الفرق بين صلاة الرجل وصلاة المرأة
كيفية الصلاة
أتفق أهل اللغة على أن الصلاة لغةً معناها : الدعاء، وفيه قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: (وصلت عليكم الملائكة)، والمعنى الحقيقي لذلك أنهم دعوا لكم. وفي الشرع الإسلامي، الصلاة هي سلسلة من الأفعال المحددة تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم لإنهاء الصلاة. صفة الصلاة لا تتغير سواء كان المصلي ذكرا أو أنثى، فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (صلوا كما رأيتموني أصلي). إذا الأمر هنا عام، ما لم يأت بتوجيه خاص للنساء بخصوص الرجل أو العكس .
صفة صلاة المرأة والرجل
أن السنة النبوية المطهرة هي من نقلت لنا كيفية صلاة النبي – صلى الله عليه وسلم – وهي الطريقة التي يجب أن يصلي بها المسلم لتكون صلاته صحيحة ، وتقبل أن شاء الله ، فيجب أن يتجهز المسلم للصلاة بالتطهّر، وستر العورة ، واستقبال القبلة ، واستحضر قلبه ، وإخلاص النية لله – عز وجل – .
ثم يقوم المسلم أو المسلمة بالدخول في الصلاة، حيث يرفع يديه استقبالا للقبلة ويقرأ الفاتحة ويضع يده اليمنى فوق اليسرى على الصدر. ثم يقرأ ما تيسر له من القرآن في الركعتين الأوليين من الصلاة. ثم ينحني في ركوعه ويقول: `سبحان ربي العظيم`. ثم يرفع رأسه من الركوع ويطمئن ويقول: `سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد` .
ثم يسجد على الأرض حتى يطمئن في سجوده ويقول : يقول `سبحان ربي الأعلى` ثم يرفع رأسه من السجود ويجلس، يمد رجله اليسرى وينحرف باتجاه اليمين ويوجّه أصابعه نحو القبلة، ويقول `رب اغفر لي، رب اغفر لي`، ثم يسجد في السجدة الثانية بنفس الطريقة التي سجد بها في السجدة الأولى .
يقوم الشخص بعد الانتهاء من السجود في الركعة الأولى برفع رأسه والجلوس على قدمه اليسرى، ثم يقوم بتكرير الحركة نفسها في الركعة التالية، وبعد الانتهاء يرفع رأسه من السجود ويقول التشهد ويضع أصابعه مستقبلة القبلة، وإذا كان عدد الركعات أربعا يقف مرة أخرى ويقرأ الفاتحة فقط دون قراءة أي شيء آخر من القرآن الكريم، ويكرر الحركة السابقة في الركعة التالية، ثم يجلس بعد رفع رأسه من السجود للتشهد مرة أخرى ويسلم عن يمينه وعن يساره، وهكذا يكون قد أتم الصلاة .
المرأة تخالف الرجل في الصلاة
هناك بعض من العلماء يزعمون أن هناك فرق بين صلاة الرجل والمرأة وأن هناك أمور يجب أن تفعلها المرأة في الصلاة بعكس الرجال ، والعكس والحقيقة أن كل الأحاديث ، والأدلة التي أتوا بها هي أحاديث ضعيفة ولا يمكن أن يستدل بها ومن بين هذه الآراء قال الشيخ محمد بن عثيمين في معرض رده على قول الفقهاء : المرأة لا تجافي بل تضم نفسها ، فإذا سجدت تجعل بطنها على فخذيها ، وفخذيها على ساقيها … لأن المرأة ينبغي لها الستر ، وضمها نفسها أستر لها مما لو جافت .
ولكن القول الصحيح أن صلاة المرأة مثل الرجل تماماً وأنها تمد الظهر في حال الركوع ، وترفع بطنها عن الفخذين ، والفخذين عن الساقين في حال السجود … وتفترش في الجلوس بين السجدتين ، وفي التشهد الأول ، وفي التشهد الأخير في صلاة ليس فيها إلا تشهد واحد ، وتتورك في التشهد الأخير في الثلاثية والرباعية .
والدليل على ذلك قول الشيخ الألباني رحمه الله – في نهاية كتابه ” صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ” -: كل ما تقدم من صفة صلاته صلى الله عليه وسلم يستوي فيه الرجال والنساء ، ولم يرد في السنة ما يقتضي استثناء النساء من بعض ذلك ، بل إن عموم قوله صلى الله عليه وسلم ” صلوا كما رأيتموني أصلي ” يشملهن . ” صفة الصلاة ” .
كيف تسجد المرأة في الصلاة
ليس هناك صفة معينة لسجود المرأة تختلف عن الرجل وأنما كلاً منهما له كفيفة سجود محددة وهي وضع الكفين على الأرض مع ضم الأصابع إلى بعضها واستقبالها للقبلة ، ورفع الكوع حتى لا يلامس الأرض لأن به تشبه بالحيوانات وهو أمر مكروه والدليل قول الإمام البارز – رحمه الله – عن صفة الصلاة ثم يركع قائلا: الله أكبر، ويعتدل في الركوع ويطمئن ولا يعجل، ويجعل يديه على ركبتيه مفرجتي الأصابع ويسوي رأسه بظهره…
إلى أن قال:… هذا هو المشروع، وهو الواجب على الرجال والنساء جميعا أن يسجدوا على هذه الأعضاء السبعة: الجبهة والأنف هذا عضو، واليدين، ويمد أطراف أصابعه إلى القبلة ضاما بعضهما إلى بعض، والركبتين، وأطراف القدمين يعني على أصابع القدمين باسطا الأصابع على الأرض معتمدا عليها وأطرافها إلى القبلة. هكذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.
والدليل على أنه لا فرق بين الرجل والمرأة في ذلك هو ما قاله الإمام الشافعي في كتابه الأم: لا فرق بين الرجال والنساء في أداء الصلاة، باستثناء أنه يستحب للمرأة أن تضم بعض أجزاء الصلاة إلى بعض، وأن تلصق بطنها في السجود بين فخذيها كما يفعل الستر، وأن تفضل ذلك في الركوع وفي جميع أجزاء الصلاة، وأن تكثف جلبابها وتجافيه وهي راكعة وساجدة حتى لا تظهر ثيابها، وأن تخفض صوتها، وإذا نابها شيء أثناء صلاتها فلتصفق، فإن التسبيح للرجال والتصفيق للنساء كما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
صلاة الرجل والمرأة جماعه
عندما تصلي المرأة جماعة، تختلف عن الرجال في أنها تقف خلف الإمام ولا يمكنها الوقوف بجواره إلا إذا كان الإمام أمرأة مثلها. يأتي هذا التفصيل بناءً على ما رواه الشيخان عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك، الذي قال إن جدته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لتناول الطعام الذي أعدته.
فأكل منه ثم قال: قوموا، أصلي لكم”، قال أنس بن مالك: ثم وقفت على حصير لنا وهو متسخ من طول الاستخدام، فقمت بتنظيفه بالماء. بعد ذلك، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحصير، ووضعت أنا واليتيم خلفه، ووضعت العجوز خلفنا. ثم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين لنا، ثم غادر. قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث: يبين هذا الحديث أن المرأة تقف خلف الرجال، وإذا لم يكن هناك امرأة أخرى، تقف وحدها في الخلف .
جلسة المرأة في الصلاة
اتفق العلماء على أنه لا فرق بين المرأة والرجل في كيفية الجلوس بين السجدتين، حيث تجلس المرأة على الرِجل اليسرى عند التشهّد وبين السجدتين، وتتورّك في التشهّد الأخير كما يفعل الرجل، ولكنهم اختلفوا على كيفية الجلوس للتشهّد عند الرجل والمرأة
- تشير الحنفية إلى أن الرجل يجب أن يفترش عند التشهد، ويجب على المرأة التورك، سواء كانت في الجلسة الأولى أو الأخيرة .
- ترون أن المالكية يجب أن يكون فيه التورك في التشهد الأخير ، سواء كان للرجل أو المرأة .
- ذهب الشافعية إلى أن الأمرين صحيحين، ولكن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتورّك في آخر الصلاة ويفترش في وسطها .
- يرى أهل الحنابلة أن الافتراش للرجل يكون فقط في التشهد الأول، أما في التشهد الثاني فينصحون باستخدام التورك، ولكن يمكن للمرأة الجلوس متربعة .