ما هو الفرق بين حوار الحضارات وحوار الثقافات
الفارق بين حوار الحضارات وحوار الثقافات هو أن الحوار الأول يستند على الحضارة التي تسيطر عليها المنطقة المشارإليها، مثل الحوار بين الشرق والغرب، في حين أن الحوار الثاني يستند إلى الثقافة التي تحكم تلك المنطقة.
_ فمثلاً هناك حضارات الشرق والعالم القديم وحضارة الغرب وهذان الطرفان قد لا تكون بلاد مثل الولايات المتحدة الأمريكية والأمريكتين جزء منها، فما كان لها حضارة في القديم وخاصة أمريكا التي تعد دولة حديثة، ولكن حوار الثقافات يشمل الغرب بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها، فالثقافة واقع عالمي قريب.
_ يتم استخدام عادة كلمتي حوار الحضارات وحوار الثقافات بنفس المعنى تقريبا، حيث يشير كلاهما إلى التواصل والنقاش والحوار بين مجتمعات وثقافات متعددة لتحقيق تفاهم مشترك وتقليل الصراعات والخلافات. ومع ذلك، عند التحقق من المفهومين بدقة، قد يكون هناك فرق طفيف يتم الإشارة إليه في البداية.
في اللغة العربية، يعني حاور ناقش وجادل وتحدث طرفان أو أكثر، والأصل في كلمة حوار في اللغة العربية هو الرجوع إلى الأمر أو الرجوع عنه.
يشير مصطلح الحوار في اللغة العربية إلى الحديث الذي يهدف الأطراف المشاركة فيه إلى إقناع الطرف الآخر بما لديها، في حين يقوم هذا الطرف بمراجعة ما تلقاه ليقرر ما إذا كان الطرح المقدم يناسبه أم لا.
_ كلمة حضارة في اللغة تعني العيش في منطقة حضرية، والحضر هو مرحلة في حياة البشر كانت مرحلة سابقة على التمدن، وكل ما يتناقض مع البداوة، حيث عاش الإنسان مرحلة التنقل في حياة بدوية، ثم انتقل لمرحلة الاستقرار والحضارة حتى وصل الآن لمرحلة جديدة وقد تكون أخيرة ألا وهي مرحلة التمدن.
تعرف الحضارة بأنها مجموعة من البشر الذين يشتركون في عدة أشكال حضارية، مثل العادات والتقاليد والقيم، وتنظيم حياتهم داخل هذا المجتمع بشكل منظم
وبذلك يتضح أن الحوار الحضاري يعد وسيلة هامة للتوصل إلى حالة من التفاهم بين عدة شعوب ليس لديهم أرضية ثقافية مشتركة، كما يعتبر الحوار الأداة المثلى لتحقيق التفاهم والتواصل والتعارف بين شعوب العالم وحل المشاكل والقضايا المعلقة بين الشعوب
_ يتبين من ما سبق أن حوار الحضارات والثقافات هو تفاعل بين ثقافات وشعوب مختلفة في العرق والمعتقدات والثقافة والدين والعادات والبيئة، حيث تتشارك في فهم بعضها وتوضح مدى قدرة كل حضارة على التفاهم والتبادل مع آراء مختلفة عنها عن طريق الحوار، سواء في المجال السياسي أو الديني أو الثقافي
شروط الحوار الحضاري
يحتاج الحوار الحضاري إلى اثنين من الأطراف المستعدة للمناقشة وتقريب وجهات النظر، والوصول إلى قاعدة أساسية للتفاهم يمكن من خلالها الانطلاق في عالم من التفاهم والحد من المشاكل والصراعات بين الدول، ولذا فهناك شروط لهذا الحوار تتمثل فيما يلي:
- التوازن
التوازن بين الأطراف في عملية الحوار أمر هام وضروري. يجب أن يكون هناك توازن بين الأطراف المشاركة في الحوار، ويجب أن يحدث توازن في القوى وأن لا تسود سلطة وقوة طرف على الآخر
- التكافؤ
يجب أن يكون الحوار على قاعدة مشتركة من التكافؤ في القوة بين أطراف الحوار حتى يمكن أن يوفر شروط الحوار وأن يقوم الطرف الضعيف بتجاوز الضعف، ويحقق المعادلة الخاصة بالتكافؤ حتى لا يقع تحت ضغط ممن هو اقوى من أطراف الحوار ويحدث تقارب للمستوى، ومن الضروري التاكيد على ان التكافؤ ليس معياره القوة السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية وإنما التكافؤ معياره ما أسهمت به تلك القوى للعالم وللحضارة الإنسانية، وما قدمته من إنجاز وتنمية.
- الاستكشاف
الاستكشاف أحد أهم شروط العمل في الأطراف المتحاورة للوصول إلى نتائج، حيث أن الاستكشاف يحقق الهدف من التحاور بين الأطراف، فيتعرف كل طرف إلى غيره من الأطراف، ويعرف مدى ما قدمه من عطاء، ويستوعب للمفاهيم الحضارية والتجارب التي خاضها، ويفهم قضايا معاصرة مثل التعايش في سلام، وفهم قيم الآخر الدينية.
- تبادل الاحترام
ويمثل هذا الشرط جانب هام في معادلة التفاهم بين الأطراف، ويجب على المتحاورين التقليل من قيمة طرف من الأطراف، وعدم الانسياق تجاه السيطرة والتأثير على الأطراف الأخرى، أو التاثير بقوة الإرهاب، او قوة الضغط، والحفاظ على التراث، وإعلاء شأن الاحترام، لتحقيق الأهداف المرغوبة من التحاور.
- التركيز
التركيز الجيد على الهدف من الحوار يهدف إلى تحقيق هذا الهدف، ولا يحدث ذلك بدون معرفة أولية بالهدف نفسه وما يتعلق بهذا الهدف، حتى يمكن اعتبار الهدف جاري التحقيق. فقد يكون محور الهدف هو التعارف بين شتى الحضارات ومشاركة المعارف وتوطيد العلاقات، أو تقريب وجهات النظر وحل النزاعات. ومع تحديد الهدف والتركيز عليه والسعي لتحقيق الغرض منه، يمكن الوصول لحوار ناجح فعال
صراع الحضارات بين الإسلام والغرب
في الحقيقة، لا يوجد صراع بين الإسلام والغرب، والصراع الحقيقي هو رغبة الغرب في التخلص من قوة الإسلام وتقليل تأثيره، وخاصة بعد انضمام الكثير من مواطني دول الغرب للإسلام. وهذا ما يثير قلق الغرب، ويعتبر عائقا أمام حوار الثقافات. والأسباب والعوائق لهذا الصراع هي كالتالي
تأتي المشكلة في رغبة الغرب في تعزيز قيم غير إسلامية داخل المجتمع الإسلامي لتسهيل التأثير وفرض الهيمنة، مما يسبب صراعًا بين الغرب والإسلام.
تتمثل حدة الصراع بين الإسلام والغرب في منهج كل منهما وأهدافهما، وطريقة وأسلوب التعامل، وفهم كل طرف للآخر ووجهة نظره فيه.
_ يعد أحداث سبتمبر أكثر ما يؤكد الصراع بين الإسلام والغرب، في محاولة لفهم الأسباب الجذرية لأحداث الحادي عشر من سبتمبر.
تاريخياً، كانت هناك حروب بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الإسلامية لفترة طويلة. وأثناء ذلك الوقت، كانت الإمبراطورية الرومانية هي القوة العظمى الوحيدة في العالم وقد تبنت المسيحية. وعند ظهور الإسلام، بدأت الحروب الصليبية بين العالم المسيحي والإسلامي.
ينظر العديد من المسلمين إلى التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل بأنه تحالف مسيحي يهودي، وهم يكرهون ذلك بشدة، حيث أن قضية فلسطين هي قضية حساسة للغاية بالنسبة للمسلمين
أسباب صراع الحضارات
يشير مفهوم صراع الحضارات إلى محاولة كل قوة في العالم أو كل حضارة لفرض نفوذها وسيطرتها على باقي الدول أو الحضارات، مما يؤدي إلى صراع بين الحضارات بدلاً من وجود التفاهم بينها. وتعتبر أهم أسباب صراع الحضارات هي:
- الرغبة في السيطرة والهيمنة على حضارات أخرى.
- تواجد قوى عظيمة بدون حضارة تسعى للسيطرة على حضارات قديمة.
- تختلف الهوية والدين والثقافة بين دول العالم.
- الصراع على السلطة والهيمنة العالمية.
- وجود تحالفات دولية.
- يشمل المصطلح الاحتلال المباشر، مثل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والاحتلال بجميع أشكاله.
- الرغبة في السيطرة على الشعوب الاخرى.
- الأغراض السياسية والعسكرية والاقتصادية.