اسلاميات

الفرق بين جمرة العقبة والجمرات الثلاث .. وسبب تسميتها والحكمة من رميها

ما الفرق بين جمرة العقبة والجمرات الثلاث

رمي الجمرات هو مناسك الحج الذي يعتبر إلزاميا حسب اتفاق المذاهب الإسلامية، ويستند إلى السنة النبوية، حيث قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: `رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر ثم رمى الجمرات الباقية في الأيام التالية`.

يقوم الحاج برمي الجمرات في منى خلال أيام التشريق من الشروق إلى الغروب. يتم رمي كل جمرة بسبع حصوات ويقال: `بسم الله والله أكبر رغما للشيطان وحزبه وإرضاء الرحمن`. تختلف جمرة العقبة عن الجمرات الثلاث وسنتعرف على الاختلاف في السطور القادمة

  • يتم رمي جمرة العقبة يوم النحر، بينما يتم رمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق.
  • تُرمى جمرة العقبة في يوم النحر بسبع حصى، بينما تُرمى الجمرات الثلاث في الأيام المتبقية من أيام التشريق بواقع حصين وعشرين حصى لكل جمرة.
  • يتم رمي جمرة العقبة من بطن الوادي في مكان خارج منى وقريب من مكة المكرمة ، ويتم رمي جمرة العقبة من أسفلها او أعلاها او اوسطها ، بينما الجمرات الثلاث فكل واحدة منهم اتجاه ترمى منه ، حيث يتم رمي الجمرة الصغرى والوسطى من اي اتجاه لها ، في حين ترمى الجمرة الكبرى من جهة واحدة ويكون الحاج متجها للقبلة.
  • يتم التقاط الحصى لرمي جمرة العقبة من المزدلفة ، بينما التقاط الحصى لرمي الجمرات الثلاث فقد اختلف فيه العلماء، حيث ذهب الشافعية إلى التقاطها من مكان آخر بخلاف المزدلفة ، والبعض من المذهب الحنفي قال إن يتم التقاطها من المزدلفة بحيث يتم جمع سبعين حصى ، والمالكية قالوا أن تؤخذ من اي مكان.
  • بعد رمي جمرة العقبة يوم النحر ، يدعو الحاج قائلا : اللهم اجعل حجه مقبولا وذنبه مغفورا وعمله صالحا مقبولا وتجارته لن تبور
  • يقوم الحجاج برمي الجمرة الصغرى ثم الحمراء الوسطى ثم الجمرة الكبرى، ويدعو الحاج بعد كل رمية قائلاً: “بِسمِ الله، واللهُ أكبر رُغماً للشيطان وحِزبه وإرضاءً للرحمن.

وقت رمي الجمرات

– يختلف وقت رمي الجمرات الثلاث وحمرة العقبة بين العلماء والفقهاء، حيث تم تقسيمها إلى فترة بداية الوقت وفترة نهايته

  • بداية وقت الرمي

تختلف الآراء بين العلماء حول وقت رمي جمرة العقبة في الحج، حيث يرون المذهب الشافعي والحنبلي، مع اسماء بنت أبي بكر، أن الجمرة ترمى بداية من منتصف ليلة العيد، ويستندون في ذلك على ارسال النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته أم سلمة لرمي الجمرة قبل الفجر.

بينما اتفق المذهب المالكي على أن بداية رمي جمرة العقبة تكون من طلوع فجر يوم العيد، واستندوا في ذلك إلى حديث بن عباس رضي الله عنه وأرضاه حيث قال: `قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة، أغيلمة بني عبد المطلب على حمراتنا، فجعل يلطخ أفخاذنا بيده ويقول: يا بني لا تركوا الجمرة حتى تطلع الشمس، وقال بن عباس: ما أخال أحدا يرمي الجمرة حتى تطلع الشمس`، لذلك بداية النحر ورمي الجمرات يكون بعد الفجر.

بالنسبة لبداية رمي الجمرات الثلاث، هناك اثنين من الأقوال، الأول يقول أنه يتم رمي الجمرات الثلاث بعد غروب الشمس في اليومين الأولين من أيام التشريق، وهذا هو الاتفاق الذي توصل إليه الأئمة الأربعة، بينما القول الثاني يميل إلى جواز رمي الجمرات الثلاث قبل غروب الشمس، وهذا ما ذكر في بعض روايات الإمام أبي حنيفة، بالإضافة إلى ممارسة النبي وأصحابه بعدم رمي الجمرات إلا بعد غروب الشمس.

  •  نهاية وقت الرمي

كان هناك اختلاف بين العلماء فيما يتعلق بنهاية وقت رمي الجمرة الكبرى أو جمرة العقبة. اعتقد المذهب الحنفي أنه ينبغي رمي جمرة العقبة قبل شروق الشمس في اليوم الثاني من أيام العيد. بينما اعتقد المذهب المالكي أنه يمكن تمديد وقت الرمي حتى المغرب في اليوم الثاني من أيام العيد. أما المذهب الشافعي والحنبلي فرأيهما أن آخر وقت لرمي جمرة العقبة يمتد حتى نهاية اليوم الأخير من أيام التشري.

أما بالنسبة للجمرات الثلاث، فقد اختلف العلماء والأمة في أوقات رميهم كما يلي:

المذهب الحنفي : أوصى المذهب الحنفي بأنه يحق للحاج رمي الجمرات الثلاث في كل يوم من أيام التشريق، وينتهي وقت الرمي بحلول فجر اليوم التالي، ويتم رمي الجمرات بداية من زوال الشمس وحتى غروبها.

 ‏المذهب المالكي : يتم التمييز بين وقت رمي الجمرات ووقت أدائه، حيث يبدأ وقت أداء الرمي بعد غروب شمس كل يوم من أيام التشريق، ومن بعد ذلك يكون وقت القضاء، وينتهي وقت رمي الجمرات في اليوم الرابع من أيام العيد.

المذهب الشافعي والحنبلي : يعتقدون أن وقت رمي الجمرات الثلاث يمتد حتى غروب شمس اليوم الرابع من أيام التشريق، أي آخر أيام العيد.

سبب تسمية الجمرات بهذا الاسم

هناك رأيان مختلفان بشأن تسمية الجمرات بهذا الاسم. في اللغة العربية، يعني الجمرات الحصى أو الأحجار الصغيرة الحجم. يقترح بعضهم تسمية الجمرات بهذا الاسم نظرا لأن الحجاج يرمونها بالحصى، أو بسبب أنها مجموعة من الحصى ولذلك سميت بالجمرات. وهناك رأي يشير إلى أنه تمت تسميتها نسبة إلى كلمة تحمر، والتي تعني تجمع، حيث يتجمع ويلتف حولها الحجاج لرميها.

الحكمة من رمي الجمرات

لا يأمرنا الله تعالى بشيء عبث، ومناسك الحج تعد واحدة من أركان الإسلام الخمسة، وهي لا تتطلب إلا من الذين يستطيعون الوصول إلى الحرم المكي. ويوجد حكمة لكل مناسك الحج، ومن بين هذه المناسك هو رمي الجمرات، والحكمة من القيام به هو ما يلي:

الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع السنة النبوية، حيث أمرنا بذلك، حيث رمى الجمرات وقال: `خذوا مناسككم عني`

اذكر قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، عندما جاءه الشيطان لينهاه عن ذبح اسماعيل عليه السلام ومخالفة أوامر الله تعالى له، فقام نبي الله إبراهيم برمي الشيطان بسبع حصوات، وحاول الشيطان معه مرة أخرى ورماه إبراهيم بسبع حصوات أخرى، ومرة أخرى ورماه بسبع حصوات أخرى، ثم دنا من ابنه إسماعيل ليذبحه ولكن لم تقطع السكين عنقه، وجاء قول الله تعالى: “وناديناه أن يا إبراهيم * قد صدقت الرؤي.

يتعرض الشيطان للترغيم والشعور بالسوء، إذ يشعر بالحزن والأسى عند رؤية المسلمين يرحمون المكان الذي رحمه فيه سيدنا إبراهيم في الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى