمون قشرة الكظر إنتاجا مفرطا للكورتيزول الذي بدوره مرتبط بكل شيء بدءا من أمراض القلب وصولا إلى زيادة الوزن ومشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب. لذا، يجب عليك أن تكوني مستعدة للسماح لنفسك بالبكاء عندما تواجهين مشاكل الحياة الصعبة؛ فهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة عمر الإنسان.
البكاء يحسن إنتاج الأندورفين
ربما قد تعرف عن العلاقة بين الاندورفين وممارسة التمارين الرياضية. وبعض الوعي عن كيف تؤدي هذه المواد الكيميائية “شعورا جيدا” لزيادة في المزاج. ومع ذلك فان ما هو أكثر إثارة للدهشة هو أن بعض الدراسات تبين أيضا وجود صلة بين البكاء وزيادة انتاج الإندورفين. وكذلك مساعدتك على الشعور بالتحسن وغالبا ما يوصف الاندورفين كمسكن طبيعي للألم. وهذا يعني أن البكاء قد يهدئ بعض (الآلام المرتبطة بالاضطراب العاطفي ويهدئ أيضا من بعض الآلام القوية مثل التوتر والصداع.( وعلاوة على ذلك.فالاندورفين له تأثير كمسكن طفيف. والتي قد يفسر جزئيا لماذا كثير من الناس تجد أنه من الأسهل أن تقع في راحة النوم بعد البكاء.
الدموع يمكنها مكافحة مسببات الأمراض
دموعك تحتوي على البروتينات المطهره وتسمي الليزوزيم. وكلاهما يعمل كمضاد للجراثيم ومضاد للفيروسات. وفي الواقع هذه البروتينات يمكنها التخلص من ما يصل الى 95٪ من البكتيريا بعد أقل من 10 دقيقة من التعرض للبكاء . وبناء عليه فمن المحتمل تخفيض خطر الإصابة بامراض العين. بالاضافه ايضا الى الفائدة الجانبية للبكاء وهى التنفيس من الضغط النفسي .
تعمل الدموع على تحسين رؤيتك
قد تشعر بالتهيج وعدم الراحة المصاحبة لجفاف العين. عندما تبكي لفترة طويلة، قد تلاحظ أن عينيك تورمان وتصبحان حمراوين. يمكن للدموع أن تساعد في ترطيب العين وتحسين الرؤية عند الجفاف.
البكاء يسهل المواجهة العاطفية
إذا كنت تتعامل مع شيء صعب. فالسماح لنفسك بالبكاء يشجعك على مواجهة القوة الكاملة من المشاعر المؤلمة الخاصة بك. فهى تكون مؤلمه فى الوقت الراهن ومن الأفضل لصحتك النفسية على المدى الطويل عدم قمع المشاعر والتعبير عنها من خلال البكاء.فكتم تلك المشاعر تعمل على منعك من المضي قدما فى تخطي المشكله .وأشار مؤخرا باحثون في جامعة فلوريدا أن البكاء قد يكون مفيد بشكل خاص للأشخاص الذين يجدون صعوبة في وصف مشاعرهم في كلمات.فالدموع النقية المتدفقة. تجعلك تشعر انك لا تحتاج الى مفردات مثيرة للإعجاب. وفي الوقت نفسه عندما تواجه مشاعرك بهذه الطريقة يكون من السهل عليك الخروج من الضغط النفسي الناتج عن الحاله التى لاتستطيع من خلالها التعبير من خلال الكلام .
– ملاحظة تحذيرية
وأخيرا، على الرغم من أن البكاء يرتبط بلا شك بتحسين الصحة النفسية وبعض الفوائد الصحية الأخرى، إلا أن البكاء المستمر طوال الوقت يشكل قضية مختلفة. إذا كنت تكبح دموعك عدة مرات في اليوم، فقد يكون ذلك علامة على إصابتك باضطراب المزاج. وإذا كانت دموعك مرتبطة بالاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة، فمن المرجح أنك لا تستفيد من الفوائد العاطفية المذكورة سابقا. في هذه الحالة، من الحكمة زيارة الطبيب ومناقشته لإيجاد حلول لتلك الحالة .