الفنون الصخرية في حائل معلم تراثي فريد في السعودية
تمت إضافة الفنون الصخرية في منطقة حائل إلى قائمة المعالم التراثية البارزة في منظمة اليونسكو كموقع تراث عالمي محدد، وتقع في منطقة جبة والشويمس. تعتبر هذه المنطقة وجهة سياحية عالمية داخل المملكة العربية السعودية في منطقة حائل، وهي واحدة من أهم المواقع الأثرية في المملكة، حيث يعود تاريخها إلى حوالى 10 آلاف سنة قبل الميلاد. تعد هذه الرسوم الصخرية واحدة من أهم الآثار النادرة المدرجة في قائمة التراث العالمي .
نبذة تاريخية عن الفنون الصخرية بحائل: سكن الإنسان القديم الجزيرة العربية منذ أكثر من مليون سنة، ويتم تحديد ذلك من خلال الأدوات الحجرية التي تم العثور عليها في موقع الشويمس في وسط الدوادمي، وفي جنوب بئر حما، وغرب وادي فاطمة. عاش الإنسان الأول حياته في الكهوف والمغارات، وكان يعتمد على قوة الصيد وجمع الأطعمة. استمر هذا النمط من الحياة حتى العصر الحجري، حيث اعتمد الإنسان على قوته وأدوات الصيد البدائية. احتاج الإنسان إلى تدوين نشاطاته، لذا قام بتدوين أنشطة الصيد وأساليب القتال وغيرها من الأمور على سفوح الهضاب والجبال، وقام بتلوينها بالألوان. انتشر ذلك في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، حيث دون الإنسان جميع أنشطته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على الصخور ..
لذلك نجد التسلسل الزمني للصخور نسبي وتقريبي، حيث تم تحديد أي العصور التي تنتمي إليها الفنون الصخرية. وتم اكتشاف ثلاث عصور مختلفة، وهي العصر الحجري الحديث والعصر النحاسي والعصر البرونزي والعصر الحديدي. في العصر الحجري الحديث، الذي استمر من 12000 إلى 7000 قبل الميلاد، كانت النقوش تتميز بوجود تصاوير للإنسان والحيوان بدقة وإتقان لا مثيل لهما في الشرق الأوسط. تم نقش هذه النقوش باستخدام الأحجام الطبيعية وتميزت بوجود وجوه غامضة وأجسام مائلة، وعادة ما تتضمن رسوما للثيران والبقر. تم اكتشاف هذه النقوش في مواقع مثل الشويمس وجبة والحناكية في شمال المملكة العربية السعودية. وعلى الرغم من وجود رسوم مماثلة في أماكن أخرى، إلا أن هذا النوع من الرسوم غير موجود في أي مكان آخر في الجزيرة العربية. لذلك، فإن مواقع مثل جبة والحناكية والشويمس تعتبر مهدا لحضارة قديمة نشأت في الجزيرة العربية واندثرت تلك الحضارات، والقليل جدا ما نعرف عنها، مثل فنونها الصخرية.
أما في العصر النحاسي الذي استمر من عام 6500 إلى 4500 قبل الميلاد، حدث تطور في الفن الصخري وتغيرت الأساليب، وأصبحت التصاوير الحيوانية والبشرية أصغر حجما وأكثر انحناء نحو التخطيط. تم العثور على رسوم لحيوانات ذات أشكال مثلثة ومخروطية، ولكن قرون الحيوانات لا تزال كبيرة. كانت النقوش في ذلك العصر عبارة عن ترتيب مصفوفة من المثلثات والرسوم الإضافية، واستخدمت أدوات حجرية مثل رؤوس السهام والمكاشط والمخارز والسواطير. وكانت الأواني اليدوية المصنوعة من الحجر ذات اللون الأصفر، وكانت تميل إلى السواد على الصخور الحجرية. تم نقش رسوم في هذا العصر بواسطة النقر والحز، وليست بأساليب الفن الصخري البارزة والمتعمقة المستخدمة في العصر الحجري القديم.
تم نقش الفنون الصخرية في العصر البرونزي في الفترة من 4500 إلى 2500 قبل الميلاد، واستخدمت تصاميم هندسية متنوعة. تعرضت لتغييرات تدريجية بشكل منهجي، حيث أصبحت الرسوم التخطيطية غالبيتها عبارة عن خطوط عريضة. في هذه الحقبة، ظهرت أنماط جديدة مثل طبعات القدم والكفين، ورسوم الإبل والوضيحي والريم والأسود والكلاب والذئاب والغزلان، وكانت كلها عناصر مشتركة في الفن الصخري .
أما الفنون في العهد الحديدي من عام 2500 إلى 1500 قبل الميلاد تميزت الرسوم بالعودية وجد رموز هندسية حلت محل الفن الطبيعي حيث تغير المناخ والظروف البيئية من باردة مطيرة كما كانت في العصر الحجري الحديث إلى حارة جداً وجافة في العصر البرونزي أضحى الجمل محور النقوش الصخرية، كما أصبح الجمل يتميز بوسم القبيلة حتى عصرنا الحالي..
تُعَدُّ الفنون الصخرية في منطقة حائل من المواقع السياحية العالمية الفريدة داخل المملكة العربية السعودية، وتتميز بمكانتها الهندسية والتاريخية والتراثية الفريدة جدًا ..